مبارك .. شوكة ووردتان لحسن داود

صدر حديثا للشاعر حسن داود مجموعة شعرية بعنوان “شوكة ووردتان « ,تقع المجموعة في 140 صفحة من القطع المتوسط صادرة عام 2019 ,تتضمن49 قصيدة تفعيلة ,يغلب عليها النصوص الوجدانية والعاطفية حيث تتجلى الأنثى بأبهى صورها ,وهي أنثى مواربة تؤرق الشاعر فكثيراً ما يناجيها في قوافيه وهذا واضح في العنوان وهو العتبة الأولى للنص التي يلج القارىء من خلالها إلى جوانيات الشاعر فيرى فيه عاشقاً يطارد أنثى مجنونة وعناوينه تدل على ذلك مثل :عودي جمراً,حتى غدوتُ كأنتِ, بطلة من جليد ,وهم امرأة ,ذات الشذا , شربتكِ سحراً, طيفكِ لن يبارحني,,لاترجميني بالقبل ,ابتسمي للريح القادمة .
ديكتاتور عاطفي
.وكثيرا ما يستخدم الشاعر من أفعال الطلب في علاقته مع أنثاه ,فهو ديكتاتور في العاطفة يأمر حبيبته على سبيل الحب وليس القسوة وهذا واضح في العناوين وفي متن النصوص ومن تراكيب صيغة الأمر لديه :لا توقظي فيَّ الجمور/أترعيني خمرة / أطفئي نور القمر.لا تنظريني فالنوافذ مشرعة وغيرها من الأمثلة الكثيرة التي توضح ضميرين في الكلام :ضمير المتكلم الشاعر والأنثى الحاضرة من خلال صيغة المخاطب والامر معاً, الجدير بالذكر أن الشاعر حسن داود يكتب شعر التفعيلة والعمودي ومؤسس ملتقى منارات الأدبي حالياً ,تأخر في طباعة مجموعته الشعرية لأسباب سخر منها بالقول :إنه ينتظر ربح جائزة اليانصيب حتى يستطيع طباعة مجموعاته الأخرى ,وهنا إشارة واضحة لشجون الطباعة .
*قدم للديوان الأديب محمد الحسين سرداً في التقديم مراحل تطور تجربة داود الشعرية مبيناً أن «شوكة ووردتان» عنوان مجموعة ثنائية تشي بصورتين متناقضتين ,تمثل الأولى عالم الواقع البائس الذي يحاصر الإنسان ويكبل حريته وفكره والصورة الثانية تمثل أفقاً من التوهج للحياة برؤيا متفائلة .
سمُّ الخياط
من قصيدته سم الخياط نقتطف: هاتي برهانك سيدتي /بأن شآبيب الخمر تسَّأقط في شفتيك /حتى سدرة وهمي / هاتي إن كنت صادقة /كيف وُلجت بسم خياطي /وأنا القلب المرتج بابي في وجه الريح .
أحزنني حجم الأخطاء الطباعية في مقدمة الكتاب وهذا يحز في النفس بأن الطباعة تمت بسرعة وكان يجدر بالمشرفين على الطباعة تدقيق نسخة تجريبية فمن المؤسف أن تقع كل تلك الأخطاء دون أن ينتبه لها أحد من المعنيين بالكتاب وأنا أذكر هذه الملاحظة هنا, من معرفتي بحجم الجهد الذي يبذله الشاعر و دار النشر ولم يكن ينقص هذا الديوان سوى قراءة أخيرة من قبل مدقق لغوي , أذكر هذا ليس من باب التصيد بل من باب حرصي على ألا تسيء ملاحظة صغيرة لكل هذا الجهد متمنية تلافي الأخطاء في الطبعات اللاحقة .المجموعة جميلة فيها صور تعبر عن هوية الشاعر دون سواه وهو كتاب جدير بالقراءة والتذوق .
المحررة

 

المزيد...
آخر الأخبار