الثقافة ليست ترفا بل ضرورة باتت ملحة في أيامنا هذه كونها تحفز الأجيال القادمة على النهوض بمسؤولياتها تجاه الوطن والمجتمع فمن الأهمية البالغة أن نتذكر دور الثقافات وأثرها في إقامة أفضل العلاقات الإنسانية بين الأمم والشعوب لأن الثقافات المتفاهمة والمتقاربة في أهدافها والمتحاورة هي وحدها القادرة على صنع عالم يبتعد عن الحروب والتعدي والاستغلال هذا المفهوم يفرض على مفكرينا توسيع دائرة معارفهم للتصدي لأخطر هجمة تشهدها أمتنا العربية حتى الآن وتمثل الصهيونية العالمية المدعومة من الاستعمار الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية رأس حربة هذه الهمجية عبر دعمها المطلق لكيان العدو الإسرائيلي في أرض فلسطين العربية المحتلة والذي مازالت محاولاته منذ أن زرع في قلب الوطن العربي مستمرة لطمس معالم الحضارة العربية ولاسيما في مدينة القدس حيث يعتمد هذا العدو باستمرار على الدعاية المضللة للحط من قدر العرب وتشويه صورتهم الثقافية المشرقة فضلا عن أساليب النهب التي يقوم بها للآثار الفلسطينية إضافة لإدعائه أن نمط التقاليد / الفلكلورية / الشعبية التي تمثل جزءا راسخا في ثقافة الشعب العربي الفلسطيني هي جزء من تقليده هو وخاصة في المحافل الثقافية الدولية بهدف تغييب الذاكرة الفلسطينية وتشتيتها في عدة اتجاهات للتمهيد لقطعها عن جذورها على غرار ما قامت به العصابات الإرهابية المدعومة أمريكيا وصهيونيا في سورية والعراق من تدمير للكنوز الأثرية ونهب لقصور الثقافة ومكتباتها للقضاء على هوية الشعب السوري والعراقي وتجريده من ذاكرته التاريخية ومن ثقافته الضاربة الجذور في عمق الزمن والتي يعتز بها كل سوري وعراقي وعربي ومما لاشك فيه أن أجهزة المخابرات الصهيوأمريكية لعبت دورا قذرا وتخريبيا ومازالت على هذا الصعيد ونشير هنا إلى أن محاولات الولايات المتحدة الأمريكية وضمن سعيها المحموم لتحقيق الأحلام والأوهام التلمودية لا تنفك تحاول فرض قيم وتقاليد جديدة بعيدة كل البعد عن الموروث الثقافي العربي من خلال نشر ثقافة العولمة وتعميقها كي تصبح النموذج الذي تحتذيه شعوب المنطقة وهذا ما يتطلب من المفكرين العرب السعي لتوسيع دائرة معارفهم وحواراتهم ولاسيما مع الثقافات التي تتشارك في تطلعاتها مع أهداف الأمة العربية وخاصة تلك التي لم يتغلغل فيها الكذب والتضليل الصهيوني .
علي عباس
المزيد...