نظراً للآثار السلبية للحرب على قطاع الصحة وخروج عدد من المشافي عن الخدمة في المحافظة وهجرة أو انتقال كوادرها الطبية , وفي إطار دعم الرعاية الصحية وتقديم الخدمات الصحية اللازمة للجميع ، كان من المهم جداً إحداث مشفى متنقل في مدينة حمص لتقديم الخدمات الطبية اللازمة للمواطنين وبناء على ذلك تم إحداثه عام 2014 وفق مذكرة تعاون بين وزارة التعليم ووزارة الصحة من جهة و دير مار يعقوب « المقطع» من جهة أخرى , وتبرعت جامعة البعث بأحد مباني السكن الجامعي التابع لها ليكون مقراً مؤقتاً للمشفى المتنقل ، وللإطلاع على واقع المشفى والخدمات التي يقدمها التقت العروبة الدكتور غسان طنوس مدير المشفى وعدداً من الأطباء وبعض المراجعين .
غير كاف
أشار مدير المشفى إلى أن الكادر الطبي مكون من 69 عنصراً موزعين على تسعة اختصاصات « جراحة عامة- تخدير – جراحة بولية- أمراض دم – نسائية « بالإضافة لطبيب عام واحد وثلاثة أطباء مقيمين مكلفين بالدوام في قسم الإسعاف .
كما يضم الكادر التمريضي 16 ممرضاً وممرضة وكذلك يوجد في المشفى 12 فني تخدير و7 فنيي أشعة و 2 صحة عامة و 6 مخبريين و4 قبالة وموظفين اثنين إداريين, يضاف إليهم أربعة مستخدمين يتناوبون على تنظيف المشفى بشكل كامل .
وأكد د. طنوس أن الكادر الطبي غير كاف والمشفى بحاجة إلى اختصاصيي أطفال ونسائية (والجدير ذكره أن طبيب النسائية الوحيد تم نقله يوم قيامنا بجولة على المشفى ),كما يحتاج المشفى لاختصاصي داخلية واختصاصي أذنية علماً أن كافة تجهيزات العيادة الاذنية متوفرة ..
عيادات
ولفت لوجود خمس عيادات في المشفى تقدم الخدمات الطبية اللازمة ضمن الإمكانيات المتاحة على أكمل وجه وهي « عيادة أمراض الدم – عيادة الجراحة البولية – عيادة الجراحة العامة – العيادة النسائية – عيادة داخلية عصبية » .
منوهاً لتبرع جامعة البعث بطبيب داخلية عصبية بدوام يوم واحد في الأسبوع بالمشفى .
كما يوجد قسم أشعة يحوي جهاز أشعة بسيط « صدر – أطراف – جمجمة » بالإضافة لصيدلية المشفى التي تقدم «الكلام مازال لمديرالمشفى» كل الأدوية المتوفرة في مستودع مديرية الصحة » أدوية التهاب – مسكنات – أدوية سكري – الأدوية الإسعافية بكل أنواعها».
عمليات باردة فقط
والملفت للنظر خلال الجولة التي قمنا بها في المشفى أن غرفة العمليات هي عبارة عن « كارافانة» مقدمة من دير مار يعقوب المقطع ، تجري فيها العمليات الباردة فقط «البسيطة والمتوسطة والعمليات القيصرية» وفي حال وجود أي حالة تستدعي عمليات كبرى يتم الاتصال بمنظومة الإسعاف لنقل المرضى إلى المشافي المجاورة لعدم تبعية أي سيارة إسعاف للمشفى المتنقل .
وأشار الطبيب الياس يعقوب « نسائية» إلى وجود جهاز إيكو نسائي وبولي في العيادة ,بالإضافة لتوفر معظم وسائل تنظيم الأسرة ومراقبة الحمل ,موضحاً أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إجراء عمليات جراحية كبرى لعدم وجود شعبة للعناية المشددة ولا منفسة و لا كادر قبالة كاف للمناوبات الليلية ,بالإضافة لعدم وجود حواضن أطفال ,والأهم من ذلك عدم وجود طبيب أطفال حيث يتم الاعتماد في فحص الأطفال حديثي الولادة على إحدى الممرضات الموجودة في القسم والتي اكتسبت خبرة في طبابة الأطفال من خلال عملها في مشفى التوليد سابقاً وعند وجود أي عارض صحي خطر يعاني منه الطفل يتم تحويله إلى أقرب مشفى تتوفر فيه حواضن .
ونوه د . يعقوب إلى أن عدد المراجعين للعيادة النسائية خلال شهر كانون الثاني الماضي بلغ 75 مراجعة تضمنت مراقبة حمل وتصوير إيكو وتحاليل ، في حين بلغ عدد المراجعات في شهر شباط 74 مراجعة لنفس الحالات المذكورة سابقاً .
بروتوكولات خاصة
وأوضح د . زاهر البيريني أخصائي أمراض الدم أن العيادة تداوم يومي الأحد والثلاثاء من كل أسبوع ويراجعها في كل يوم من أيام دوامها حوالي 30 إلى 35 مريضاً موزعين إلى مرضى مراجعات دورية, ومتابعة مرضى يتلقون جرعات، كما بين أن مرضى سرطان الثدي يشكلون حوالي 25-30% من الحالات المرضية التي تراجع العيادة ,بالإضافة لأورام الرئة وأورام الكولون واللومفومات « هوتشكن – لاهوتشكن « وسرطانات الدم والسرطانات النادرة مثل الساركومات ,بالإضافة لأمراض الدم السليمة كحالات فقر الدم .
ولفت إلى أن المرضى يراجعون قسم أمراض الدم وفق بروتوكولات خاصة لعلاج كل نوع من أنواع مرض السرطان ,فمثلاً بعض المرضى يحتاجون لجرعات كل أسبوعين وبعضهم يحتاجها كل ثلاثة أسابيع كمرضى سرطان الثدي ,مؤكداً أنه لا يتم إعطاء الجرعة الكيميائية للمريض إلا بعد إجراء الفحوص و التحاليل اللازمة له للتأكد من حالته الصحية وقدرته على أخذ هذه الجرعة دون أية آثار جانبية .
كما أشار إلى أن قسماً من المرضى بحاجة للعلاج بالأشعة بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي خصوصاً في المراحل المتقدمة من سرطان الثدي لذلك يتم تحويلهم إما إلى مشفى تشرين في اللاذقية أو مشفى البيروني في دمشق لعدم توفر العلاج في المشفى المتنقل, و بعد الانتهاء من مرحلة العلاج هذه يقوم المشفى المتنقل بتقديم العلاج الهرموني حسب حاجة كل مريض ,و التي تمتد لخمس سنوات تقريبا بشكل كامل و مجاني ..
هذا ما أكدته مريم 35 عاماً التي عانت من سرطان الثدي حيث خضعت لعملية استئصال ثدي و أخذت جرعاتها الكيميائية في المشفى المتنقل , حيث تم تحويلها لمشفى البيروني لاستكمال علاجها ,و هي الآن تراجع المشفى بشكل مستمر للحصول على أدوية الهرمون اللازمة ,مشيرة إلى أنها لا تجد صعوبة في الحصول على كل أدويتها من المشفى.
أما أبو درويش فيعاني من وجود كتل سرطانية حميدة , وأكد حصوله بشكل كامل على العلاج والأدوية معرباً عن شكره للكادر الطبي والتمريضي الموجود في عيادة أمراض الدم .
إسعافات أولية
أشار الدكتور شادي حبيب الطبيب المقيم و المناوب في قسم الإسعاف إلى وجود طبيبين آخرين يناوبون معه في قسم الإسعاف لمدة شهر فقط ,لأنه مندب مع زملائه من مستوصف الإنشاءات ويراجع قسم الإسعاف شهريا حوالي 1000مريض ,تقدم لهم كافة الإسعافات الأولية من جبائر و معالجة كسور وأشعة و خياطة جروح ,وأمراض أطفال «التهاب لوزات و بلعوم ..الخ «..
عبرت أم محمد إحدى مراجعات قسم الإسعاف عن شكرها لكادر الإسعاف لتقديمه كافة الخدمات الطبية اللازمة لطفلها عندما كان يعاني من ارتفاع كبير في درجة الحرارة.
تحاليل دموية و كيميائية
و نوه مدير المشفى إلى أن المخبر يضم كافة التحاليل الدموية و الكيميائية حيث بلغ عدد التحاليل المخبرية في شهر كانون الثاني 2000 تحليل و في شهر شباط 3500 تحليل .
تخدير قطني فقط
و أشار إلى أنه في عيادة الجراحة العامة تجرى العمليات الجراحية التي تحتاج إلى تخدير قطني حصراً « قيصرية فتوقات بأنواعها – خصية هاجرة ..الخ «وكل العمليات الموضوعية , و ذلك لعدم توفر شعبة عناية مركزة كما ذكرنا سابقاً.وأكد على ضرورة رفد المشفى بجهاز طبقي محوري وحواضن أطفال لأن ذلك بات ضرورة ملحة , لافتاً إلى صعوبة تحقيق ذلك كون هذا الجهاز يحتاج إلى شبكة توصيلات خاصة به ولا يمكن القيام بهذا الأمر إلا بعد اتخاذ موافقات عديدة من رئاسة الجامعة وكتب ومراسلات عديدة بين مديرية الصحة والجامعة
بقي أن نقول :
لعل أكثر المرضى في مدينة حمص لا يعلمون بوجود هذا المشفى و كحالنا تماماً عندما ذهبنا للتعرف على الخدمات التي يقدمها, وذلك لعدم و جود (آرمة إسمية) تدل عليه وعند سؤالنا مديرالمشفى قال : هناك بعض العوائق التي تعرقل سير العمل ونتمنى تجاوزها,فالكثيرون يجهلون أن هذا المشفى قائم ويقدم الخدمة الطبية والصحية ولكن لا يمكن كتابة اسم المشفى نظراً لتبعية البناء إلى وزارة التعليم العالي .
شذا الغانم
تصوير : الحوراني