المشفى الجامعي بجامعة البعث … هل يبصر النور قريباً؟.. انتقال طلاب السنة الرابعة إلى جامعة دمشق لعدم جاهزيته

بهدف انجاز واستكمال واعادة تأهيل مشروع المشفى الجامعي في جامعة البعث كلف مجلس الوزراء وزيري التعليم العالي  والأشغال العامة والاسكان بالتنسيق المشترك ووضع البرنامج المادي والزمني ووضعه في الخدمة بأسرع وقت ممكن حيث ينتظر طلاب جامعة البعث افتتاح  المشفى التعليمي الجامعي ليشكل إضافة  نوعية للمحافظة لما سيقدمه من خدمات  طبية وعلاجية وفرص  تدريب وبحث لطلاب كلية الطب وخاصة أنه في الآونة الأخيرة لاحظنا  انتقال عدد من طلاب السنة الرابعة الى جامعة دمشق لعدم جاهزية المشفى الجامعي .

وصف المشروع
يقول رئيس جامعة البعث الدكتور عبد الباسط الخطيب : قامت اللجنة الوزارية المكلفة بتتبع انجاز المشاريع في محافظة حمص مؤخراً بتفقد واقع العمل في مشروع المشفى الجامعي والاطلاع على نسب التنفيذ والانجاز ونسبة التنفيذ للعقد الأساسي وملحق العقد 75% والاعتماد المرصود لعام 2019 /774 مليون ل.س
ويتابع رئيس الجامعة بأن سبب التأخير في انجاز المشفى هو الاعتمادات المالية ، كما أن هناك مشاريع ملحقة بالمشفى هي : مشروع الفرش التكنولوجي ، الغازات الطبية ، تعديلات قسم جراحة القلب وغسيل الكلى والموقع العام ، عقد المرنان والطاقة الشمسية وكاميرات المراقبة . وتم انجاز الكشف التقديري وتجهيز واعداد دفتر الشروط الفنية والمواصفات .. وبلغت الاعتمادات المالية لعام 2018/768 مليون ل.س ونفذ منها لغاية 31/12/2018/ 753 مليون ل.س بنسبة 98%
أما بالنسبة للإجراءات المتخذة يقول الدكتور عبد الباسط : تم رفع الكتاب رقم 180/ص تاريخ 13/8/2018 إلى وزارة التعليم العالي لمخاطبة المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأعلى من أجل إدراج المشاريع الملحقة بالمشفى في الخطة الاستثمارية لجامعة البعث لعام 2019 واقترحنا تأمين الاعتمادات اللازمة لهذه المشاريع خلال العام الحالي بشكل استثنائي لنتمكن من استكمال اجراءات التعاقد على هذه المشاريع نظراً للأهمية العلمية والخدمية للمشفى التعليمي .
يعوض النقص الحاصل
ويضيف مدير التخطيط والإحصاء بجامعة البعث الأستاذ أحمد الطالب : المشروع هو تأهيل الكتلة الأولى /الكتلة الشمالية / من مبنى كلية الطب البشري كمشفى تعليمي في الجامعة للطلاب لتدريبهم / الستاجات / وهو العقد الأساسي للمشروع من أجل انجاز مشفى متكامل تعليمي وتخديمي لمواطني محافظة حمص لأن المشفى يعوض النقص الحاصل في المشافي بسبب ما تعرضت له من أعمال إرهابية وتخريبية خلال سنوات الحرب ، و يضم المشروع أقسام / جراحة القلب وغسيل الكلى وقسم المرنان والغازات الطبية / والجهة المنفذة للمشروع هي الإنشاءات العسكرية فرع حماه / متاع 4/ والعمل يتم بشكل جيد ونظامي، وبعد تصديق العقود الملحقة بالمشفى سيتم تسريع وتيرة العمل ورفع نسبة الانجاز ودراستها جاهزة وقيد التعاقد مع الجهة المنفذة وفي حال المباشرة بهذه المشاريع فإنها تتطلب اعتمادات إضافية تقدر بحوالي ملياري ل.س وتم طرحها مع وزير الصحة ووعدنا بتأمين الاعتمادات اللازمة لاستكمال هذه المشاريع بحيث يكون المشفى جاهزاً ما بين السنة الى السنة والنصف .
ويضيف مدير الإحصاء والتخطيط : سيتم على التوازي العمل على تأمين التجهيزات الطبية اللازمة لعمل المشفى ، بعضها متوفر في كلية الطب البشري ، والبعض الآخرعن طريق تأمينها من وزارة الصحة حيث مؤخراً و بجهود من جامعة البعث التواصل مع رئاسة مجلس الوزراء من أجل توحيد الجهة المنفذة للمشروع و الذي من شأنه ان ينظم و يسرع وتيرة العمل و بناء عليه و بعد عدة مراسلات من قبل رئاسة جامعة البعث إلى وزارة الأشغال العامة و الإسكان للأخذ بعين الاعتبار هذه المسألة الهامة تم الحصول على الموافقة من رئيس مجلس الوزراء من خلال الكتاب رقم (2652/1) تاريخ 24/2/2019 ويتضمن الكتاب : الموافقة على المقترح الوارد في كتاب السيد وزير التعليم العالي المشار إليه أعلاه بتوحيد الجهة المنفذة لمشاريع المشفى التعليمي التابع لجامعة البعث و هي مؤسسة تنفيذ الإنشاءات العسكرية فرع حماة صاحبة العقد الأساسي لتأهيل المشفى التعليمي
و يتابع :الأمر الذي سينعكس إيجابا على رفع وتيرة العمل و منعاً لحدوث إرباكات أثناء العمل وتحديد المسؤولية في حال وجود خلل أو تأخير في التنفيذ بسبب التداخل الكبير في الأعمال لاسيما الأعمال الميكانيكية و الكهربائية و غيرها
فكرة المشفى
أما الدكتور منيب العلاف مدير الشؤون الهندسية و الخدمات في الجامعة يقول : بدأت الفكرة لمشفى تعليمي لتدريب الطلاب بعدها توسع المشروع ليصبح مشفى متكاملاً تعليمياً و خدمياً للمواطنين
وأضيفت أقسام جديدة ملحقة بالمشروع من بينها ملاحق على العقد الأساسي و ملحق العقد يضم التدعيم على الزلازل و أعمال إضافية و أرضيات غرانيت و أعمال كهربائية وميكانيكية و إنشائية « قيد الانجاز » بالإضافة إلى ذلك مشاريع التحكم و المراقبة : يضم حوالي « 180 » سريراً و مطعم و غرفة الغسيل
و يضيف : نعمل على تأمين مراكز التحويل من شركة الكهرباء بعد معرفة الاستطاعة النهائية و إنهاء جميع التعديلات و تسليم دراسة الغازات و العمل مع شركة الاتصالات لتأمين خط هاتف “ 50 زوج” بالإضافة إلى ضرورة عقد اجتماعات دورية ما بين الفريق الدارس و الجهة المنفذة لإنهاء كافة أضابير العقود و المتابعة لها بشكل دوري و تبلغ الكلفة التقديرية النهائية للمشروع بحدود 5ر4 مليار ل.س
وجع عام
في الآونة الأخيرة لاحظنا انتقال عدد من طلاب السنة الرابعة بكلية الطب البشري إلى جامعة دمشق و توجهنا مباشرة بسؤالنا لهم لمعرفة الأسباب مجيبين بالقول : هناك ما يعادل على الأقل الـ « 50 » طالباً اضطروا للانتقال إلى جامعة دمشق بسبب عدم كفاءة الاستاجات في كلية الطب بجامعة البعث لعدم جاهزية المشفى الجامعي
بالإضافة الى عدم وجود مشافٍ مؤهلة في المدينة , كما مشفيي المواساة والأسد الجامعي بدمشق , حيث لاحظنا الفرق مابين هنا وهناك لأن في هذه المشافي لكل اختصاص شعبة ( كالشعبة القلبية ) على سبيل المثال ففي كل شعبة ما يقارب الـ (20) اضبارة لكل مريض على الأقل , والذي يحدث بأننا أثناء الاستاجات هنا نضطر لانتظار الطبيب المختص , وللحالات المرضية التي قد تأتي أو العكس , أي ( يجب أن يكون هناك تنسيق مابين الطبيب المختص وطلاب الاستاجات ) والسبب في عدم التنسيق , وعلى سبيل المثال أيضاً : (الأطباء المختصون في مشفيي المواساة والأسد الجامعي ) يتعاقدون مع المشفى وهذه تكون ضمن بنود العقد , ومنها تدريب الطلاب ,فالطبيب المختص يتقاضى أجراً مع المشفى المتعاقد معه , وحتى إذا كان هذا البند ( الأجر ) غير متواجد فإنه من البنود الأساسية في العقد هي ( تدريب الطلاب ) أما هنا , فلا يتواجد هذا البند ( العقد ) فيصبح التدريب كيفياً من قبل الطبيب المختص .
بالإضافة الى نقطة هامة هي أن هناك عدداً من الطلاب لم يستطيعوا الانتقال الى جامعة دمشق بسبب الظروف المادية والاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بعائلاتهم .
خروج مشافي المدينة عن الخدمة
كما التقينا مع نائب عميد كلية الطب البشري للشؤون العلمية الدكتور فراس زريقة ليوضح لنا نقطتين هامتين هما : أسباب تأخر انجاز المشفى الجامعي وانتقال عدد من طلاب السنة الرابعة الى جامعة دمشق فبين أن:
أسباب التأخير , عدم تضمين المشروع الأساسي جراحة القلب والقثطرة القلبية , وغسيل الكلى إذ تم إجراء تعديلات على المشروع وتضمينها ضمن عقد إضافي , فالعمل فعلياً على أرض الواقع هو أن هناك تداخلاً مابين العقدين ، أي الأعمال المتضمنة في العقدين ( التعديلات ) والتي تأخذ وقتاً مابين دراسة وتنفيذ , حيث التنفيذ يتم في نفس مبنى المشفى الأساسي وهذا أثر على جزء من التأخير ولكن مع ذلك الأعمال الإنشائية تسير بشكل مقبول .وسبب إضافي للتأخير أيضاً التعميم الصادر من رئاسة مجلس الوزراء بخصوص السلامة الإنشائية للمباني ( للمشفى ) حيث لم يكن هناك دراسة للزلازل بما يخص المشفى وهذا الأمر أخذ عدة أشهر حتى بوشر التنفيذ بها وحالياً تم الانتهاء منها , ومن المتوقع ازدياد وتيرة العمل بعد الانتهاء من الأعمال المتعلقة بالسلامة الإنشائية للمبنى .
أما فيما يخص انتقال عدد من طلاب السنة الرابعة الى جامعة دمشق يقول الدكتور فراس : يمكننا أن نعزو السبب الأساسي لخروج مشافي مدينة حمص عن الخدمة بسبب ظروف الحرب , فاضطرت الدولة لتجهيز الكثير من المراكز الصحية كمشافي . ولكننا قمنا بتفعيل اتفاقية مع المشفى العسكري , لاستقبال طلاب السنة السادسة , في حين يتم توزيع طلاب السنتين الرابعة والخامسة على مشافي المدينة بما فيها المشافي الخاصة والمراكز الصحية وحالياً عودة مشفى الوليد الذي يتوقع أن يستوعب عدداً كبيراً من الطلاب .
ويضيف الدكتور فراس , هناك نقطة هامة وهي : أن طلاب جامعة دمشق استاجاتهم في مشافي التعليم العالي ( المواساة – الأسد الجامعي – التوليد – الأطفال – البيروني ) حيث يتواجد فيها أساتذتهم , وطلاب الدراسات العليا . أما في مدينة حمص , لا يتواجد مشفى تابع للتعليم العالي ولذلك نأمل قريباً أن يكون المشفى الجامعي جاهزاً , فهو حاجة ماسة وملحة للطلاب والأساتذة والمحافظة لأن أعداد الطلاب كبيرة وعدد المشافي قليلة وهذا يؤثر سلباً على استاجات الطلاب .
تسريع وتيرة العمل
نأمل أن يرى المشفى الجامعي بجامعة البعث النور قريباً , لأنه مطلب علمي للطلاب ليتلقوا التدريب والخبرة , وحاجة خدمية وطبية لمواطني محافظة حمص ونأمل المتابعة من قبل الجهات المسؤولة والمعنية في تسريع وتيرة العمل ليكون بذلك المشفى الجامعي أول مشفى تعليمي في محافظة حمص أسوة بمشافي دمشق التعليمية .
رهف قمشري

المزيد...
آخر الأخبار