كشظايا قنبلة موقوتة تبعثرت أحلامه التي تلاعبت بها الريح في سنين حياته الماضية تتحكم الأهواء في كل مخطط رسمه لنفسه في رحلة بحثه عن وظيفة والتي بات الحصول عليها بمثابة معجزة ربما تنقذ من بطالة دام أمدها يتعلق خلالها بقشة الغريق كلما لاحت له فرصة للتقدم بعد الإعلان عن مسابقة جديدة ،يندفع إليها وصوت دعاء أمه يلاحقه من بعيد في أول خطوة على سلالم التوظيف إذ لم يجد وقتاً للحب الذي أضاعته الأهواء .
أهواء لجنة المقابلة الشفوية ومزاجيتهم في سوء تقديرهم لإمكانات المتقدم للوظيفة الذي عاش زمناً مع أفكاره السلبية لم يستطع تجاوزها لأن لديه صداقة دائمة مع الفشل في المسابقات السابقة إذ لم يكن طريقه إليها مفروشاً بالورود ،ليعود مراراً وتكراراً ليقتلع رزقه بأسنان حادة ينحت الصخر بأعمال شاقة انزلقت فيها عجلات الحظ وتنقل بمرارة بين مهن صعبة كانت تحدياً منه لطريق صعب ..إلى أن ابتسم الزمان في وجهه وشعر وكأنه يضم الكون بين يديه عندما استقر أخيراً في وظيفة..لكن قافلة الوظيفة لم تسر بما يحب ويشتهي فشعر بالخذلان وقلة الحظ مرة أخرى فكان كفأر وقع في مصيدة تحجيم طموحات الشباب من امتلأت نفوسهم بالحماس والاندفاع الإيجابي للنهوض بالعمل الجديد ،ليصطدم بأساطير مختلقة لتبرير أهواء رئيسه في العمل وتناقضه بين الأقوال والأفعال لتضيع الحقوق بين مجاراة لفلان ومحاباة علتان لأسباب ليست مجهولة،ومن ثم ادعاء النقاء وما ينقصه سوى أن ينصب نفسه سفيراً للنوايا الحسنة ليعود وينظر بطرف عينه غامزاً لامزاً “الكرسي يا صديقي تغير ما في النفوس “يا له من زمن أعمش يصيب البعض ويعميهم عن مشاهدة القدرات الكامنة كل ذلك في سبيل تحقيق مكاسب شخصية يعود بعدها المخلصون المتحمسون يترقبون فرصة للسفر كحل لكل الأزمات قبل أن يتحولوا إلى مخزن للآهات الطليقة ..
عفاف حلاس