الرئيس الشرع.. ومستقبل سوريا

كثيرة هي المحطات التي صاغتها الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع منذ أكثر من ستة أشهر وتحديدا منذ سقوط نظام الأسد البائد التي تشي بالكثير وتضع سوريا الجديدة على مفترق طرق .  استطاعت الدبلوماسية السورية الجديدة تحقيق التفاعل الدولي والإقليمي والعربي معها من أوسع الأبواب وحققت في فترة قياسية مالم يستطع النظام البائد تحقيقه منذ انطلاق الحراك والثورة في العام 2011,جاب رأس الدبلوماسية السورية الجديدة البلاد وكذلك الرئيس الشرع دولا هامة وذات حضور وازن في المنظومتين الإقليمية والدولية, من تركيا إلى فرنسا مرورا بدول الخليج وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية إذ كان الحصاد نوعياً والسلة السياسية والاقتصادية وافرة مايضع مستقبل سوريا على محك الانطلاقة والنهوض , من رفع العقوبات مرورا بتوقيع جملة من الاتفاقيات الاقتصادية الوازنة مع شركات فرنسية وتركية وقطرية ستكون تبعاتها ذو مضمون فاعل وبما ينعكس إيجاباً بالتأكيد على اقتصاد سوريا وشعبها .

بالطبع مازالت الطريق مليئة بالتحديات أولها طبيعة التحديات السياسية التي أرخت بظلالها على الشمال السوري وشكل التعامل مع قوات قسد وهو ما تعمل الإدارة الحالية على حله وفق منظور المصلحة الوطنية السورية الخالصة وبما يضمن وحدة الأراضي السورية , الجنوب السوري كان حاضراً هو الآخر بجملة من التحديات السياسية أولها بعض الأصوات الصادرة من بعض الشخصيات في السويداء والتدخلات والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة إذ التقى الرئيس الشرع عددا من الشخصيات الفاعلة في سبيل إيجاد توافقات سياسية, وفيما يتعلق بشكل التعامل مع الكيان الإسرائيلي ، تعمل القيادة على استيعاب التحديات وفق صيغ سياسية وتفاوضية من الممكن أن تفضي لحل سياسي يخدم وحدة الأراضي السورية وهو ما ستكون فيه اليد الأمريكية صاحبة اليد الطولى ولاسيما بعد لقاء الرئيس الشرع بالرئيس الأمريكي,, الساحل السوري بوعي أهله وإدراكهم أن صفحة النظام البائد قد طويت إلى غير رجعة وهو ما سيكون الأساس في القضاء على الأفعال الشاذة ولا سيما بعد القرارات الأخيرة التي صدرت عن لجنة السلم الأهلي في العفو عن جملة من ضباط النظام البائد للوصول إلى فكفكة نهائية لبنية المجاميع المسلحة المتبقية .

كل مؤشرات التعافي بات تلوح في الأفق وترخي بظلالها على المشهد السوري بكليته فالتفاعل الدولي والعربي والإقليمي مع الإدارة الجديدة سيكون الأساس في إرساء وبناء قواعد الانطلاق المتينة وهو ما نتمناه لسوريا العزيزة.

خاص لـ “العروبة “..د. محمد بكر .. ألمانيا

المزيد...
آخر الأخبار