فكرة ..مثال يحتذى به

قليلة هي الأفلام الوثائقية التي تناولت الحرب الكونية على سورية ،وربما هذه النوعية من الأفلام تحتاج لوقت أطول في الانجاز من الأفلام الروائية التي ربما يقوم مخرجوها بتنفيذ السيناريو الذي وضعه المؤلف مع إضافة بعض الرؤى لتعميق فكرة الفيلم من خلال الأساليب الفنية المبتكرة بالتصوير واستخدام المؤثرات والموسيقا التصويرية المرافقة .
الاثنين الماضي كنا أمام فيلم الفيتو الذي عرض على مسرح دار الثقافة بحضور رفيق لطف الإعلامي المجتهد والوطني بامتياز والذي يعود له الفضل الأول والأخير بانجاز المادة الخام للفيلم والتي هي تسجيلات استطاع الحصول عليها بطريقته وأسلوبه من خلال غرف البالتوك التي حصل منها على تسجيلات كثيرة بين الإرهابيين ومشغليهم من جنسيات مختلفة ،وكذلك من موقع البلومبرس الذي كانت تستخدمه الأقنية والمحطات المضللة وغرفها الإعلامية التي كانت تعد تلك الأفلام قبل تقديمها عبر تلك المحطات وقد كانت تلك الأفلام كشفاً للحقيقة التي شوهتها تلك المحطات وزورت الحقائق في الحرب الكونية على سورية والتي قادتها الإدارة الأمريكية والدول الحليفة لها بمشاركة أكثر من ثمانين دولة إضافة لبعض الدول العربية التي شاركت بتمويل ودعم هذه الحرب حيث دفعت الأموال الطائلة واشترت المرتزقة من كل أصقاع العالم من أجل إسقاط سورية منذ حوالي الثماني سنوات الماضية .
يبدأ الفيلم من تفجير أنابيب النفط التي تمر بمنطقة بابا عمرو والساعات التي سبقت ذلك العمل الإرهابي الجبان حيث تم التقاط صور تبث ضوءاً عبر ليل عاتم تبين فيما بعد أنه يبث من منطقة بابا عمرو مع ساعات الصباح الأولى التي ترافقت مع بعض الأصوات وتعديل حركة الكاميرا إلى اتجاه اليسار ليتبين فيما بعد أنها كانت مركزة على الدخان الذي سيتصاعد إثر إشعال النار في الساقية التي تحت الجسر في منطقة بابا عمرو ليتم اتهام الجيش بإطلاق الصواريخ على تلك المنطقة ،وتظهر التسجيلات فيما بعد عبر تسجيلات بعض القاطنين كيف أن الإرهابيين قاموا بتخريب أنابيب النفط التي تمر في تلك المنطقة وكيف قام الأهالي بسرقة النفط من تلك الساقية قبل إشعال النار فيها من قبل الإرهابيين .
وهي قصة بدت موثقة ومحكمة وبشكل فضح تلك العصابات الإرهابية وداعميها من جهة وكشف مراسلة الـCNN ومصورها اللذين هما من كانا في الغرفة ويبثان تلك الصور التي أعقبت إشعال النار في النفط الذي تم تسريبه من الأنابيب التي كانت تمر من هناك ،ويقدم قصصاً أخرى عن التضليل الإعلامي الذي قام به بعض المأجورين الذين قدموا معلومات وأفلاماً كاذبة من أمثال داني عبد الدايم الذي ظهر قبل البث المباشر على الCNN ليعطي التعليمات بإشعال النيران في دواليب السيارات لتبدو كخلفية للبث المزعوم حيث يقوم بكيل الأكاذيب والافتراءات على الجيش لاتهامه بقصف المناطق الآمنة بالصواريخ وكذلك تظهر بعض الأفلام التجهيز للمظاهرات في بعض المناطق ودفع الأموال للمتظاهرين وتلقينهم بعض العبارات ليتم تداولها أثناء المظاهرات إضافة إلى تقديم أفلام أخرى عن كيفية فبركة أفلام يتم تمثيل فصولها من قبل الإرهابيين والمرتزقة من أجل تأليب الرأي العام على الدولة السورية ..
الفيتو المقصود في الفيلم هو الفيتو الروسي الصيني الذي منع مجلس الأمن من اتخاذ قرار ضد سورية وذلك بعد تمثيليات عديدة قدمها المأجورون عبر وسائل الإعلام المضللة كي يدفعوا مجلس الأمن للضغط على سورية واتخاذ قرارات ضدها .. ولكن الحليفين الروسي والصيني كانا يدركان عمق المؤامرة على سورية وأفشلا فصولاً كثيرة من فصولها التي كانت تريد النيل من سورية .
الفيتو فيلم هام كان للإعلامي رفيق لطف دور في إنجاز التحقيق وتسجيل الأفلام التي تظهر عمق المؤامرة على سورية وتكشف الكثير من تفاصيلها وهو من حوار وتقديم الصحفية البريطانية فينيسا بيلي ومن إخراج عبد المنعم عرنوس.
فيلم الفيتو قدم في مجلس الأمن وهو مترجم لسبع لغات منها الانكليزية والفرنسية والألمانية وهو يظهر ويكشف تفاصيل هامة عن الحرب الكونية على سورية عبر السنوات الثماني الماضية .
وكلمة حق تقال أن هذا الفيلم انجاز هام للإعلامي رفيق لطف الإنسان والمواطن السوري الوطني بامتياز ففي الوقت الذي انسحب فيه بعض المثقفين والفنانين والإعلاميين في أيام الحرب الكونية جاء هو من أمريكا إلى سورية ليكون احد الجنود الذين يحملون هم سورية الوطني وقام بدوره كإعلامي وطني مخلص وأنجز أفلاماً وثقت للتآمر على بلدنا الحبيب ،له ولكل الوطنيين الشرفاء الذين تشبثوا بأرضهم ووطنهم كل التحية والاحترام ولهم نرفع القبعة لأنهم كانوا مثالاً يحتذى به .

عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار