تحية الصباح .. الوعي حفاوة وتكريم

يستنير الكون بهاء , وقد أشرقت في رحابة شذرات النور ليستبين وضوحاً زاهياً كل مرتسم واقعاً موجوداً على اتساع تضاريس الحياة لتغدو بصفائها وشياً مطرزاً , بريق منمنماته طاقات حروف تكتب وعي الحياة كلمات , وتصوغها باقات ورود تقص بألوانها شراكة تركيب ضوئي مع أكمامها ليتداخل الضوء مع طباعها في ماهياتها فتتراءى على سطور الأيام ومساحات العمر مساكب ورود تفيض بنفحات فيها الشذى ومكين العبير , وفي ألوانها صقيل أناقة على مطلول أكمام الثغور إنه الضوء شذرات هكذا هو في الطبيعة استنارة وهج تلاوين , وأطياف جمال وفي غنى الواقع نراه فضاء الوضوح , مداه ما بين آفاق و آفاق وقد رنت إليه لحاظ من خدر عيون حوراء أو دعجاء تعود إلى صميم بصيرة لها السحر رزانة في عقل وثراء في عاطفة ووجدان . هو هكذا الوعي نبوغ شمولية الإدراك في ثنائية الكلية الموضوعية وحيثيات التفاصيل في رؤية حيال فكرة أو موضوع أو تقويم وتقييم لموقف أو سلوك أو معطيات قراءة ما بين انطباعية الرؤى أو موضوعية النقد ضمن مرجعية المصادر والمراجع و الأبحاث والدراسات لتغدو في الأولى ذات ميول واتجاهات وتعاطف مزاج وخصوصية ذات وفي الثانية تبدو أكثر تفرداً في معيارية المنطق ومؤشرات الأداء فينطلق الحكم في التقويم والتقييم من نزوع ذاتي ليدخل في رحاب وعي موضوعي واكتناز تجارب , فيصبح التفكير ربحاً وزاد مداهما صيرورة المرء في مدارج العمر سعة في اتساع خبرات و إبداء وجهات نظر تجمع ما بين خصوصية المرء متكلماً وموضوعية ترافد الأفكار ثقافات وحقيقة معطى الموقف أو السلوك واقعاً , فيأتي الوعي حفاوة تكريم يتجاوز ملاحظات أفقرها ضعف في استعلاء لكنه بالوعي الموضوعي المعرفي جمالاً إدراكياً يأتي الحكم النقدي أو التصور قيمة مضافة صدى لامتلاء المتكلم سطوراً أو حضوراً و قيمة مضافة للمتلقي ضمن تكاملية لقاء إنسان بإنسان ومرسل بمتلق ومشرق بمشرق جمالية شروق شمس في محيا نهار و إطلالة قمر في سكينة ليل هزجت أضواء نجماته ضفائر فضة لكأنها على صفيح نهر تكلله باسقات شجر وتفيض به نافحات ورود استواء لجين ماء حكاية لآلاء نجوم في أضوائها تحاكي نضارة ورود في ألوانها إذ : يا صاحبي تقصيا نظريكما تريا وجوه الأرض كيف تُصور ؟! هو الوعي في نداء الإنسان أخاه الإنسان إذ لا قيمة له من غير أخيه فالإنسان بالإنسان وجميل قول ميخائيل نعيمة « أنت أخي و أنا أحبك « هو كذلك في معطى النداء خطاباً لا في يا صاحبي فحسب بل في قفا نبكِ من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل وهو كذلك في جمالية التعبير والتأمل والتفكير في قول البحتري .. أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكاً من الحسن حتى كاد أن يتكلما إنه الوعي منارة نوراً على نور في إدراك قيمة المرء ذاته في وجدان غيره وكرم ضميره ورزانة عقله فكان النداء مضافاً إنساناً لإنسان من غير أن يكون ميولاً فردياً منغلقاً وجميل ذاك القول :« إن السامع لا يقل ذكاء عن المتكلم » وهكذا في كل مجال وحيز مكان . إنه الوعي تكامل حضور بحضور في سعة محيا وحصافة عقل ونبل رقي وجمال ذهنية منفتحة تشرع نوافذ شغاف قلوبها إلى مديد همسات حروف وشدو أغنيات وجمال كل إبداع وعبقرية كل بطولة في كل علم وفن إنه الوعي فساحة الامتلاء المتجذر بالثقة بالنفس الغنية معارف وخبرات وتجارب واكتناز مهارات ضمن ذكاء عاطفي و آخر اجتماعي وفرح بسعادة وجوه جمالها في دفق حضورها . نباهة وعي في نبالة وعي حفاوة التكريم فيه أصالة نبوغ مداه الإنسان في لقاء إنسان .

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار