كنت وسأبقى أشكر الناقد محمد رستم لأنه عرفني بالشاعر – شاعر الأغنية – عصام جنيد والهدية الأجمل والفضل الكبير أن يعرفك أحد ما بإنسان مبدع مثل عصام جنيد , في زمن كثر فيه المدّعون والشعراء وقلّ الشعر ..
عاش عصام جنيد – رحمه الله- ولكنه التزم خطاً مبدعاً في كتابة القصيدة الغنائية , خط الجمال والفكر النقي , والتواضع في زمن الضجيج الفارغ الذي يجعل من ( شاعرة ) من الدرجة العاشرة لاتميز بين الألف الممدودة والألف الطويلة , نجمة في وسائل التواصل بينما كثيرون لم يسمعوا بعصام جنيد مع أنهم , يومياً يستمعون لكلمات أغانيه .
كتب القصيدة الغنائية منذ كان في الخامسة عشرة من عمره وبالتحديد في عام 1972 بمناسبة تدشين سد الفرات , ويومها كانت تذاع الأغنية بصوت المطربة الراحلة نور الصباح عدة مرات في اليوم .. ومن تلحين مصطفى كريدية .
وبعدها اتصل به عدد كبير من المطربين والمطربات وغنوا من كلماته ومنهم نجيب السراج وصباح ووائل كفوري وعازار حبيب وفؤاد غازي والياس كرم .
دعا مرات عديدة ، للنهوض بمستوى الأغنية وتجنب الإسفاف في الكلمات والمعاني المبتذلة . وكان صديقاً للأدباء في حمص ويحظى باحترام وثقة جميع من عمل معه وعرفه .. وكان مدرساً للغة العربية ، معروفاً بعطائه وإخلاصه وعشقه لهذه اللغة .
وأما عن عدم حصوله على أية جائزة محلية أو عربية ، فلأن لجان التحكيم أو بعضها تتجاهل الإبداع الحقيقي وعن هذا قال لي ذات يوم: ( إن الجائزة الكبرى التي حصلت عليها .. ولا أريد سواها هي محبة الناس واحترامهم وتقديرهم لما كتبت …!!) .
كنا نلتقي في رابطة الخريجين الجامعيين وفرع اتحاد الكتاب العرب والمركز الثقافي .. وكان الرجل – رحمه الله – مواظباً على حضور النشاطات الثقافية حتى داهمه المرض وغدر به …
ها هو يترجل بعد ستة عقود من العطاء ورصيده ألف أغنية …
لكن رصيده الأكبر محبة الناس والفنانين …
الشاعر عصام جنيد .. إلى جنان الخلد أيها النقي …!!
عيسى إسماعيل