نقطة على السطر.. لا تقف عاجزاً ….!!

من الصعب جداً أن تكون انساناً فاعلاً إذا لم تشارك في اتخاذ القرار , قرار يخص حياتك وأسلوب معيشتك , ولا تغض الطرف عما يجري حولك في ظل أحوال معيشية صعبة يحاول البعض اختراقها واللعب على أوتار حاجاتك اليومية , فلا تمارس دور اللامبالي في الإشارة الى مواقع الخطأ حتى لا تأخذك الحياة بإيقاعاتها المبعثرة والمختلفة الى حيث لا تدري والى حيث لا تريد ..
فالمشاركة أمر ضروري لا يخص فرداً معيناً على سوية اجتماعية أو وظيفية معينة , بل الكل معني في لحظات التفاعل والتي يترتب عليها انعطافات تنتشلك من واقعك لتفتش عما يدور في الخفاء من غش وتدليس وتكتشف الأشخاص الذين يحاولون إضعاف مقدرتك المادية ويحتكرون لقمة عيشك معتقدين أن المواطن ينام في سبات عميق ..
بل لابد أن تمد الجسور بينك وبين الحقيقة والواقع و تعرف ما يرسم لك من أحوال ربما تجعلك تندم على انك لم تقل ً أو لم تفعل شيئاً لتصبح ضعيفاً بليداً , عاجزاً عن القيام والقعود والنوم ..
بل ستندب حظك لأنك مازلت تسكن بيتاً مستأجراً تنتقل منه الى بيوت أخرى يتحكم بك أصحابها ويرفعون أسعار أجرتها كلما سنحت لهم الفرصة أو ربما تقف كل يوم في طوابير أمام موزع الغاز والمازوت أو على أبواب الأفران للحصول على ربطة خبز دون أن تسأل نفسك لماذا يحدث هذا لك ؟
ربما تسأل نفسك هل أنت في المكان الصحيح في السلم الوظيفي , هل تعينت في مكان ليس مكانك , وربما الى الآن لم تحصل على وظيفة فأبوك ينتظر يوم تعيينك لسداد ديون الأسرة التي تراكمت في ظل غلاء فاحش , إذ كنت دوماً وخلال دراستك الجامعية محط أنظارهم ومعقد آمالهم , ربما تحتاج الى زيارة طبيب أو دخول مشفى خاص ليواجهك الجشع وقلة الإنسانية ..
إذن فهي تحولات في محاولة للربح الفاحش التي أدخلت الناس في نفق الحاجة لكل شيء , وليس بمتعذر التعرف على أسباب ودواعي هذه الأحوال الكفيلة بتخفيف ينابيع الخلق والابتكار لديك , إذ أن النجاح في الحياة يقترن بالفرح والثقة اللذين يحولانك الى إنسان منتج مهمتك النهوض بواقعك الحياتي وتنشيطه بدل المضي في إعاقته وعرقلته وترسيخ تأخره ..
عفاف حلاس

المزيد...
آخر الأخبار