للصورة الفوتوغرافية في وسائل الإعلام أهمية كبيرة حيث أنها تغني عن الكثير من الشرح والتفصيل لما تحتويه من مفردات توضح الكثير للرأي العام وقد قيل إن الصورة الواحدة تعادل مئتي كلمة لما لها من أهمية ودور في تقديم وتصوير الوقائع ،وعلى هذا فإن خبراً ما بدون صورة ليس بذات الأهمية من الخبر الذي يترافق مع صورة للحدث موضوع الخبر ، وخاصة إذا كان هذا الحدث آنياً ويحظا باهتمام شريحة واسعة وكبيرة من جمهور وسائل الإعلام لأنه يعطي مصداقية للخبر المنشور من جهة ومصداقية للوسيلة الإعلامية التي تتناوله وتقدمه لجمهورها الواسع .
ولا تتوقف الأهمية عند الصورة الفوتوغرافية في وسائل الإعلام المقروءة إذ ينسحب الأمر إلى وسائل الإعلام المرئية التي تعتبر الصورة المتحركة التي تعكس حياة الناس من خلال الأفلام والتقارير التلفزيونية هي أحد أهم أركان الخبر التلفزيوني والتقارير الحية التي تبث من مكان الحدث، وهذا بالطبع يعطي مصداقية للوسائل الإعلامية المرئية ويعطيها قوّة ما بعدها قوة في الوصول إلى ملايين المشاهدين الذين يهتمون بما يحدث في العالم من أحداث وأخبار ،ولعل أهم الأحداث التي تجري في منطقتنا العربية هو ما جرى ويجري منذ ثماني سنوات من خلال الحرب الكونية التي تعرضت لها سورية من قبل الدول الاستعمارية التي أرادت إركاع سورية وإضعافها وإسقاطها وتقسيمها طبقاً للمخططات التي أعدتها لهذه الغاية بسبب دور سورية الهام في محور المقاومة وتأييدها لاستعادة الشعب الفلسطيني لكامل حقوقه المغتصبة وإعادة أراضيه المحتلة من قبل الكيان الإسرائيلي .
في الحرب الكونية على سورية استخدمت الكثير من المحطات التلفزيونية أفلاماً وصوراً تمت فبركتها لتضليل الرأي العام في الداخل والخارج وكلنا يذكر كيف كانت قناتا الجزيرة والعربية اللتان حظيتا بمصداقية واسعة قبل الحرب الدنيئة على سورية وكيف أصبحت تبث أفلاماً وتقارير وصوراً مفبركة عن الأحداث المفتعلة التي جرت في بداية عام 2011 لإيهام العالم والرأي العام بأن الجيش العربي السوري يقوم بالاعتداء وقتل المواطنين في بداية الأحداث ، ولم تتوقف المسألة عند هاتين المحطتين بل عند الكثير من المحطات والإذاعات التي كانت توجه بثها نحو الداخل السوري كي تؤثر في الداخل وفي الخارج عبر سياسة إعلامية كانت مبرمجة ومعدة مسبقاً عبر الغرف السوداء التي أعدت ودفعت عليها مليارات الدولارات لتكون تلك الحرب الإعلامية هي الأعنف والأشرس التي مورست في تاريخ العرب الحديث . وكلنا يذكر بالطبع تصدي المحطات الوطنية والإعلاميين الوطنيين لدحض ماتبثه تلك المحطات الإعلامية المضللة، حيث تم الكشف عن الكثير من الصور وأفلام الفيديو التي صورت كيفية تلقين المشاركين تلك الأخبار والفيديوهات بما يمكن أن يقولونه عبر تلك الأفلام التي صورت، وقد كشف عن جزء كبير منها الإعلامي رفيق لطف في فيلمه “ الفيتو” وكشف دور العديد من المحطات والأفنية الفضائية كالـ CNN والBBC والجزيرة والعربية ومراسليهم الذين كانوا يزورون الحقائق ويبثون الأخبار الملفقة والمضللة من داخل بعض المناطق التي كانت ساخنة في السنوات السابقة الأمر الذي جعل مذيع محطة ال CNN يتساءل على الهواء مباشرة عن كيفية الحصول على تلك الوثائق والأفلام المفبركة من داخل تلك الفضائيات المضللة والتي كشفت كذبهم وتضليلهم للرأي العام .
عبد الحكيم مرزوق