ليس لأمر سوى الاهتمام بتاريخ المرأة وكفاحها في بلدنا سورية بشكل عام ، ومدينتنا حمص على وجه الخصوص .
لا يجب أن ننسى الظلم الذي تعرضت له المرأة خلال تاريخنا الطويل لأسباب كثيرة بعضها موضوعي وبعضها له علاقة بفكرة ” الذكورية ” التي تجعل ” الذكر ” أي ” الرجل ” لا يقبل فكرة أن تكون زوجته مشهورة أكثر منه وهذه الغيرة العمياء تطمس جهد المرأة وإبداعها وتوثيق عملها الفني أو الأدبي ، بشكل خاص .
ولعل هذا ما يفسر أن كثيراً من النساء المبدعات هن ” مطلقات ” ولا أعتقد أن هذه الظاهرة تحتاج إلى إعادة تفسير بعد الكلام الذي قدمته لهذه المادة .
أبدأ الحديث عن الفنانة التشكيلية ” نجاة زخور ” وهي الآن مغتربة في كندا ، وكان لها معارض فردية جميلة كما شاركت بمعارض جماعية كثيرة في تسعينيات القرن الماضي وأوائل هذا القرن وللأسف فإن من كتبوا مقالات ودراسات عن الحركة التشكيلية الحمصية لم يتطرقوا من قريب أو بعيد إلى النتاج الفني لهذه الفنانة .
والكتب التي تؤرخ للحركة التشكيلية السورية أيضاً غيبت الفنانة زخور التي هي الآن في مغتربها من أهم الفنانات التشكيليات وتفخر بأهلها ووطنها وتعنون الصحف الكندية أخبارها بعبارة / الفنانة السورية /.
المرأة الأخرى التي كان لها حضور في الإعلام والأدب ( شعراً وقصة ) في العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من هذا القرن هي سوزان إبراهيم وهي الآن مغتربة في السويد , وتترجم كتبها شعراً ورواية إلى اللغة السويدية والانكليزية وتطبع بعشرات آلاف النسخ .
وما عدا مقالات خجولة ، لم نقرأ شيئاً عن نتاجها في صحفنا ولم نكن نعدها ” متميزة ” و” مبهرة ” كما تقول إحدى الصحف السويدية عنها …!!.
المرأة الحمصية الثالثة ، وهي بالأصل من ريف حماة ، وتقيم في حمص منذ ثلث قرن بحكم زواجها من طبيب حمصي وهي السيدة / ملكة عفيفة / التي أدهشتنا بكتابها قبل عشرين سنة وعنوانه / المرأة في الحضارات القديمة / وهذا الكتاب الذي هو حصيلة جهد كبير وبحث في الكتب والمصادر والمراجع ، مرجع هام عن المرأة المتميزة في الحضارات القديمة ، ولولا المرأة لما كانت ثمة حضارات قديمة ، فهي الفاعل الأكبر فيها ، كما يرد في الكتاب ..!!
أعود لطرح كلمة سؤال واحد : لماذا تغيب المرأة المبدعة عن كتب الدراسات والتوثيق والإعلام المتخصص ..
ولعلي أردت توجيه تحية للمرأة المبدعة من خلال هذه المادة ..
عيسى إسماعيل