قصص قصيرة جداً

سرقة
حل الظلام – كل لاذ بفراشه …دويّ صراخ يشق صمت الليل ….كان يجري بسرعة جنونية .. تتبع صدى صراخه أوقفه حارس الليل …هدّأ من روعه وسأله :
مابك أيها الشاب ؟ وماذاك الذي تحمله بيدك ؟ تلعثم وقال : إنه مصاغ تلك المرأة ياسيدي مشيراً بيده إلى ذلك المنزل لقد سرقته…
تبسم الحارس وقال :
لكننا لم نُبلغ عن أي حادثة سرقة هذه الليلة …..عليك أن تعود أدراجك إلى منزلك كي تنام ولتعلم انه لا أحد يستطيع السرقة في مدينتنا .. وإن لم تكف عن هذا فإنني مجبر على توقيفك بتهمة إقلاق راحتنا بتقديم بلاغ كاذب
أجابه نعم ياسيدي ….لكنه في الحقيقة لم يك سوى لص أرسله زوجها لسرقة مجوهراتها .
انتظار
غيوم سوداء تلف السماء
وحده بصيص أمل ينتظره
هطل المطر …انجلت الغيوم ..تبدد الظلام
أشرقت شمس الصباح معلنة فجر يوم جديد
عاد لحياته الطبيعية …لكنه اليوم اتكأ على عكازه مبتور القدم .
حبيبات القمح
من الطابق العلوي …ومن تلك النافذة ..سرحت بنظرها في الفضاء الواسع وأخذت تنثر حبيبات القمح على الشرفة لتحط حمامة وبمنقارها الصغير أطعمت صغارها
رفات
هده الشوق للوطن .. بات يُعكر ليله ونهاره ..هل سيعود يوماً إلى حضنه ؟ فاجأه المرض ..رغم قساوته تحداه …لكنه انتكس من جديد..فاضت روحه إلى بارئها لينقل رفاته إلى حضن الوطن .
خيانة
انطفأ النور في منزلي .. لم استطع النوم تلك الليلة .. انتظرت طويلاً كي يبزغ الفجر عندما لاح بصيصه من نافذتي شعرت بالأمان .. خرجت إلى الشرفة وجلت بناظري إلى تلك المنازل القريبة ورحت أتساءل .. هل ياترى كل من يسكن هذه المنازل يشعر بسعادة تامة .. فجأة دوى صوت سيارة الإسعاف ، شدني ذاك الصراخ العالي من ابنة الجيران إنه جارنا سعيد .. ياإلهي ماالذي أصابه فجأة ..نقلوه الى المستشفى وهنالك وافته المنيه .. رحمك الله ياسعيد أنت نعم الجار .. أسرعت لأواسي زوجته وابنتيه وهناك تجمعت نسوة الحارة وشيع جثمانه إلى مثواه الأخير .. وأخذت النسوة يذكرن محاسن سعيد ..إنه جار لطيف كان طبيب أسنان ناجح ، هذه تقول لقد داواني ولم يأخذ مني أجرة والأخرى تقول راعني إلى أبعد الحدود وهكذا إلى أن تكلمت إحداهن وقالت .. أنا كنت أتمنى له هذا اليوم .. فنظرنا إليها باستغراب لماذا ؟! ماذا تقولين : أجابت نعم لقد خذلني منذ كنت في مقتبل العمر ، وعدني بالزواج بعد أن كنا على علاقة استمرت خمس سنوات فاجأني ذات يوم وإذ بي أراه مع زوجته الحالية وعندما استفسرت من نظراته أجابني نعم أنا لا أستحق أن تكوني لي فأنت مثال المرأة المخلصة لكنني حسب المتعارف عليه في بلدتنا لاأستطيع مخالفة أبي فهي ابنة عمي وملزم بها .
فاطمة الأسعد