أن تتنفس هواءً نقياً فهذا قد يكون مكسباً كبيراً ورفاهية تحسد عليها في قادمات الأيام في ظل ما نشهده من تلوث بيئي زادته الحرائق اختناقاً وتفاقماً لا يحمد عقباه …
فالحرائق باتت حديث الناس وهاجساً مؤرقاً ومرعباً لما تسببه من كوارث بيئية وصحية وخسائر اقتصادية لا يمكن استدراكها أو التعويض عنها بسهولة أو بوقت قصير لأن ما ذهب يصعب عودته ، فالهواء لن يعود إلى نقائه وجودته السابقة والأشجار ( الغطاء الأخضر ) في غاباتنا والتي عمرها عشرات السنين تحتاج إلى عقود من الزمن لتنمو وتكبر وتقوى جذورها كما كانت سابقاً والخسائر بالممتلكات تتجاوز حدود التعويض مادياً ومعنوياً “محاصيل زراعية وأشجار زيتون وفواكه “عمرها عشرات السنين أثمرت بجهد وعرق وتعب لا يمكن تقديره بثمن, والكارثة الأكبر ضحايا الحرائق والتي تكون سلامتها أولوية وفرص نجاتها يصاحبها حروق واختناقات وأمراض تنفسية تشكل خطراً على حياتهم وكلما تأخرنا في التدخل في إخماد النار كانت العواقب وخيمة ولذلك ليس عن عبث تم استخدام عبارة “انتشار النار في الهشيم ” (مجازياً ) على كل الحالات التي تنتشر بسرعة البرق كالأوبئة والشائعات وغيرها من أمراض وأهوال تغزو مجتمعنا دون استئذان مسبق أو تنسيق يجعل القائمين على أهبة الاستعداد للمعالجة والتصدي في الوقت المناسب ..
بالطبع “معظم النار من مستصغر الشرر” كما يقال وهذا المستصغر يحذر من حدوثه ومفاجأته وكوارثه قد يكون من عقب سيكارة أو شواء في نزهة عائلية أو إلقاء مواد مشتعلة في غابة مصاحباً ذلك ارتفاع درجات الحرارة ..
أسباب كثيرة والنتيجة واحدة كارثة مدمرة تأكل الأخضر واليابس في لحظة طيش عابرة جهلاً أو عمداً …
أنت وأنا ندفع الثمن من صحتنا واقتصادنا وبيئتنا …
حلم شدود