تكبر وتختلف معاني القوة التي يبثها فينا جرحانا الأبطال فهم يتجاوزون بإصرارهم المزيَن بابتسامة نصر آلام جراحهم وبعزيمة لا تلين يخوضون معترك الحياة ليثبتوا أنهم أبطال كل ميدان…
واليوم وفي ميدان العلم و التحدي يتقدم لامتحانات الشهادتين الإعدادية و الثانوية 44 جريحاَ بدعم كامل من أسرتهم الثانية مشروع جريح وطن.. .
“العروبة” التقت عددا من الجرحى أمام المركز الامتحاني و حدثنا الجريح علي حسن صفتلي عن طموحه بالمضي قدماَ وتحقيق حلم أولى خطواته الحصول على الشهادة الثانوية.. علي من مواليد 1992 ورغم أنه وحيد أهله أبى إلا أن يكون مشاركاَ في عمليات تحرير الأرض من الإرهاب و بعد سنتين من الصمود في الميدان أصيب في منطقة الزارة عام 2014 ونتج عنها خزل شقي أيسر، وبدعم كبير من مشروع جريح وطن يصوغ علي حلمه…
الجريح عامر علي كيسين مواليد 1990 خريج معهد بيطري يحاول هذا العام الحصول على شهادة ثانوية جديدة ليكمل تحصيله الجامعي بعد أن فرضت عليه إصابته ترك صفوف القتال، نتج عن إصابة عامر بتر طرف علوي أيسر من فوق المرفق و فقدان السمع بالأذن اليسرى وهو في هذه المرحلة الجديدة من حياته يسعى للحصول على شهادة جامعية ليتمكن من دخول سوق العمل بقوة وليكون رقماَ صعباَ كما كان في الميدان الحربي…
عامر يثمن جهود مشروع جريح الوطن بدعم الجرحى من جميع الجوانب …النفسية و المادية…الخ و تواصلهم الدائم وشبه اليومي لتلبية كل الاحتياجات وبخاصة التعليمية .. لم يطل انتظارنا مع كادر إدارة المشروع على باب المركز وبعد مضي أكثر من نصف الوقت المحدد للامتحان خرج الجريح عدي علي محمد من صفوف القوات الرديفة وبدأ حديثه بابتسامة تعلو وجهه لأنه تمكن من الإجابة على أسئلة الجغرافيا بشكل جيد..
عدي و الذي يشكر المشروع بكادره لأنه بث فيه روح التحدي من جديد ليكمل مسيرته العلمية بعد تعافيه بشكل جزئي من شلل سببته إصابته في صفوف القتال بتاريخ 19-4-2015 في ريف إدلب.
و يكمل: وضعي الصحي اليوم أفضل و عندي حالياَ خزل شقي أيسر وأذية بالعصب الوركي وتفتت بالساقين… ويقول عدي: كما كنا نحارب بالسلاح سنكمل دفاعنا عن أرضنا و سيادتنا بميدان العلم…
أما الجريح يونس مصطفى يحدثنا أنه حاز على الشهادة الإعدادية العام الماضي بمجموع 2375 علامة و يكمل هذا العام و يتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية ليحقق حلماَ لم يعد بعيداَ باستكمال تحصيله الجامعي بعد انقطاع عن الدراسة تجاوز 28 عاماَ.. يشرح يونس عن إصابته في مهين بريف حمص عام 2013 و التي أدت لبتر اليد اليسرى و قطع شريان و تفتت عظام بالقدم اليسرى ، ويثمن يونس التعامل الأخوي والدعم الكبير من قبل كادر مشروع جريح الوطن…
أما الجريح يوسف غسان شريقي وهو من مواليد 1996 يحدثنا بأنفة المقاتل السوري المقدام و بروح الشاب المتفائل بأنه من مرتبات الدفاع الوطني و دخل صفوف القتال حتى قبل حصوله على دفتر خدمة العلم بعام كامل ويضيف: إصابتي كانت أثناء تحرير حي الخالدية إذ أصبت بطلقة متفجرة في خاصرتي أدت لتفتت 3 فقرات قطنية و خسارتي لـ7سم من الأمعاء و ذلك عام 2014 ما أدى لشلل نصفي و حالياَ أضع جهاز تثبيت فقرات… و تحدث عن مساعدة المشروع خلال العام الماضي ليتمكن يوسف من الحصول على شهادة التعليم الأساسي و عن الجهود و الدعم المضاعَف هذا العام ليتمكن من التقدم لامتحان الثانوية الأدبي و ليضع أقدامه بثبات على طريق تحقيق الحلم…
علي وعامر و عدي و يونس و يوسف ليسوا إلا جزءاَ من كل… وهم وكل الجرحى الجزء الجميل في جسد شعب يأبى الذل و الهوان و يتكاتف بشتى السبل ليكون السند, و من أمثلة التكاتف الجميل مشروع جريح الوطن وهو مشروع وضع نفسه بكوادره في خدمة الجريح وكان وسيبقى الرفيق الأمين و الصديق الناصح….
العروبة – هنادي سلامة