بات من الضروريات الأكثر من ملحة إعادة النظر بصلاحيات المدرس اذ يصلنا بين حين وآخر تعدي بعض الطلاب على مدرسيهم وفي حرمة الصف وأمام زملائهم ما يثير جملة من التساؤلات هل هذا الواقع مرده إلى اضمحلال القيم الأخلاقية عند بعض الطلبة؟ثم ما هي الإجراءات التي تقمع هذه الظاهرة التي أضحت اليوم شبه ظاهرة عامة؟ فالطالب المجتهد ينصت لمدرس اي مادة بكامل الانتباه أما غير المكترث فلا يهمه سوى إثبات حضوره ولو كان ذلك على حساب زملائه وإزعاج المدرس بطرق شبه مستنسخة عن بعضها البعض.
أما المدهش في الأمر فان إدارة المدرسة (أي مدرسة) ومديرية التربية تتوجه بإنهاء الخلاف حسب التوصيف المعتمد لديها على حساب المدرس في اغلب الأحيان .
ان مشاغبات الطلاب واعتداء البعض منهم على مدرسيهم هي نتيجة لفقدان القيم الأخلاقية التي كانت من صميم حياتنا الاجتماعية والتي تحض على احترام المعلم وقد أشار الأدب العربي في أكثر من مناسبة على ضرورة إعطاء المعلم حقه من التقدير ،كما أشار المجتمع العربي في أمثاله الشعبية الى ذلك وهو حتى الآن يردد من علمني حرفا كنت له عبدا أما في الشعر فالصورة اكثر بهاء عندما وصف العملية التعليمية بنص:
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا
إن مجتمعنا يحض على التمسك بالقيم الأخلاقية وهذه مسؤولية الأسرة قبل ان تكون من مهام المدرسة لذا من المنطق ان تعيد الجهات المعنية النظر بصلاحية المدرس والمدرسة على حد سواء وسن قوانين تضبط سلوك الطلاب على اختلاف مستوياتهم .
المزيد...