قدمت فرقة كنيسة مار افرام المسرحية مسرحية الفخ وهي من تأليف نيسلين خافتشف وإخراج افرام دافيد وذلك في ثالث أيام احتفالية يوم المسرح العالمي التي نظمتها مديرية الثقافة بحمص
مسرحية الفخ أعاد صياغتها وأعدها أفرام دافيد لتبدو ملائمة للمجتمع السوري مستفيداً من بعض تفاصيلها في اسقاطها على واقع الحرب الكونية على سورية فالقضية الأساسية تمت قولبتها وصياغتها وتقديمها على المسرح من خلال رؤية فنية بدت لمساتها واضحة ، حيث تبدأ المسرحية بمشاهد سينمائية تظهر شخصاً يتنقل عبر الجبال والوديان في جو ثلجي بارد تنتهي تلك المشاهد بشكل فني لافت حين يخرج ذلك الشخص من باب افتراضي موجود على خشبة المسرح لتكون تلك اللحظة هي لحظة بدء العمل المسرحي الدرامي الذي يظهر أن ذلك الشخص هو واحد من جنود الجيش المحاصرين في إحدى المناطق التي تسيطر عليها العصابات الارهابية حيث نتيجة الحصار يتبرع بالذهاب لإحضار الخبز لأصدقائه المحاصرين في تلك المنطقة و يقع بأيدي المسلحين و يخضع للتحقيق والضغط حتى يخبر عن أصدقائه ولكنه يلتزم الصمت ولا يقدم أية معلومة على الرغم من الضغوطات الكبيرة التي تمارس عليه وذلك بتهديده بقتل أمه التي أحضروها وهددوا بتقطيعها بالآلات الكهربائية وحتى يحافظ على والدته يوهمهم بأنه وافق على تلبية طلباتهم وهي إيصال الخبز المسموم لرفاقه كي يموتوا بالسم وبعد أن يطمئن على سلامة امه يقتطع لقمة من أحد الأرغفة المسمومة ويأكلها ويموت حتى لا يكون سبباً في القضاء على رفاقه الذين يقاومون تلك العصابات المسلحة ،هذه القصة التي قدمتها الفرقة عكست الروح المعنوية التي يتمتع بها شعبنا البطل خلال حرب الثماني سنوات وقد نجحت الفرقة بتقديم أفكارها عبر ذلك الحوار الذي قدمه فريق العرض المسرحي حيث كنا أمام اثنين من الرواة اللذين كانا يقدمان للعرض المسرحي ولبعض أحداثه ويتساءلان في كل مشهد ويثيران الكثير من التساؤلات ترى هل يمكن أن يصمد ذلك الجندي ، والى أي حد ، وهل يكون أكبر من تلك الضغوطات التي تمارس عليه ، لقد فعلت تلك التساؤلات فعلها عند المتلقي حيث كان فعل الترقب لما يمكن أن يحصل في نهاية العرض المسرحي حيث اختتم بذلك المشهد المأساوي الذي يعتبر ولادة جديدة لوطن قدم مئات الآلاف من الشهداء خلال الحرب الكونية الدنيئة التي مورست عليه و المشهد الختامي كان تحية لسورية و لأبطالها عبر أغنية الموسيقار الراحل ملحم بركات و التي كانت بحق عملاً موسيقياً ملحمياً تم استثماره بشكل جميل في العرض المسرحي و قدمت على أنغامه بعض الرقصات المعبرة بإشراف السيدة مادلين عشي التي وظفت الأداء في خدمة الانتصار الذي صنعته سورية على أيدي رجالها الميامين كما قدمت فقرة راقصة أخرى تعكس فرح الأطفال بذلك الانتصار و توقهم لحياة أكثر أماناً و استقراراً و هذا ما قدمته سورية و صنعته عبر حربها التي خاضتها ضد كل القوى الظلامية التي أرادت تدمير بلدنا الجميل
مسرحية الفخ عرض مسرحي هام لفرقة كنيسة مار أفرام قدمها أعضاء الفريق الذين تألفوا من بسام حمزة و مجد ليوس رواة العرض صبا طحان « الأم » حسين عرب « الضابط » أفرام دافيد «المحقق » فيليب يوسف و هارون قسيس « الحراس » وبسام الاخوان « جندي» .
استخدام تقنيات العرض السينمائية كان لافتاً في بداية العرض وقد وفقت الفرقة بهذه التقنية وربطها بالعرض المسرحي و لم تكن هناك أية صعوبة بالانتقال من الحالة الأولى إلى الحالة الثانية كما أن العرض استفاد من الفقرات الفنية الراقصة التي عبرت في نهاية العرض عن فرحة الانتصار بالصمود السوري بعد تلك الحرب المجنونة .
الملاحظة الأهم هي استخدام الممثلين لتقنية الميكروفات اللاقطة للأصوات و لم يكن استخدامها موفقاً إذ أنها سببت ضجة كبيرة و لو أن الفرقة اعتمدت على الأصوات الطبيعية دون هذه التقنية لكان ذلك أفضل للجميع
عرض الفخ عرض جميل لفرقة أفرام سعت فيه بجهودها لتقديم عرض جيد و لافت و قد حققت هدفها الذي حصد في النهاية إعجاب و تصفيق الجمهور .
المزيد...