بحضور رئيس الجمهورية السيد أحمد الشرع وعقيلته أطلقت سوريا هويتها البصرية الجديدة مساء اليوم بمشاركة شخصيات سوريّة من جميع المحافظات، وذلك في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.
وتضمن الحفل مجموعة من الفعاليات التي غطت الجغرافيا السورية بأكملها من خلال أجواء احتفالية بدأت من دمشق في قصر الشعب وساحة الجندي المجهول اللذين احتضنا عروضاً بصرية مصممة بتقنيات عالية، تربط بين الأصالة والمعاصرة، وصولاً إلى الساحات العامة في المحافظات السورية.
الشيباني: اليوم هو إعلان موت ثقافي لكل ما مثّله النظام البائد
وقال وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني في كلمة خلال الاحتفالية: خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه بل كانت في حركة دؤوبة تستنهض الرصيد السياسي، وتعيد الاعتبار للموقف السوري في ساحات القرار الدولي، مضيفاً: سعت الوفود إلى سوريا كسعي الظمآن للماء من عواصم كانت بالأمس القريب تتجنب الحديث معنا، لا خوفاً منا ولا كرهاً لنا، لكنه امتداد لسياق عزلة فرضها النظام البائد على الشعب السوري.
وأضاف الشيباني: التقينا في الداخل والخارج برؤساء ووزراء ومبعوثين من جميع الدول والهيئات والمنظمات الدولية، وحملت تلك اللقاءات في طياتها ما هو أعظم من المجاملات، حملت الاعتراف والدعم لمسار سياسي بدأ بإرادة حقيقية من أبناء شعبنا لإعادة وطن يليق بالشام وأهلها، وكانت تلك الحوارات التي أجريت مع الدول ومع ممثلي القوى الكبرى أساساً لجدار دبلوماسي أراد السوريون أن يحميهم من رياح الاصطفاف والانقسام ومن المهانة والذل.
وتابع وزير الخارجية: حملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا، حين يشرق الخطاب الوطني لا يشرق بالزينة والزيف، بل بالحكمة التي تسكن العقول، وبالحق الذي يصيب القلوب، وبالمبادئ الراسخة التي لا تتبدل، يتجلى بالوعي لا بالضجيج، إنه خطاب يظهر سوريا بوجهها الحقيقي، غير مختبئ خلف الشعارات ولا مجرداً من التاريخ، بل محملٌ بما يكفي من الألم ليصبح أعمق أثراً، وأكثر بصيرة وهو خطاب ينشد كرامة الإنسان السوري كحق أساسي لا ينتزع.
وقال الشيباني: حرصنا أن يكون الفجر السياسي الجديد لسوريا انقلاباً على ما مضى، ويقظة وطنية تعيد لدمشق مكانتها كبوابة للشرق، ومنطلقاً للحوار، حيث كانت سوريا للأسف في ماضيها القريب أمة تنادي من خلف الجدران، فلا من مجيب، ولا من مستمع، لكنها اليوم تتحدث بصوتها، وتعرف العالم بنفسها واسمها ورسمها.
وأضاف الشيباني: بفضل من الله تكللت جهودنا بخطوات ملموسة تغير المشهد وتعيد لسوريا مكانتها المستحقة بين الدول، فرفعت أغلبية العقوبات الأمريكية والأوروبية التي كبلت اقتصادنا لسنوات، وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة، ومع هذه العودة فتحت العديد من الدول سفاراتها في دمشق، وأعادت العلاقات الثنائية على أساس الاحترام والتعاون، وتوج هذا المسار الدبلوماسي برفع علم الجمهورية العربية السورية في مقر الأمم المتحدة، علم الشعب والدولة، علم الكرامة التي لا تهزم ليكون عنواناً لسوريا الجديدة.
وتابع وزير الخارجية: إن الإنسان ليعرف بلاده كما يعرف ملامح وجهه، وإن سوريا التي نراها اليوم تشبهنا أكثر من ذي قبل، لأنها تحدث العالم بلغتها وتبادر بالأفكار التي نؤمن بها، فأصبحت الرمزية السورية اليوم أكثر شفافية وانفتاحاً، حيث إن شوارع سوريا وطرقاتها اليوم تتزين بما يرمز إلى الإنسان السوري، إلى ثقافته إلى أرضه، إلى لغته، لا إلى تمجيد الطغاة، وهذه الهوية بما تنطوي عليه من عمق فكري وجمال بصري ليست زينة عابرة تعلق على واجهة الدولة، بل هي منظومة تعبيرية متكاملة تعكس وعي سوريا بذاتها ورؤيتها لمكانتها في العالم، وما نشهده اليوم هو إعلان عن شعب ينهض من جديد، ويقول بثقة نحن نرسم ملامحنا بنفسنا لا بمرايا الآخرين بل بتاريخنا وإرثنا الحضاري ورؤيتنا المستقبلية.
وأكد الشيباني أنه لا يمكن لسوريا أن تولد من جديد ما لم تضع في قلب هويتها وجه أم الشهيد، تلك التي أودعت ابنها للحياة، فأودعته في القبر، ولا يكتب مستقبل لسوريا دون تمكين ذوي المفقودين من معرفة الحقيقة وتمكين للعدالة، ولا يكتب هذا المستقبل دون الإنصات لصوت الناجين من القهر خلال سني الثورة السورية الذين عاشوا سنوات النسيان وكأنهم خارج التاريخ، هؤلاء هم من شكلوا قوام معركة التحرير، تلك التي لم تكن رقصة انتصار في 11 يوماً بل كانت ملحمة دامت 14 عاماً من الكفاح والبلاء والصبر على الألواء التي قد لا ترى لكنها تحفر في الذاكرة والقلب.
وأوضح الشيباني أن ما نحتاجه اليوم ليس بصمة بصرية تجمل وجها متعباً فحسب، بل روحاً وطنية تعيد للوجه ملامحه، وتلملم ما تناثر من ملامح الهوية السورية، هوية تتسع لكل السوريين بجميع طوائفهم ومكوناتهم وأعراقهم، السنة والعلويون والمسيحيون والدروز والإسماعيليون والشيعة، العرب والكرد والتركمان والأرمن والسريان والآشوريون وغيرهم ممن رأوا في سوريا وطناً لا يفرق ولا يقسم، فالاعتراف بهذا التنوع نقطة انطلاق نحو وطن يمثل الجميع، تصان فيه السيادة، ويلغى فيه منطق الانقسام والانفصال ليكون البيت الجامع لسوريا، لكل أبنائها.
وأضاف الشيباني: بفضل من الله تكللت جهودنا بخطوات ملموسة تغير المشهد وتعيد لسوريا مكانتها المستحقة بين الدول، فرفعت أغلبية العقوبات الأمريكية والأوروبية التي كبلت اقتصادنا لسنوات، وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة، ومع هذه العودة فتحت العديد من الدول سفاراتها في دمشق، وأعادت العلاقات الثنائية على أساس الاحترام والتعاون، وتوج هذا المسار الدبلوماسي برفع علم الجمهورية العربية السورية في مقر الأمم المتحدة، علم الشعب والدولة، علم الكرامة التي لا تهزم ليكون عنواناً لسوريا الجديدة.
وتابع وزير الخارجية: إن الإنسان ليعرف بلاده كما يعرف ملامح وجهه، وإن سوريا التي نراها اليوم تشبهنا أكثر من ذي قبل، لأنها تحدث العالم بلغتها وتبادر بالأفكار التي نؤمن بها، فأصبحت الرمزية السورية اليوم أكثر شفافية وانفتاحاً، حيث إن شوارع سوريا وطرقاتها اليوم تتزين بما يرمز إلى الإنسان السوري، إلى ثقافته إلى أرضه، إلى لغته، لا إلى تمجيد الطغاة، وهذه الهوية بما تنطوي عليه من عمق فكري وجمال بصري ليست زينة عابرة تعلق على واجهة الدولة، بل هي منظومة تعبيرية متكاملة تعكس وعي سوريا بذاتها ورؤيتها لمكانتها في العالم، وما نشهده اليوم هو إعلان عن شعب ينهض من جديد، ويقول بثقة نحن نرسم ملامحنا بنفسنا لا بمرايا الآخرين بل بتاريخنا وإرثنا الحضاري ورؤيتنا المستقبلية.
وأكد الشيباني أنه لا يمكن لسوريا أن تولد من جديد ما لم تضع في قلب هويتها وجه أم الشهيد، تلك التي أودعت ابنها للحياة، فأودعته في القبر، ولا يكتب مستقبل لسوريا دون تمكين ذوي المفقودين من معرفة الحقيقة وتمكين للعدالة، ولا يكتب هذا المستقبل دون الإنصات لصوت الناجين من القهر خلال سني الثورة السورية الذين عاشوا سنوات النسيان وكأنهم خارج التاريخ، هؤلاء هم من شكلوا قوام معركة التحرير، تلك التي لم تكن رقصة انتصار في 11 يوماً بل كانت ملحمة دامت 14 عاماً من الكفاح والبلاء والصبر على الألواء التي قد لا ترى لكنها تحفر في الذاكرة والقلب.
وأوضح الشيباني أن ما نحتاجه اليوم ليس بصمة بصرية تجمل وجها متعباً فحسب، بل روحاً وطنية تعيد للوجه ملامحه، وتلملم ما تناثر من ملامح الهوية السورية، هوية تتسع لكل السوريين بجميع طوائفهم ومكوناتهم وأعراقهم، السنة والعلويون والمسيحيون والدروز والإسماعيليون والشيعة، العرب والكرد والتركمان والأرمن والسريان والآشوريون وغيرهم ممن رأوا في سوريا وطناً لا يفرق ولا يقسم، فالاعتراف بهذا التنوع نقطة انطلاق نحو وطن يمثل الجميع، تصان فيه السيادة، ويلغى فيه منطق الانقسام والانفصال ليكون البيت الجامع لسوريا، لكل أبنائها.
وقال وزير الخارجية: هذا اليوم هو إعلان موت ثقافي لكل ما مثله النظام البائد من عبودية وفساد وظلم واستبداد مقنع بالشعارات، إننا اليوم نقتلع جذر الباطل ونزرع ما يليق بسوريا وشعبها من أفق العدل والسلام والخير والوداد.
وزير الإعلام: الهوية البصرية ثمرة المخاض العسير للشعب السوري
بدوره قال وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى: في هذه اللحظة التاريخية نقف اليوم جميعاً على عتبة سردية جديدة لسوريا الجديدة، سردية لم تبن على زخرفة الرمز ولا إبهار التصميم، بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة، بين الشكل والبنية، هي لحظة استثنائية لأنها تمثل قطعاً جذرياً مع النظام البائد برموزه المحملة بمشاعر الخوف من الفروع الأمنية والحواجز والصور والتماثيل الموزعة في كل شبر من البلاد التي استعادها السوريون بعد عقود من التضحيات، لذلك نعيد اليوم تقديم رمز الدولة ليكون اتصالاً للسوريين مع سوريا الجديدة، وتجسيداً لعقد سياسي جديد بصوت بصري، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاءً سياسياً من الشعب وإليه.
وأضاف وزير الإعلام: أثناء تصميم الهوية البصرية الجديدة لم نعد إلى التاريخ لنطويه بل لنسترجع جذوراً وذكريات نضال، فاقتبسنا منه رمزاً من أيام الاستقلال عاش في وجدان السوريين ورفرف في المعارك وجمع الناس على حلم واحد، حلم نحققه اليوم لكل من ضحوا ونرفعه هوية وحباً لهذا الوطن.
وأشار الدكتور المصطفى إلى أن كل عنصر في الهوية البصرية هو ثمرة المخاض العسير للشعب السوري، ثمرة تجسد تصور الدولة عن نفسها بوصفها الدولة الحارسة، دولة المواطنة لا الامتياز، دولة الرعاية لا السيطرة، موضحاً أن هذا ما عبر عنه الرئيس الشرع بقوله “حكومة منبثقة من الشعب وخادمة له”.
وبيّن وزير الإعلام أن إشراف الرئيس الشرع شخصياً وحرصه على ألا تكون هذه الهوية عملاً فوقياً بل ثمرة تفاؤل مجتمعي ووطني كان مصدر إلهام لكل الفرق العاملة، ودليلاً على أن سوريا الجديدة تبنى بالمشاركة لا بالإملاء وبالإبداع لا بالتلقين، مؤكداً أن هذه الهوية لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي تراكمي شارك فيه أبناء سوريا من مختلف الأعمار والانتماءات داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة.
وقال الدكتور المصطفى: في هذا السياق أخص بالشكر وزير الإعلام السابق محمد يعقوب العمر الذي تبنى فكرة تصميم الهوية البصرية منذ لحظتها الأولى، وأشكر المصممين والباحثين وخبراء التاريخ والثقافة الذين اجتهدوا ليصنعوا هوية تسعى إلى أن تشبه كل السوريين وتعبر عنهم، كما أشكر كل من ساهم في إنجاز هذا العمل من الزملاء في وزارات الاتصالات والداخلية والمالية ومحافظة دمشق والمكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية وفريق وزارة الإعلام الذين أثبتوا جميعاً أن الدولة حين تتكامل مؤسساتها تصنع مستقبلها.
قدورة: الهوية البصرية لا تتحدث عن سوريا بل باسمها
من جانبه بيّن مدير فريق تطوير الهوية البصرية وسيم قدورة أن الهوية البصرية الجديدة نتاج مسار عمل امتد لأشهر طويلة من التخطيط والبحث والتحليل وانتهى بتوليفة بصرية وطنية متكاملة تعبر عن جوهر الدولة السورية وهويتها السيادية وثقافتها العميقة، لافتاً إلى أنه منذ انطلاق العمل كانت أمام الفريق خريطة من التفاصيل الوجدانية، كيف يعبر عن سوريا التي لا تختزلها حدود، كيف يقدم للعالم هوية تستحقها سوريا، تنبض أصالة وابتكاراً في آن معاً.
وقال قدورة: نطلق اليوم هذه الهوية من هذا المكان لأنها تستحق أن تولد من قلب الدولة، نطلقها باسم فريق آمن بأن التصميم يمكن أن يكون فعل انتماء، وبأن الهوية يمكن أن تكون بوابة إلى الوعي الجماعي وإلى المستقبل، لم تكن مهمتنا سهلة ولم نبحث عن البهرجة بل عن الحقيقة، حيث ذهبنا إلى الحرف الأول، إلى اللون في ملابس الفلاح، إلى النقوش في الخزف، وإلى الإيقاع الخفيف في الخط العربي، فجمعنا المادي بالرمزي والتاريخي بالمعاصر، لنرسم هوية لا تتحدث فقط عن سوريا بل تتحدث باسمها.
وأضاف قدورة: عمل الفريق بالكامل ضمن بيئة موزعة جغرافياً، وقد شكل هذا التباعد الجغرافي تحدياً لوجستياً، لكنه ساهم أيضاً في تنوع المقاربات وتغذية المشروع بزوايا نظر متعددة ومتجددة، وواجهنا تحدياً في إنشاء هوية متكاملة متعددة الاستخدامات والتوفيق بين الجمالية البصرية والدقة المؤسساتية والامتثال للمعايير التقنية الدولية الحديثة للهويات.
وأشار مدير فريق تطوير الهوية البصرية إلى أن ما تم إنجازه لم يكن تصميم شعار وحسب بل بناء لغة بصرية وطنية، وأن هذا العمل ليس نتيجة جهد إبداعي فقط بل ثمرة بناء هندسي دقيق في أنظمة التصميم وتوثيق كامل ومخططات تطبيقية صالحة للاستخدام على المدى البعيد وبقابلية تطوير مستقبلية.
وأهدى قدورة هذا العمل إلى أرواح شهداء النصر الذين رسموا بدمهم ما نعيشه الآن وإلى من حرر الوطن وكل من يسهم اليوم في إعادة البناء، وإلى كل من يراهن على الإبداع المحلي كوسيلة للنهوض والبناء، متوجهاً بالشكر لكل من ساهم في بناء منظومة بصرية وطنية ترتقي لتطلعات الدولة السورية وتلبي متطلبات العصر.