ما زالت الشهادتان الإعدادية والثانوية تشكلان عبئا ثقيلا على كاهل الأهل والطلاب معا ويعود ذلك إلى خصوصية كل واحدة منهما وإلى العبء المادي الكبير الناتج عن الدروس الخصوصية التي يتلقاها الطلاب في بيوتهم .
وتأتي خصوصية الشهادة الإعدادية من كونها أول شهادة يمتحن الطالب بها وكون نتيجتها ستحدد وجهة الطالب القادمة فإما إلى التعليم العام بفرعيه العلمي والأدبي أو إلى التعليم المهني بفروعه الصناعية والتجارية والزراعية والذي ينظر إليه الأهل أنه يأتي بالدرجة الثانية وأنه ليس ذا أهمية أبدا فسقف التعليم فيه محدود بنسبة كبيرة وبالتالي يسعى الأهل وبكل إمكانياتهم إلى محاولة أن تكون درجات أبنائهم في امتحان الشهادة الإعدادية تؤهلهم للذهاب إلى التعليم العام وهذا يدفع الأهل في كثير من الأحيان إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية ومهما كان الثمن أما بالنسبة للشهادة الثانوية بفرعيها العلمي والأدبي يسعى الطلاب والأهل لتحصيل علامات عالية تمنحهم فرصة الدخول إلى كليات الطب والهندسة بالنسبة لطلاب الفرع العلمي وهذا يدفع الأهل إلى تأمين مدرسين أكفياء وخاصة لمواد الرياضيات والفيزياء واللغة العربية والعلوم وهذا الأمر يجعلنا نطرح سؤالين هامين …السؤال الأول لماذا يذهب الطلاب الناجحون والذين يحصلون على علامات متدنية في الشهادة الإعدادية إلى التعليم المهني ؟ وهل يمكن أن يكون هناك نهضة وطنية صناعية دون الاهتمام بالتعليم الصناعي ؟ وهل التعليم في المرحلة الإعدادية يراعي ميول ورغبات الطلاب ؟ والسؤال الثاني وهو يتعلق بالشهادتين معا لماذا يلجأ الأهل والطلاب إلى الدروس الخصوصية لو كانت المناهج التربوية تصل من المدرس إلى الطالب مباشرة في الحصة الدرسية ؟ أسئلة سيكون في الإجابة عنها الكثير من مصلحة الطلاب والأهل وبالتالي في صالح المصلحة الوطنية .
شلاش الضاهر