عنوان شدنا في الثمانينات الى مسرحية ناجحة ماتعة للأديبين الصديقين نور الدين الهاشمي وهيثم يحيى الخواجة , وقد عرضت على مسرح دار الثقافة ولاقت إقبالاً جماهيرياً ممتازاً .
وإذا كان العنوان في الثمانينات أشار الى الحالة الهستيرية التي رافقت كأس العالم في اسبانيا وشغلت العرب عن أمور مصيرية تمثلت في العدوان الصهيوني المستمر على لبنان وحصار العاصمة بيروت , فإنه عنوان مازال موحياً ومعبراً عن الجوقات الإعلامية العالمية والعربية التي مازالت مستمرة منذ ثماني سنوات في احتفالها الهستيري بالعدوان على سورية , ومازالت سدنة السياسيين الغربيين والعرب ترقص على الإيقاع ذاته منذ بدء العدوان على وطني سورية , وكأنها لا تعرف إلا جملة موسيقية واحدة ترددها على الرغم من أنها أصبحت ممجوجة مكروهة تخرش المسامع , فتخيل أنك على مدى سنوات تستمع الى جملة _ طير أحمر , طير مبرقع – أو على الإيقاع نفسه : – (مابدنا سورية . مابدنا سورية ).
ومن هذا الرقص المستمر ما تقوم به جوقة المهرج الإعلامي : فيصل قاسم في قناة الجزيرة القطرية فمنذ بداية العدوان على وطني سورية وهو مازال يرقص على حبال التهريج الإعلامي من أجل الانتصار لأعداء وطنه سورية واستفزاز من يقف معه قولاً وفعلاً , وكأنه يريد أن يقول للعالم كله : إننا لا نجيد الحوار الحضاري الراقي وحواراتنا ليست إلا صراع ديكة و نتف ريش وفقء عيون , بل أعتقد أن مهمته الأساسية التي كلف بها هي هذه وإلا لماذا استمر الرقص على الإيقاع ذاته وعلى الوتيرة نفسها ؟
ومحطات تلفازية ومحطات وبرامج وندوات مازالت ترقص الرقصة ذاتها التي حرضها عليها المعتدون على سورية واليوم إذا صادفتك واحدة منها أثناء تقليبك مفتاح المحطات تظن نفسك مازلت في السنة الأولى للعدوان ولن أطيل في ذكر الأمثلة فقد أصبحت مفضوحة وواضحة لكل ذي بصيرة , وضوح صهيونية – كوشنير – صهر الرئيس الأمريكي الوحيد الذي يوجه عمه سياسياً حيثما يريد بعد أن وجهه اقتصادياً ومالياً وجعله من أشره التجار في العالم وأكثرهم جشعاً .
وتأمل سدنة الغرب السياسية وخصوصاً في فرنسا وبريطانيا , واستحضر صورة الرئيس – ساركوزي – في بداية العدوان على سورية وصورة – هولاند – الذي تبعه وصورة الرئيس الحالي – ماكرون – لتدرك حجم النفاق الذي وصلوا إليه في الاتجار بحقوق الإنسان , فأسلحتهم كانت تنقل الى جبهة النصرة وداعش , ومقاتلون فرنسيون قاتلوا معهم , واليوم يعبر – ماكرون عن سعادته بأنه أسهم اسهاماً فعالاً في هزيمة داعش وحقق انجازاً كبيراً للأمن القومي الفرنسي . يا سلام !
بل إن – تيريزا ماي – رئيسة وزراء بريطانيا الحالية هنأت الجنود البريطانيين على انتصارهم المدوي في شمال شرق سورية ودحرهم الدواعش ولكن ألا يحق حتى للإنسان العادي أن يتساءل : أين الدواعش الذين دحرتموهم ؟ أين قادتهم ؟ أليس غريباً أننا لم نسمع بمقتل جندي فرنسي أو بريطاني في المعارك المزعومة ضد داعش ؟!!
إنه الرقص الإعلامي والسياسي الذي مازال مستمراً , ولكن لابد من يوم يدرك فيه الراقصون أن القاعة خلت من المصفقين وأن المسرح قد احترق !!
د . غسان لافي طعمة