قفزت أسعار الخضروات في الآونة الأخيرة ارتفاعاً غير مسبوق بحيث باتت لا تدخل في ميزان المنطق أو العقل و أخص بالذكر الباذنجان و البطاطا و البندورة .
هذه الخضروات الرئيسية كانت تحتل زاوية مهمة في غذاء السوريين لتتنحى اليوم رويداً رويداً فتتحول عن موائدهم التي كانت عامرة بهاو تصبح مثاراً لتعليقات السوريين و تندرهم .
حتى إن البعض يقول إنها باتت من المنقرضات و النوادر بحيث يمكن أن نأخذ معها صوراً تذكارية بعد أن أعلنت تمردها و باتت ضيفاً ثقيل الظل بعد اللحوم و أنواع السمك .
كل ذلك يعزو سببه البعض إلى ارتفاع أسعار المحروقات إذ يشتكي المزارعون و التجار من فقدان مادة المازوت أو غلائها و هم بحاجة للمازوت من أجل نقل الخضار بين أحياء المدن و المناطق و القرى لذلك يضطرون لشراء المازوت الحر من السوق السوداء لتعبئة سيارات نقل الخضروات و نتيجة لذلك ترتفع الخضار بأنواعها لتغطية نفقات النقل الإضافية فمن الفلاح إلى التاجر يرتفع السعر درجة و يتكفل التاجر بعد ذلك برفع السعر درجات مضاعفة .
ويبقى المواطن هو الحلقة الأضعف بعد المزارع و هو من يتحمل العبء الأكبر و يدفع فاتورة تلك الزيادة أما التجار فبممارساتهم الاحتكارية المستمرة يأخذون الحاصل و المحصول من الإنتاج و يرمون السبب على أكتاف انخفاض إنتاج بعض الأصناف و بالتالي تقلص الكميات المطروحة في الأسواق كل ذلك يجعلنا نوغل في استفساراتنا أكثر بمحاولة منا لإيجاد حل لعقدة الأسعار المستعصية و للوصول إلى صيغة ملائمة لضبط الأسعار و حماية حقوق المواطنين فلا بد من تجاوز دور التاجر و استلام المنتجات الزراعية من المزارعين و إيصالها مباشرة إلى المؤسسات الاستهلاكية لأن ذلك يشكل حلاً دائماً يمد السوق بكفايته من المنتجات الزراعية ويكون جواباً قاطعاً للكثير من التساؤلات الملحة .
عفاف حلاس