مانكاد نفتح إحدى مواقع التواصل الاجتماعي من فيسبوك وغيره حتى نفاجأ بخبر يخص حياتنا المعيشية وما يترتب عليها من زيادة في الرواتب أو تخفيض في نوع من أنواع السلع الرئيسية الضرورية لحياتنا المعاصرة ..وهذا الشكل من أشكال التواصل يساعد في إيصال الخبر أو الشائعة الى الناس بسرعة كبيرة كون جميع المواطنين مازالوا يترقبون الأخبار الجديدة التي تنعش آمالهم والتي تساعدهم على المضي في أحلامهم ، إذ أن هذه الأخبار تهم شريحة كبيرة من المواطنين ولتنتهي الشائعة بتكذيبها من أصحاب الشأن الذين لهم مصداقية أكبر في عيون الناس لتولد في النفوس إحباطاً عايشنا الكثير منه في الأيام الماضية وتبين زيفها مع مرور الأيام ..
والسؤال المطروح هو: من يؤلف هذه الأخبار ويحاول نشرها ولصالح من ؟ من لديه الوقت الكافي لتدبيج الشائعات .. صحيح أن هناك ظروفاً معيشية صعبة يمر بها المواطن نظراً لتدني الأجور وعدم تناسبها مع الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق وصحيح أن هناك بطالة لدى شريحة كبيرة في المجتمع كما تراجعت وتيرة الاستهلاك ولكن الإغراق بتشخيص هذا الواقع لايجب أن يكون محط خيال وإبداع شخص غارق في الملل والخمول وعدم الإنتاج والذي أصبحت الأوضاع الاقتصادية الصعبة لديه وقوداً لخلق الشائعات وترويجها فهؤلاء لايجدون لديهم ما يملؤون به أوقات فراغهم إلا تأليف أخبار كاذبة من هنا وإشاعة مغرضة من هناك وللأسف فمروجو هذه الإشاعات يتكاثرون يوماً بعد يوم ويطورون أدواتهم المزيفة ، يدفعون المواطن من خلالها إلى حالة من الترقب ومن ثم الإحباط بعد تكذيب الشائعة .. فإلى متى ستستمر هذه الحالة ؟ ومتى نتخلص من آثارها؟
عفاف حلاس