تحية الصباح..  متاعب الغياب!

تمور الحياة إشراقات مغانمَ من أصورة , تفيض لوحاتها تلاوين سحر وجمال يحمل كل منهما فضاءات العافية السارحة على تخوم آفاق و آفاق , وهي تنبض بالحيوية والفرح زروعاً في حقول كل تواصل نبيل أخاذ . فتورق الحياة نعماء محبة يتسع مجاله كل طمأنينة , وخير رجاء . وقد مدت الأكف ذواتها عرائش من توادٍّ وتحابب , وسمو تراحم وتعاضد زهو أزرار ياسمين تُعرّش على مطارح الروح قلوباً ناصعة طافحة بصفاء الوجدان , ورونق العاطفة وكبرياء العقل الحصيف . إنها إرادة الحياة في نباريس ضيائها جُذاً توقد البهاء مرايا يصقلها كل نقاء , صدى لمكارم معنى الإنسان رسالة في تدوين وجوده محطات وصوى . هي جواهر في قلائد على عنق الزمان ومياسم الزهر في أكمام الورد , وبيارق النور في مطالع الأصباح ووقع كل بوح في شغاف كل قلب يميس رقة , ويتماهى عذوبة تغني له الحياة , وقد غنى لها وفيها أصالة إبداع تتجاوز الأعمار ما قُدِّر لها من أجلٍ وقد أضحت شرانق من حرير , خيوطها تغزل كل قول حميد , وتكتب كل عبارة صدق في مكامن كل عقل حكيم , ووجدان رزين لأن متسع الإبداع في دور المرء رسالة ” أحاديث تبقى والفتى غير خالد”  إنها الحياة سعادة المبدع إنساناً في كل مجال يحتضن الأيام اغتباط خير إلى خير , ويسعى صنو جدول عذب يسابق الفيافي وفرح الوديان , فتغني الضفاف سردية كتائبه أمواهاً .. سردية الإنسان أعمالاً ليكون: مناط القول , وبيت القصيد . تبدو الحياة في جانبها الآخر يباب أسى إذا ما تدانى رحيل , وحط فقد . هي متاعب الغياب بدلالتيها الذاتية و الموضوعية عندما يقاربنا أفراداً ذلك الفقد في ذواتنا و أحبتنا في كينونة وجودنا و في فساحات العمر لذوي قدر وقامات ضمن حيز في كل حيز , ولا سيما عندما يكون الأمر في من وطد وجوده العمر حدائق غناء من إبداعات في كل مضمار بما يختزن من مؤونة هي مؤونة المجتمع والوطن والإنسان تعاقب أزمان . وما الشاعر الغنائي ” عصام جنيد ” إلا واحد من أولئك الذين أورقت كلماتهم أضمومات أناشيد وطاقات أغنيات ومقطعات شعرية لعيني الإنسان والمجتمع والوطن والفن في جوانب حياتية مختلفة عبر وقدة عاطفة متقدة بما يربو على ألف أغنية , بثقافة كاتب مرهف الإحساس شفيف الذوق وهو الأستاذ المختص أكاديمياً باللغة العربية والمتجذر بالحياة قيمة والوطن انتماء وبالفن الأصيل ثقافة إبداع رسالة كاتب وشاعر غنائي , فغنى له عشرات الفنانين غناء بما لا يخفى على أحد . . إنه الحاضر في المواطنة عشق وطن ومحبة إنسان , ونبل قيم , وفي الإبداع اتقاد عاطفة , وفي العقل وقار ابتكار. وما إن وافاه الأجل في مساره الحتمي ضمن سنة الحياة حتى فاضت ينابيع القرائح حكايات شاعر ومبدع وفنان أفراداً ومؤسسات إعلامية لرحابة كل تقدير وتكريم كل مبدع . وحقاً من يُكرِّم نفسه يكرمه الآخرون إنه الشاعر الغنائي عصام جنيد الذي هو ما كان شاعر الكلمة التي تغنى , إنما هو شاعر الكلمة الأغنية . أجل ! إن متاعب الغياب تمرّ غصصها بمآقينا , لكن خالدات أعمال يطالعنا حضورها دلالة رسالة في معنى وجود .

نزار بدّور

 

المزيد...
آخر الأخبار