تحية الصباح .. فتش عن الانكليز

فتش عن الانكليز . عبارة طالما سمعناها منذ وعينا على هذه الدنيا , ولم نكن ندرك منها إلا أن الانكليز يقفون خلف كل موبقة تحل بالناس أو مصيبة تضرب أوطانهم ولم نكن نعرف مزيداً من التفاصيل , ولكن مدرسة الحياة قد علمتنا بالأدلة المحسوسة الكثير الكثير من التفصيلات قبل أن تعلمنا إياها المدارس التي كثيراً ما زودتنا بمعلومات أثبتت الأيام وأحداثها أنها معلومات كاذبة ملفقة لا علاقة لها بالتاريخ ولا بالواقع.
إن الاحتلال العثماني موصوم بالخازوق والتتريك والمشانق والمجازر والتنابل وحفلات الزار والجهل المطبق الذي صبغ حياة بلادنا بالسواد أربعة قرون .
وما زلت أذكر كيف قرأنا في كتبنا – مراسلات حسين مكماهون – على أنها مراسلات بين الند ونده , وليست املاءات من ضابط الاستخبارات مكماهون على الشريف حسين , واليوم يبدو أن أحفاد مكماهون ولورانس وآرثر بلفور وروتشيلد مازالوا على عقليتهم الاستعمارية المشبعة بدماء صهيونية , ولذلك يصدرون بياناً يعدون فيه حزب الله اللبناني منظمة إرهابية وأنا أرى أن هذا البيان وسام شرف على صدر كل فرد من أفراد هذا الحزب , فحين يتهمك القاتل اللص المنافق بالإرهاب فأنت أشرف الشرفاء .
ولنتذكر أن أجداد : طوني بلير وتيريزا ماي وبوريس جونسون كانوا يعدون المنظمات الصهيونية الارهابية من : الهاغانا الى شيرن الى البالماخ الى الأرغون منظمات وطنية يهودية , وأن عز الدين القسام وسعيد العاص وعبد الرحيم محمود , وكل من ثار في مواجهة عصابات الإرهاب الصهيوني وسياسة الانتداب البريطاني الصهيونية إرهابيون ولذلك عدنا لنقول : فتش عن الانكليز .
إنهم خالقو الكيان الصهيوني السرطاني وداعموه حتى نقي عظامهم ، فكيف لا يتهمون حزب الله , حزب المقاومة الذي قلع أظافر الوحش الصهيوني عام ألفين بالإرهاب , وكيف لا ينعتون مجاهدي حزب الله بالإرهابيين وهم من حطموا أنياب الصهاينة في تموز , ويتوعدون بتكسير أياديهم وأرجلهم إذا ما حاولوا ممارسة هواياتهم العدوانية التي اعتاد عليها كيانهم منذ نشأته.
إذاً ليس غريباً أن يصدر الانكليز بيانهم المعادي لحزب الله المقاوم , ولكن الغريب – وربما لم يعد غريباً أن يطبل الأعراب ويزمرون لهذا البيان وكأنه حبوب أو حقن تخفف آلام أحقادهم التي لا حدود لها إلا الانتحار حقاً !!

د. غسان لافي طعمة

المزيد...
آخر الأخبار