تحية الصباح.. بين العبارة والتعبير..

تثري الحصيلة اللغوية زاد المتكلّم , فتمدّ تلك الحصيلة السيولة الذهنية لمحتوى مضمون يفيض فكراً وأفكاراً ,وقد بدا بأسلوبٍ لافتٍ , ليكون دسم الزاد حصاد ترابط مبنى على معنى وقد تماهى ذاك المضمون مصوغاً بثقافة اللغة عبر كينونتها ,فقهاً لذاتها , و بنىً لصعدها , وأنساقاً لمستوياتها , يعزز ذلك سداد منطقٍ في معيارية توصيفٍ لأداء ومنطوقٍ لمعنى , أكان ذلك في مؤشرات محدداتٍ لدلالة أفكارٍ , أو كان ذلك في متسع خيالٍ وثّاب , ومخيال أكثر توهّجاً , وقد تجلّى اتقاده على فيض وجدانٍ , حميّته صدق انفعالاتٍ , ورقي مشاعرَ تتسامى أنفاس فِطَنٍ على ثغور هاتيك الأفكار , وذاك المضمون  حيث حذاقة التعبير في مكين الترابط العضوي والجدلي لفِكر تحاور بعضها وأفكارٍ تؤكد وجودها عبر دُربةٍ في الصوغ , ومهارة في الإبداع , و روز ذلك في نسج الشكل حاملاً للمضمون اصطفاء رزانة التعبير في تجلّيات العبارة  إنها العبارة التي أخذت دلالتها في تسميتها :” سُميتْ العبارة عبارة لأنها تعبر المعنى إلى المخاطب “, فهي هذا التناسق في التعبير عن حال مقدارٍ لقولٍ في نطق , أو كتابة في تدوين  وكم تأخذ العبارة حضورها الأميز عندما تؤكد رصيدها في بلاغة المضمون غنىً , وحذاقة الأسلوب صوغاً !. وإذا ما كانت العبارة مكرورةً غير حاضرةٍ في دهشٍ لمحتوى , أو ابتكارٍ لأسلوب , فإنها تتبدّى لمحاً إجرائي المرور , ليس إلاّ  وضمن مدارات الجذور والاشتقاق فقد أخذت العَبرة , تلك الدمعة المترددة في العين دلالة العبور والتعبير , وذلك لعبورها من جانبٍ إلى آخر . وحتى لو كان الأمر في مقاربة الخصوصية للذات ” ضمن التعلّم الذاتي” للذات فإن مهارة ذاك العبور في دلالة التعبير تكون حاضرة في معنى ذلك , ” فعبرتُ الكتاب , قرأته, ولم يرتفع به صوتي “.. فبهذا يعبر المعنى في الكتاب إلى المخاطب ذاته .. المتلقّي , ويكون الخبر عن المضمون بما احتوته عبارات تلك المضامين على مهاد السطور  ولا شك أن مفهوم اللغة في مرجعيته :” أنها أصوات يعبر بها كل قومٍ عن أغراضهم هو أمرٌ متجذّرٌ ثابت في وعي الأصالة , ودوام ذلك  وفي معطى المفهوم المنظومي الشامل فإن اللغة فضاءات في أروقة الحياة هي المكتوبة والإشارات والإيماءات والتعبيرات التي تصاحب عادة سلوك الكلام , وصور التعبير من تمثيل ورسم ونحت وموسيقا … فابتسامة ترتسم على ثغر طفلٍ يُشرق ببراءة الجمال رقةً وعذوبةً , هي إيقاع تعبيرٍ ودلالة عبارة  وما ملامسة خيوط الفجر لفحمة الدياجي بوح إطلالة صباحٍ أوله نهار إلا تعبير آخر وعبارةً في إرادة الحياة , حال انبجاس الماء السّارح تعطّفاً حيث الضفاف وغنج المنحدرات ولهفات الوديان ,وفساحة السّهول وإيماءات الزروع مدى سفرٍ لمعنىً يعبر إلى متلقٍّ. هو عناق نبع بمصب ورسالة خيرٍ في رائعات جمالٍ , وسعادة غِلالٍ في قطاف  وعبر الرمزية العبارة والتعبير ثمة لحاظ تغني بوقع طاقتها عن كثيرٍ من كلام أكانت حوراء أم دعجاء , حال منطقٍ في قوة مُحاججته , لا كثرة فيضٍ من كلام , هو تمام القوة في حزم المعنى لا قساوته وفي نباهة النسمة الوسنى تهبّ على خفرٍ فتروح بذات هدوتها نشوى تأخذ بالألباب وتوضح مكانتها برقة هبوبها فظاظة رياح تعصف بهدوة مِزاج , وفي كليهما يكون التعبير وتكون العبارة  إنها العبارة في إيقاع الجمال صامتاً أو منطوقاً يحثّ خطاه ألف بريقٍ وبريق مابين كينونته في ماهيته , وذواتنا في إشراقها , حيث كل الجمال .

 نزار بدّور …

المزيد...
آخر الأخبار