قصة قصيرة…خارج نطاق التغطية

تكان الوقت يمر سريعا وبدت وكأنها تعد الثواني تنظر إلى هاتفها الجوال وكأنها تنتظر اتصالا زرعت الممر جيئة وذهابا ربما كانت تعقد الأمل على تحديد موعد عاجل لكن ذلك لم يحصل دخلت إلى مكتبها مكفهرة الوجه جلست على الكرسي الذي تآلفت وإياه منذ سنتين فما زالت حديثة العهد ليس بعملها بل بالكثير من القضايا الحياتية وخاصة في الحب فقد كانت تتمنى أن يكون فارس أحلامها شابا وسيما ومهذبا وربما وجدت في ريان ذلك الشاب العصامي ضالتها جلست على المقعد ووضعت رأسها بين يديها وقد أخذتها الوساوس كل مأخذ هل نسي الموعد ؟ أم حصل له عارض مفاجئ أم نسي أن يتصل ؟ أم تراه مع فتاة أخرى ؟ أيقظها من غفلتها صوت زميلها الذي تلي طاولته طاولتها قائلا : ما بك يا سوار ؟ هل أصابك مكروه ؟ أتحتاجين إلى مساعدة ؟ رفعت رأسها لا شيء يا واثق مجرد صداع خفيف وفتحت سجلا أمامها وتابعت إجراء الحسابات المطلوبة فالشركة التي تعمل فيها ما زالت قيد الإنشاء وتحتاج إلى الدقة وعدم إضاعة الوقت . انتهى الدوام وغادرت مقر عملها وهي تأمل أن تنقشع غيوم الشك والتعب وتبدأ نهارها من جديد وقد تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود . لم يكن لديها شك ولا واحد بالمئة أن ريان يمكن أن يتخلى عنها فهو يبدي لها كل احترام وقد اتفقت معه على موعد الخطبة وقامت باختيار غرفة النوم وغرفة الاستقبال كان ذلك قبل شهر تماماً وفي كل يوم تنتظر اتصالا منه حيث لم تره ولم يتصل بها منذ ذلك اليوم وفي كل يوم تحاول الاتصال به وعلى مدار الساعة لكن دون جدوى حيث يجيبها الهاتف إن الرقم المطلوب مغلق أو خارج نطاق التغطية وفي غفلة منها فاجأها الهاتف برنينه الذي وضع قلبها في يدها إنه ريان وسارعت إلى حقيبتها لتلتقط الهاتف وتفتحة ليأتيها صوت صديقتها نهال :مرحبا سوار كيف حالك ؟هل أنت بخير تنهدت سوار نهدة عميقة وقالت: نعم أنا بخير والحمد لله كيف حالك أنت ولماذا هذا الجفاء يا نهال ؟ أجابت نهال عندما نلتقي سأحدثك مطولا وأنا أتصل بك لأدعوك إلى خطبتي ولا تتصوري كم أنا سعيدة فقد وجدت فارس أحلامي وهو قادم على حصان أبيض ليأخذني بعيداً إلى عالم السعادة والفرح الذي لا ينضب أبداً لقد اختار لي غرفة النوم وغرفة الجلوس وأدوات المطبخ وبيت السعادة بانتظار أن تطأه قدماي ومفاتيحه معي. لقد أمضيت وإياه لحظات كللتها السعادة منذ أن التقينا على موقف الباص صباح ذلك اليوم الذي لن أنساه ماحييت قالت سوار أتمناه أن يكون بيت السعادة وأبارك لك من أعماق قلبي لكن هل يمكنني معرفة اسم العريس أجابتها نهال نعم اسمه ريان… ماذا ريان ؟وأين يسكن ؟ وقبل أن تكمل حديثها صاحت سوار بصوت مخنوق ريان وفي الطرف الآخر كانت نهال تسمع أحدهم يقول اطلبو سيارة الإسعاف فوراً .
شلاش الضاهر

المزيد...
آخر الأخبار