فكرة ..الدروس الخصوصية الجامعية !!

من الظواهر الملفتة للنظر في الآونة الأخيرة ظاهرة انتشار الدروس الخصوصية في المرحلة الجامعية و نسمع عنها في المراحل الدراسية الأولى وما قبل المرحلة الجامعية ، وإذا كانت ثمة أسباب وجيهة لانتشارها في المرحلتين الأساسية والثانوية فإن لها أيضاً أسباباً تبدو مهمة وجديرة بالتوقف عندها في المرحلة الجامعية وهي لا تعكس حالة من عدم فهم الطلبة أو عجزهم عن الاستيعاب أو اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية والاستيعابية لأن المقبولين في مختلف المراحل الجامعية تبدو قدراتهم الفكرية متقاربة نظراً للمعدلات المتقاربة التي تم قبولهم على أساسها في هذه الكلية أو تلك ؟
إذا أين المشكلة ؟ولماذا يلجأ طلبة الجامعة للدروس الخصوصية بغية النجاح في المواد الدرسية المطلوبة منهم في بعض سنواتهم الجامعية ..؟
ثمة مشكلات حقيقية تواجه معظم الطلاب الجامعيين وربما هذه المسألة تعكس حالة غير صحية في تلك المرحلة المهمة من حياة أبنائنا الطلاب الذين يحتاجون إلى وجود أجواء صحية كي يستطيعوا تجاوز تلك المرحلة المهمة من حياتهم الجامعية وبالتالي الانطلاق إلى الحياة العملية وهم متسلحون بشهادات تؤهلهم الدخول بقوة إلى سوق العمل وهذه الشهادات بالتأكيد قوامها التحصيل العلمي وليس الأساليب غير الصحيحة التي يفرضها بعض دكاترة جامعاتنا الذي يبدو دورهم تعجيزياً ومعرقلاً للطلبة وليس محفزاً و مساهماً في التطور والتفوق العلمي ،وهذا الكلام بالطبع يستند إلى أدلة وإلى أحاديث كثيرة من أوساط الطلاب الذين يشيرون إلى بعض الأساليب التي يتبعها الدكاترة في بعض الأقسام العلمية في الجامعة ،فعلى سبيل المثال أحد دكاترة إحدى الكليات وضع أسئلة تعجيزية لطلبة مادته وذلك لأن نسبة حضور الطلاب لمادته ضعيف وحتى يعاقب الذين لا يحضرون فقد وضع أسئلة قيل أنها تعجيزية ولذلك حتى الذين حضروا محاضرات مادته رسبوا فيها ولم تتجاوز نسبة النجاح في المقرر الذي يقوم بتدريسه الـ26% بعد أن كان 13 % حيث تم رفع هذا المعدل لأنه ضعيف جداً .
وبعض الدكاترة يستاؤون من المعيدين الذين يقومون بتدريس المادة في جانبها العملي ولذلك يحصل فعل ورد فعل متعاكس في الجانب النظري الذي يفترض أن يكون الجانبان النظري والعملي يكملان بعضهما ولكن الواقع مغاير لما يجب أن يكون ..
إحدى المدرسات في الجامعة وهي دكتورة معروفة نسبة النجاح عندها متدنية ولا تقوم بشرح المقرر الذي تدرسه بشكل جيد وذلك لأنها تدرس في جامعة خاصة والدكتورة ذاتها يختلف أداؤها ومعدل النجاح عندها في جامعة أخرى ليس لشيء إلا لأنها جامعة خاصة ،والجامعة الخاصة معروف كم تدفع للمدرسين وكم يتقاضون من تعويضات ،ولذلك فان طلابها يلجؤون للدروس الخصوصية كي ينجحوا في مادتها .
الدروس الخصوصية في الجامعة يقوم بها بعض الدكاترة الذين يغفلون بعض المعلومات في محاضراتهم في حين يطلقونها في بعض الدروس الخصوصية .
الدروس الخصوصية في الجامعة تبدو أنها تشي بحالة من الفساد عند بعض الأساتذة الجامعيين وهي مشكلة حقيقية وموجودة في الواقع هذا بغض النظر عما يشاع عن أساليب النجاح لبعض الطلاب أو الطالبات وبأساليب أخرى ملتوية ربما لا يعرفها إلا المتعمقون في تلك المسائل والتي كنا نتمنى ألا تكون ولا تحصل في هذا الصرح التعليمي الهام والذي يخرج كل عام الجامعيين والأكاديميين الذين سيكونون عماد الوطن الذي سيبنى على أيدي تلك الأجيال .

عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار