عبد الكريم الناعم
بداية أذكّركم جميعا، أنّنا نحن المتقاعدين كنّا فاعلين ذات يوم، وبعضنا مازال حتى الآن يعطي كما يعطي الشباب، ولكنّ للسنّ حقّه،وتوابعه، وتلك إرادة الله سبحانه وتعالى في عباده، ففينا اليوم العاجز، وشبه العاجز، وأكثرنا يدبّون على عكاكيزهم،
بلا طول سيرة، سأذهب للموضوع مباشرة، لي وصفة عن الشهر التاسع، وهي وصفة دائمة، بمعنى أنّ أدويتها لايمكن تقديمها ولا تأخيرها، لي ولزوجتي، وحين ذهب مَن حملَها إلى صيدليّة نقابة المعلمين قيل له :« لدينا نقص في الأدوية، فعُدْ بعد يومين» ، وحين عاد بعد ثلاثة أيام قيل له: «الأدوية ناقصة عُد بعد يومين» ، بمعنى أنّه مرّ أسبوع حتى الآن، ولا ندري كم سيمرّ، تُرى مَن يتحمّل مثل هذه المسؤوليّة؟
أنا أعلم أن في فرع النقابة مكتب لشؤون الأعضاء ، أليس من مهّامه متابعة مثل هذه الشؤون؟!
إنّ المنصب أيها الزملاء هو ( تكليف) وليس ( تشريفا)، وكلّ صاحب عمل تُشرّفه طريقة عمله، وحُسْنُ أدائه، ويقظة أخلاقه، أمّا الذين يظنّون، أو يتوهّمون أنهم وصلوا إلى مناصبهم بجدارة، ولذا فهم جاؤوا ليتمتّعوا، وليُكملوا رسم مايرغبون أن يكونوا عليه أو فيه، .. هؤلاء هم عبء على أنفسهم ، وعلى الموقع الذي احتلّوه، وعلى الوطن.
أيّها الزملاء لقد بُحّت اصواتُنا ونحن نقول إنّ الأداء في كلّ مواقع الدولة يُفترَض أن يكون بحجم الانجازات التي حقّقها المقاتلون الشرفاء الشجعان، وإلاّ فلن نحصد إلاّ المزيد من الخيبات.
لماذا الصيدليّات الخاصّة تغصّ بكل أنواع الأدوية، وفي صيدليّة النقابة .. لا ؟!!
مصانع الأدوية عادت لاستئناف طرح أدويتها، وبكميّات كافية، فهل السبب هو ماديّ، أي لاتوجد سيولة بين يدي المكلّفين بتسيير أمور الصيدلة؟!!
مااظنّ أنّ ثمّة سببا آخر، في نقابة هي من أهمّ نقابات سوريّة، تُرى أين المال المخصّص؟!!
أولا يكفينا أنّ الفاتورة التي يدفع فيها المعلّم أكثر من مائة ألف ، لايبلغ تعويضها الخمسة آلاف ؟!!
أفلا يكفينا أنّ تسعيرة بعض العمليات المُكلِفة ماتزال تأخذ بتسعيرة الدولة لعام 1949؟!!
لاأدري كيف لاتُناقش هذه الأمور في المجالس النقابيّة، ومع الادارة المركزيّة للخروج من مخانقها، لئلا تُساهمون كنقابة، في زيادة تردّي أوضاع المعلّم .
ماذا نفعل؟!!
هل تظنّون أنّ فائض رواتبنا التقاعديّة، في هذا الغلاء الجهنّمي، يكفي لأن ندفع المزيد والمزيد ثمن أدويّة، بينما رفوف صيدليّة النقابة خاوية؟!!
اتقوا الله فينا، فلقد أعطينا زهرة شبابنا، وقسما من بدء شيخوختنا للأجيال التي علّمناها، أهذا جزاؤنا حين بلغْنا هذا العمر، وممّن ؟ من النقابة الممثّلة لنا؟!!
فأين أنتم جميعا؟!!