يحتاج الإنسان عبر سني حياته إلى التعلم الدائم والجاهل وحده الذي يقول لقد امتلأت علما ولست بحاجة إلى التعلم بعد اليوم وأعلم الناس من عرف نفسه حق معرفتها وانطلق من فضائها إلى زيادة معارفه وصقلها لكن فهم الحياة لا يمكن أن يكون على سوية واحدة بالنسبة للبشر إذ لا يستوي اثنان في ذلك وهي حكمة الله فالناس على درجات في كل شيء وحتى العلماء فمنهم عالم السوء الذي لا يستفيد أحد من علمه وهو أشبه بالصخرة التي تقع في مجرى الماء فلا هي تأخذ منه ولا تسمح للماء بالمرور كي يستفيد منه الآخرون . وكل من خلال ما أوتي من العقل تكون تصرفاته وأفعاله فالجاهل يعتقد أن الطريق التي يسلكها مستقيمة في نظره . وكثيرة هي الأشياء التي تتكرر في الحياة وعلينا أن نعتبر منها كي تكون خطواتنا في المكان الصحيح يقول الإمام علي ( كرم الله وجهه ) :
إذا أقبلت الدنيا على أحد أعارته محاسن غيره ، وإن أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه .
ومن لم يقم عرضها للزوال والفناء . ويمكننا القول أنه على الإنسان أن يحسن القول في وقته وأن يجيد الصمت في أماكن كثيرة يقول أبو العتاهية :
إذا قلت في شيء نعم فأتمه فإن نعم دين على الحر واجب
يخوض أناس في المقال ليوجزوا وللصمت عن بعض المقالات أوجز
وعلى المرء أن يفكر مليا في الأشياء التي تعرض عليه قبل أن يعطي رأيا فاصلا فإذا قال نعم عليه أن يفي بما يقول وإلا فعليه أن يعتذر ويقول لا لئلا يكون كاذبا في نظر الناس .
ويقول الخليفة عمر بن الخطاب (ر ) : ما الخمر صرفا بأذهب لعقول الرجال من الطمع . والطمع حالة غير محمودة ابدا وهي تعني أن نأخذ من حقوق الآخرين وهو أمر يسيئ إلى من تقع هذه الصفة عليه ويشكل حالة خلل في الحياة العامة .
ويبقى التواضع من شيم العقلاء الذين خبروا الحياة وعرفوا أنها سراب يقول ابراهيم لنكلن : فيم الكبرياء أيها الناس ؟ وكثر الذين يلومون الزمان والحقيقة أن الملامة يجب أن تكون على البشر فالزمن هو الزمن لكن المتغير والمتبدل هم الناس وقد قال معاوية لابن الكوى : صف لي الزمان فقال : أنت الزمان إن تصلح يصلح وإن تفسد يفسد .
من منا لا يخطيء كلنا خطاؤون لكن هل انتبهنا إلى أخطائنا وتراجعنا عن تكرارها ويقول توماس كارلليل : أكبر خطأ ألا تفطن إلى خطيئة نفسك . ومن الجدير ذكره أن أفكار الإنسان له لكنه عندما يتكلم تصبح كلماته ليست له بل تصبح في مرمى تفسير الآخرين وعلينا أن نفكر مليا فيما سنقول .
ويعتقد الكثيرون كما يقول سوان سوانسون أنهم يبيضون صحائفهم بتسويد صحائف الآخرين . وهذا أمر غير مستحب لأنه اغتياب وقد يكون للحصول على مكاسب يسعون إليها . وفي الإختصار عند الحديث عن أمر ما عين الصواب لأن في ذلك توفير للوقت والجهد يقول كونفوشيوس : يجب أن يكون الكلام دالا على المراد لا أقل ولا أ كثر . فهل تعلمنا لنكون في فسحة من التصرف السليم وشددنا على أزر من كان على ضفة الصواب .
شلاش الضاهر