حي الأرمن الجنوبي …وتستمر المعاناة…شـوارع لم يصلها التعبيد و الحفــر مكبـات للقمامة

هو أحد أحياء مدينة حمص من الجهة الشرقية لم تبق جهة معنية ورسمية في المحافظة إلا وزارت هذا الحي لأسباب مختلفة « خلال الحرب» إما للتعزية بشهيد أو لعيادة جريح أو للمشاركة في دفن شهداء بحكم وقوع مقبرة الشهداء بالحي نفسه أو للإطلاع على مراحل تنفيذ عمليات التوسع لمقبرة الفردوس بعد أن باتت تضم بين حناياها جثامين الشهداء الطاهرة وبطبيعة الحال فإن أهالي الحي التقوا بكل هؤلاء المعنيين وشرحوا لهم معاناتهم وتلقوا منهم شتى أنواع الوعود بتحسين الأمور وأعطوهم مواعيد زمنية مختلفة لتنفيذ تلك الوعود, ولكن واقع الحال جعل المواطن يشعر بأن هذه الوعود والمواعيد ما هي سوى مخدر لتهدئة النفوس والمماطلة بتنفيذ أحد هذه المطالب المحقة والهامة..
ونظرا ً لكثافة شكاوى الأهالي للجريدة كان لابد من اللقاء بهم ومعرفة همومهم, والاطلاع على الواقع الحقيقي للخدمات في حي الأرمن الجنوبي ..

شوارع ترابية موحلة
يقول أهالي حي الأرمن الجنوبي ولاسيما الجزء الجنوبي الشرقي المحاذي لمقبرة الشهداء : إن جميع الشوارع المؤدية لبيوتنا لم يصلها الإسفلت وبالتالي فإن هذه الشوارع تتحول في فصل الشتاء إلى مستنقعات ورامات من الوحل وتتشكل فيها بحيرات مختلفة الأحجام ,مما يضطرنا لانتعال أحذية مصنوعة من البلاستيك ( جزمة نايلون ) وفوقها كيس من النايلون ونحمل بأيدينا أحذيتنا الجلدية حتى نتمكن من انتعالها بعد وصولنا إلى الطريق الاسفلتي استعدادا ً لذهابنا إلى أعمالنا أو ذهاب أولادنا إلى مدارسهم وجامعاتهم, وقد تواصلنا مع كل المعنيين الذين زاروا الحي بمناسبات متعددة كتعزية ذوي الشهداء أو عيادة الجرحى أو المشاركة في تشييع الشهداء قبل مواراة جثامينهم في مقبرة الشهداء الموجودة في الحي وأعطونا العديد من الوعود لتغطية هذه الشوارع بالإسفلت وتعبيدها ولكن حتى الآن لم تنفذ هذه الوعود بحجة عدم توفر مادة الإسفلت .
مكبات للقمامة
وأضافوا: إن شوارعنا تتحول فيها الحفر التي تتشكل نتيجة الأمطار في فصل الشتاء إلى أماكن تتجمع فيها القمامة « من أكياس النايلون وغيرها ..» وفي فصل الصيف تكون الأوساخ قد تجمعت بشكل كبير إضافة للغبار الناتج عن عدم تعبيد الشوارع ,مما يجعل منازلنا مليئة بالأتربة باستمرار .
وطالب الأهالي الجهات المعنية بفرش الشوارع بطبقة من البحص مبدئيا ًريثما يتم تأمين الإسفلت لهذه الشوارع قريبا ..
إنارة معدومة
وتحدثوا عن ضرورة تزويد الحي بمصابيح لإنارة الشوارع ,وتركيبها على الأعمدة الكهربائية منعا لتعرض الأطفال لخطر السقوط في الحفر ليلا ,وللحد من محاولات بعض ضعاف النفوس لاستغلال هذا الأمر والقيام بمحاولات سرقة المنازل في الحي ..
وبين الأهالي أن مجلس المدينة اقترح عليهم تركيب مصابيح تنير الشوارع ولكن على واجهات منازلهم إلا أن بعض سكان الحي اعترضوا تجنبا ً لتحمل أي مسؤولية قانونية قد تطالهم .
ليتر مازوت
أما الموضوع الأهم فكان بالنسبة لأهالي الحي فكان مازوت التدفئة حيث بينوا أنهم لم يحصلوا هذا العام على ليتر واحد من مازوت التدفئة ,رغم برودة الطقس ودخول فصل الشتاء مبكرا هذا العام ,ومع غياب الكهرباء ونقص مادة الغاز, بات الأمر صعبا جدا ,وخصوصا وأن سعر الحطب قد ارتفع أيضا بشكل كبير هذا إن وجد .
أما عن وضع الغاز المنزلي فأشاروا إلى أن وضع الغاز مقبول نسبيا ً ومعتمد الغاز في الحي يقوم بالتوزيع حسب القوائم الموجودة لديه بمعدل اسطوانة واحدة كل ( 20 – 22 ) يوم لكل عائلة .
الخبز سيء ولا يوجد معتمد
كما وطالب القاطنون في الجزء الجنوبي الشرقي من الحي بتأمين معتمد لبيع الخبز لأهالي الحي حيث يبلغ عدد العائلات فيه ما يقارب ( 50 ) عائلة ولا يوجد معتمد مما يضطرهم لقطع مسافة كبيرة تستغرق / 15 – 20 / دقيقة ذهابا ً ومثلها ايابا ً يوميا ً لشراء الخبز وبمعظم الأحيان لا يحصلون على ما يكفيهم يوميا ً كون أسماؤهم غير معتمدة عند المعتمد خصوصا ً بعد تخفيض الكميات وزيادة عدد العائلات بسبب كثرة عدد الوافدين الذين سكنوا الحي مؤخرا ً.
كما بينوا أن الخبز سيء وفي معظم الأحيان يكون غير صالح للاستهلاك البشري فإما محروق وإما غير ناضج بغض النظر عن وزن الربطة التي لا تتجاوز ( 900غ )
التعديات على الشبكة
وعن وضع الكهرباء قال الأهالي : إن وضع الكهرباء في الحي سيء فهي تصل ضعيفة جدا, وتحصل انقطاعات متكررة خلال فترة التغذية كما أشاروا لوجود الكثير من حالات التعدي على الشبكة وعمليات الاستجرار غير المشروع ,وطالبوا بتبديل المحولة القديمة الموجودة في الحي كونها لم تعد تفي بالغرض ,واستبدالها بأخرى ذات استطاعة أكبر لتحسين واقع الشبكة الكهربائية في الحي.
المياه كل ثلاثة أيام مرة
أما عن مياه الشرب فقال الأهالي : تصلنا المياه كل ثلاثة أيام مرة واحدة فقط وأحيانا ً عند وصول المياه تكون الكهرباء مقطوعة فلا سبيل لتعبئة الخزانات سوى بانتظار عودة التيار الكهربائي مما يضطرنا للسهر حتى وقت متأخر من الليل أو استخدام مولدات كهربائية وهذا ما يكبد الجميع أعباء مادية إضافية ..
أما بالنسبة لشبكة الصرف الصحي في الحي فأشار الأهالي إلى أنها جيدة وليس فيها أي مشاكل مبدئيا ً .
متنفس طبيعي
لم يعد في الحي مساحة لتكون متنفسا طبيعيا للسكان أو ملعب للأطفال خصوصا ً بعد إزالة الحديقة التي كانت بجوار المقبرة وطالب الأهالي بإنشاء حديقة ولو صغيرة لتكون متنفسا لهم وملعبا ً لأطفالهم خصوصا ً في فصل الصيف .
استملاك وهدم
وعن عملية الاستملاك أو هدم المنازل قال الأهالي : لم يتم تبليغنا من أي جهة رسمية بضرورة إخلاء المنازل كون الأراضي المشاد عليها المنازل مستملكة ولم يرد أي تبليغ بالهدم وإنما مازالت الأمور مجرد أقاويل دون وجود أي شيء رسمي وتساءل الأهالي أليس من الأفضل في حال وجود هكذا قرار بالهدم البحث عن مكان آخر قريب وتخصيصه كمقبرة .
60٪ نسبة توزيع المازوت
وفي ختام الجولة التقينا بمختار حي الأرمن الجنوبي باسم العباس الذي قال : إن الحي يقع في أقصى الجنوب الشرقي من تجمع حي الزهراء ويبلغ عدد العائلات فيه ( 3500 ) عائلة ، ومطالب أهالي الحي محقة وحاولنا جاهدين تحقيق جزء من هذه المطالب عبر تقديم كتب رسمية للجهات المعنية أو لقاء أصحاب الشأن في مكاتبهم أو خلال زياراتهم المتكررة للحي وأكدنا في كل مرة على طلبنا الملح وهو تعبيد الطرقات في القسم الجنوبي الشرقي من الحي, والتي لا يتجاوز عددها أربعة شوارع إضافة للشوارع داخل منطقة توسع مقبرة الشهداء كونها ترابية أيضا ً ,وكانت الوعود دائما ً بأنه سوف يتم تسوية الأمر قريبا ً وفور التمكن من تأمين مادة الإسفلت وتوفر السيولة اللازمة في صندوق مجلس المدينة ، وحاليا ً بات مطلبنا يقتصر على فرش هذه الشوارع بالحصى ريثما يتم تأمين الإسفلت تفاديا ً لتشكل الوحول ورامات المياه مما يعيق حركة الأهالي.
وعن توزيع مادة المازوت قال العباس : لقد تم توزيع مادة المازوت على أهالي الحي بشكل دقيق ومنظم وبإشراف مباشر من قبل لجنة الحي حيث بلغت نسبة التوزيع ( 60 % ) من العائلات وبعدها توقف وصول المادة للحي وتوقف التوزيع .
أما مادة الغاز فيوجد عدة معتمدين في الحي ويتم التوزيع بموجب قوائم سلمتها لجنة الحي لكل معتمد والأمور مقبولة نسبيا حيث يُسلم كل معتمد ( 200 ) اسطوانة شهريا ً يقوم بتوزيعها على الأهالي ، في حين أشار مختار الحي إلى أنه تم توجيه كتاب لمديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك لزيادة مخصصات المخبز في الحي خصوصا ً بعد الزيادة السكانية نتيجة الهجرة خلال فترة الحرب ولكن هذه الزيادة لم تكن كافية وبالتالي يوجد بعض الخلل في موضوع الخبز ونعمل على تداركه مع الجهات المعنية .
في حين بين العباس أن موضوع الاستملاك ليس جديدا ً وأن أصحاب هذه البيوت يقع على عاتقهم جزء من المسؤولية لتقصيرهم بالسؤال عن وضع الأراضي قبل شرائها وهنا أعتقد أن بعض الأهالي قد تعرضوا لعميلة نصب من قبل ضعاف النفوس الذين استغلوا حاجة الناس لبناء منازل تأويهم .
وأضاف :واللافت بالأمر أن الجميع يتحدث عن الاستملاك وإنذارات الإخلاء دون وجود أي شيء رسمي حيث لم يصل أي تبليغ من الجهات المعنية للأهالي حتى الآن بضرورة الإخلاء وإنما مجرد إشاعات وتخمينات ناتجة عن عمليات التوسع التي تتم حاليا ً في مقبرة الفردوس وطالب العباس عبر جريدة العروبة بأن تضع الجهات المعنية بحسبانها موضوع إنشاء حديقة نموذجية في الحي لتكون متنفساً طبيعياً لقاطنيه وأطفالهم ولا سيما في فصل الصيف خصوصا ً وأن الحديقة التي كانت موجودة تم ضمها إلى مقبرة الفردوس وبالتالي بقي الحي بلا حديقة أو متنفس طبيعي ، وختم المختار حديثه بأن لجنة الحي مستعدة للتعاون مع أهالي الحي ومن واجبها تأمين طلباتهم حسب الإمكانات المتاحة وإيصال صوتهم للجهات المعنية .
خطة العام القادم
المهندس حيدر الوعري مدير الأشغال في مجلس مدينة حمص قال: ان الشوارع المشار إليها والواقعة ضمن المخطط التنظيمي سيتم لحظها في خطة العام الحالي ليتم مدها بقميص اسفلتي او فرشها بالحصى حسب الإمكانيات المتاحة والاعتمادات المالية اللازمة لهذه الاعمال وبعد مخاطبة المؤسسات الخدمية كالصرف الصحي والمياه والاتصالات للتأكد من جاهزية البنى التحتية كما أشار إلى إمكانية إنارة الشوارع عند توفر الامراس اللازمة وأجهزة الإنارة المناسبة .
وأكد انه خلال فترة قريبة ستتم إنارة الشوارع ،أما عن موضوع الاستملاك وإنذارات الإخلاء فبين أن الحي كان يعتبر من مناطق العشوائيات قبل صدورالمخطط التنظيمي للحي في العام ٢٠٠٦والذي تم لحظ المشيدات العامة عليه كالمدارس والحدائق والمنازل السكنية المشادة قبل هذا التاريخ وليست ضمن أملاك الدولة, وبالتالي فان هذه المنازل لن يتم إخلاءها الا بعد الاتفاق مع أصحابها على آلية التعويض إما ماديا أو بسكن بديل ,أما بقية المنازل فهي مخالفة .
وأشار إلى أن عمليات التوسع لمقبرة الفردوس كانت معدة مسبقاً ولكن ظروف الحرب الهمجية وازدياد عدد الشهداء هو الذي سرع بمراحل تنفيذ عمليات التوسع حاليا, مشيرا إلى أن عملية التوسع الحالية غير كافية أيضا مؤكدا على ضرورة إيجاد مكان جديد ليكون ملحقا لمقبرة الفردوس ( الشهداء ) وعن المرملة الموجودة في الحي فبين مدير الإشغال أنها غير مرخصة قانونيا مشيرا إلى الضرر الذي تلحقه القاطرات الداخلة إليها على الطرقات الموجودة في الحي مشددا على أهمية معالجة وضع هذه المرملة ووجودها غير النظامي في الحي من قبل الجهات المعنية .
تحقيق وتصوير: يوسف بدّور

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...