هندسة الرأي العام في الاعلام الرقمي … استخدام أدوات الخبر الالكترونية لتسهيل عمل الصحفي

هندسة الرأي العام هي نظام وفن ومهنة تطبق النظريات العلمية لتصميم وتطوير وتحليل الحلول التقنية لتوفير الحاجات الإنسانية أو السعي لتوفيرها، بما ينسجم مع الواقع.
وهندسة الرأي العام تعني إدارة تعبير الشريحة الاجتماعية أو المجتمع أو الجمهور العام
وإدارة مشاعره وأفكاره واتجاهاته في وقت معين بالنسبة لموضوع يخصه، وبالتالي تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما، أو مجموعة من الأفكار القابلة للنقاش .
عناوين متنوعة تضمنتها الدورة الإعلامية التي حملت عنوان «هندسة الرأي العام في الاعلام الرقمي وعنوان الهاشتاغ # مهندسو الرأي العام » منها ضرورة مواكبة الإعلامي للتطورات الحديثة في مجال الإعلام الرقمي، وهندسة الرأي العام بما يخدم حاجات المواطن ويلامس الواقع , واستخدام أدوات الخبر الالكترونية لتسهيل عمل الصحفي.

إضافة إلى اعتماد الاستمارة الالكترونية الصحفية لمعرفة متطلبات المجتمع والتي أقيمت في مقر الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية و أقامها اتحاد الصحفيين بالتعاون مع فرع الجمعية العلمية في الفترة من23حتى 28شباط وشارك فيها ست وعشرون متدربا من الصحفيين والمهتمين بالمجال الإعلامي بإشراف المدرب حسين الإبراهيم رئيس المحتوى الرقمي في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية.
الاستبيان الاحترافي
استهل المدرب اليوم الأول باستعراض أهم ما تضمنه المستوى الأول من الدورة بطريقة الفلاشات السريعة ليبدأ اليوم الثاني بالتطبيق العملي لعنوان الدورة الفرعي والذي كان بعنوان #الاستبيان_الاحترافي حيث بين المدرب أهمية الاستمارة الالكترونية الصحفية في تسهيل العمل الصحفي وجدولة المعلومات ضمن بيانات معرفية وقام المتدربون بعمل استبيانات مختلفة تلامس الواقع الحالي لتتابع الدورة أعمالها ذات اليوم «الثاني » بتفعيل برنامج Drive على الهواتف المحمولة وأجهزة اللابتوب وبدأ العمل التشاركي بصنع استمارة الكترونية صحفية ونشرها على صفحة مهندسي الرأي العام الخاصة بالمتدربين لتبادل الآراء والأفكار.
هندسة الصورة
وأكملت الدورة مسيرها وفي اليوم الثالت الذي أخذ الهاشتاغ #بصمة-الخبر-التدويني حيث سلط المدرب الإبراهيم الضوء على بصمة الخبر التدويني والذي يعتبر تعريفا لاسم المدون , و قام المتدربون بصنع خبر تدويني ضمن النمذجة المعروضة على جهاز العرض وقرأ البعض خبرهم التدويني المختار من قبلهم .
و حمل اليوم الرابع عنوان #هندسة_الصورة_الصحفية وتضمن معلومات عن الصورة ضمن ورشة عمل ,باعتبار الصورة هي إيقاف للزمن في لحظة معينة ,و أنها تعبر عن ألف كلمة…
وضمن العمل التطبيقي قام المتدربون بالتقاط صور ونشروها على صفحاتهم وأضاف المدرب بأن الصورة الصحفية يجب أن تلتقط بمعايير وأسس مع استغلال الزمن والإضاءة وأن اختيار اللحظة المناسبة والعفوية كفيلة بإحياء الصورة وتميزها موضحا أن الصورة تمنح الخبر قيمة مضافة و تؤكد مصداقيته.
الدكتور محسن الحسين نائب رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تحدث للمشاركين في الدورة عن أهمية الارتقاء بالإعلام الالكتروني والاحتراف به لتحسين سويته ونظرة العالم له.
الصحافة في خدمة المعلوماتية
فيما حل الاستاذ أسعد بركة رئيس الجمعية السورية للمعلوماتية ضيفا على المتدربين في اليوم الخامس من الدورة وأثنى على جهودهم و رغبتهم بالتعلم ومواكبة التطور في الإعلام الرقمي وقال :نحن الآن قادرون على بث ميديا لأي فعالية من خلال الأدوات الحديثة و نسعى نحو تفعيل الصحافة في خدمة المعلوماتية من جهة ,وخدمة الوطن من جهة ثانية ,موضحا أن الصحفي هو الصوت والصورة واليد التي تكتب في وجه الإرهاب وتقاوم أعداء الوطن وتم توزيع المتدربين على مجموعات كل مجموعة مؤلفة من ٤ متدربين و تقع على عاتقها مهمة مختلفة حيث قدمت كل مجموعة مشروع تخرج تضمن كل ما وردخلال الدورة من كتابة الخبر التدويني و الصور الصحفية و إعداد الفيديو الصحفي.
استهداف المواطن
وذكر رئيس اتحاد الصحفيين في سورية موسى عبد النور أن هذه الدورة تأتي استكمالا للمستوى الأول في الإعلام الرقمي وقال : نحن نعلم كم تأخذ وسائل التواصل الاجتماعي من اهتمام المواطن في كل بيت ,لذلك لابد أن يكون الإعلامي مواكبا لهذه التطورات ليطور أدواته ويستخدم التقنيات الحديثة في عمله، لذلك تم الانطلاق في اتحاد الصحفيين في هذا البرنامج من دورات التأهيل والتدريب لتطوير و تأهيل الإعلاميين بشكل كبير لأهمية هذا القطاع خاصة أن المواقع الالكترونية تصل إلى كل بيت و أصبحت منصة لاستهداف المواطن السوري ولابد أن يكون هؤلاء الإعلاميون الفرسان الحقيقيين الذين يدافعون على اعتبار أن هذه الوسائل أصبحت جزءا من الحرب التي تتعرض لها سورية .
وأضاف :من هنا يمكن لهذه الوسائل أن تكون منصات للدفاع وإظهار الحقيقة و لملامسة الواقع وهموم الناس و شرح ما يحصل والتصدي لهذا الاستهداف الذي تتعرض له سورية .
وختم : المتدربون تجاوبوا بشكل كبير خلال هذه الدورة ونأمل أن نتابع عملنا في هذه الدورات في المحافظات الأخرى من أجل أن نصل إلى صيغة حقيقية يستفيد منها المتدرب مما يقدمه اتحاد الصحفيين .
آراء المتدربين
الصحفي بديع سليمان من جريدة العروبة قال : الإعلام الرقمي هو رجع الصدى لرسالة الإعلام الورقي التقليدي بمعنى أنه يهتم بالمحتوى أكثر من الزمان والمكان وفيه عوامل جذب كثيرة خصوصا ً أننا في عصر الحداثة الالكترونية مع دخول العديد من الوسائل الالكترونية كالانستغرام والفيسبوك والواتس مجال الإعلام وعلينا جميعا ً التعامل بشكل جيد مع مكونات الإعلام الالكتروني الجديد الذي هو إعلام الصحافة الشعبية أو إعلام المواطن ومن هنا تكون حاجة المتلقي له أكبر نظرا ً لسرعته في نقل المعلومة وتوافقه مع لغة العصر ومعطيات واقع المجتمع الالكتروني .
أما لمى أيوب من المكتب الصحفي لمؤسسة الطباعة قالت : اكتسبنا خبرات جديدة في هذه الدورة يمكن لنا توظيفها في عملنا الصحفي كالاستبيان والاستمارة ومعرفة ردود أفعال المواطنين بالمنهاج والتغيرات التي تطرأ عليها .
مها الشعار مدرسة لغة روسية قالت : تعلمت في هذه الدورة العديد من الأمور التي كنت أجهلها والتي تفيدنا في أكثر من مجال من مجالات العمل حيث تمكنت من توظيف الخبرات التي امتلكتها في الدورة من إجراء امتحانات للطلاب عن طريق استمارة استطعت من خلالها معرفة مستوياتهم ومدى استيعابهم للدروس.
وحيد يزبك مراسل إذاعة المدينة إف ام قال : أعمل في مجال الصحافة الالكترونية منذ مدة طويلة ولكن هذه الدورة أضافت لي معلومات جديدة تساهم في تطوير عملي كاستخدام الأدوات الحديثة لمعرفة المحتوى الرقمي بشكل مباشر إضافة لاستخدام الفيديوهات وهندسة الصورة في الخبر ومعرفة الأدوات الحديثة للإعلام الالكتروني الجديد .
وقالت سوسن سعدة « مراسلة موقع سفير سورية الالكتروني ومعاون مدير مدرسة» : يمكننا استخدام المعلومات التي اكتسبناها في اختبارات رواد الطلائع وصقل مواهبهم ومعرفة هواياتهم عبر إجاباتهم على الاستمارة الالكترونية إضافة لإمكانية نمذجة وهندسة الخبر التدويني وتكوين بصمة خاصة للخبر تجعله يرسخ في عقل المتلقي وتفعيل صفحة أطفال سورية الخاصة بمنظمة طلائع البعث على موقع( الفيس بوك) .
مستوى احترافي
حسين الإبراهيم مدرب الدورة ومدير المحتوى الرقمي في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ورئيس لجنة الإعلام الإلكتروني في اتحاد الصحفيين فقال : هذه الدورة هدفها الانتقال بالإعلاميين إلى المستوى الاحترافي من خلال التعرف على أدوات الإعلام الإلكتروني حيث يعتمد الإعلاميون على أدوات الإعلام التقليدي كالقلم والدفتر في حين يوجد العديد من الأدوات التي تساعدهم على سرعة نقل المعلومة أو الخبر ومنها البحث الصحفي والاستبيان والاستمارة ومواقع التواصل واستخدام مثل هذه الأدوات يمكن الصحفي من الحصول على المعلومات بأسرع وقت, كما وأنها تسهم في تشكيل صحفي إلكتروني قادر على التعامل مع النموذج الرقمي سواء موقع إلكتروني أو صفحة فيسبوك وهذا مجال عمل المرحلة القادمة لأن العمل المستقبلي سيكون للمحترفين لزيادة ثقة المواطنين بالإعلام وتوجّهنا اليوم هو لاستثمار هذه الدورة في كافة المهام الإعلامية القادمة.
فن التعامل مع الإعلام الالكتروني
وقال غسان فطوم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين رئيس مكتب التأهيل والتدريب: إن دورة هندسة الرأي العام تأتي استكمالا ً للدورة التي أقيمت منذ فترة والغاية منها تعليم الإعلاميين فنون التعامل مع الإعلام الإلكتروني الذي هو واجهة للإعلام الجديد في العالم ويجب تأهيل الكوادر العاملة في مجال الإعلام الورقي والتقليدي مع الإعلام الجديد كونه له ميزات جديدة يجب أن يدركها الإعلامي ليتمكن من العمل فيه .. والإعلاميون ليس لديهم الإلهام الكامل والكافي لهذا النوع من الإعلام ويجب علينا في اتحاد الصحفيين أن نعمل بشكل أكبر على تأهيل وتدريب كوادرنا الإعلامية لمواكبة تطورات الإعلام المعاصر لينشأ جيل صحفي مميز وقادر على مواجهة تحديات العمل ,فالكلمة إن لم تكن موثقة و موجهة بشكل صحيح من الممكن أن تخلق نتائج عكسية , كلنا ثقة بأن القادم أجمل وأمل بأن يستمر زملاؤنا في المستويات القادمة لصقل مواهبهم والاستفادة بأكبر قدر من المعلومات والتقنيات الجديدة .
أرقام
مما لا شك فيه أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت محط اهتمام غالبية الناس وتفوقت على الوسائل الأخرى من تلفزيون و صحف و إذاعة فقد بلغ عدد مستخدمو «واتس أب» مليار شخص، و«ماسنجر» 900 مليون (كلاهما مملوك لـ«فيس بوك»)، وكل منصات التواصل الاجتماعي كـإنستغرام وتويتر مملوك لـ«فيس بوك» أيضا وسناب شات، وفيها وسائل للدردشة، ستحل محل المنصة الأم أي الفيسبوك قريبا .

متابعة : لانا قاسم – يوسف بدور