الغضب عند الأطفال .. سلوك للتعبير عن الشخصية ..

مرشدة نفسية لـ “العروبة”: الحرمان الوالدي والشجار المستمر بين الوالدين أبرز الأسباب

يغضب الأطفال مثل الأهل ، يصرخون ويعترضون على ما لا يعجبهم من تصرفات ، بالرغم من قلة تجربتهم الحياتية وعدم قدرتهم على التعبير عن مشاعرهم وكيفية التعامل معها ، ومن المؤكد أنهم يجهلون أن ما يشعرون به هو “غضب”، ولا يدركون هل يستحق الأمر الصراخ والانزعاج الكبير ..

ومن جهة أخرى وفي بعض الأحيان لا يتعامل الأهل مع غضب الطفل بطريقة صحيحة، مما يُضاعف المشكلة. كأن يترك الطفل وحيدا يشاهد برنامجه المفضل دون أي اهتمام بما يحب من طعام أو شراب ، وهنا يعترض على كل ما يجري حوله كأن لا يقبل وجود أخاه الصغير بقربه وهو يلعب بالألعاب المخصصة له ..

وترى المرشدة النفسية سمر الحبيب أن نتائج هذه التصرفات تكون ناجمة عن ردة فعل الأهل على تصرفات هذا الطفل الغاضب .. وفي بعض الأحيان قد يرتكبون أخطاء تزيد من تأزّم وعي الطفل بمشاعره وكيفية التعامل معها، فأغلب ما يتشرّبه الطفل في صغره يبقى عالقا، بصورة أو بأخرى، معه حتى كبره. وفهم المشاعر والتكيف معها يُعتبر لبنة الأساس في تأسيس الذكاء الاجتماعي الذي سيلعب دورا مهما في حياة الطفل الاجتماعية وعلاقاته مع الغير، إذ تلعب الوراثة دورا في الذكاء، ولكن الذكاء الاجتماعي قابل للتعلم، ويحتمل الخطأ والصواب ..

وردا على سؤالنا حول كيف نميز بين نوبات الغضب المُتقطعة وبين الطفل الغاضب كشعور دائم بالقول : قبل الحسم في موضوع التمييز، علينا أن نعلم كم يبلغ عمر الطفل؟ وزمن حدوث الغضب ولماذا حدث وماذا فعل أثناء نوبة الغضب..

وأشارت إلى أن هذه التساؤلات تُساعدنا كأهل على التمييز بداية إن كانت نوبة غضب طبيعية، أم أن هذا ما يطفو على السطح ويُنبئ بما هو أكبر من نوبة الغضب ويجب التعامل معه. منوهة أنه من الطبيعي أن يبكي الطفل إن كان جائعا أو يُريد دخول الحمام، ولكن ليس من الطبيعي أن نجد الطفل البالغ من العمر سبع سنوات يُصاحب نوبات غضبه بتحطيم الزجاج مثلا، أو التلفظ بالشتائم المُلازمة للصراخ. ومن الطبيعي أن يغضب الطفل ذو السنوات الخمس إن ابتعدت أمه عنه، ولكن ليس من الطبيعي أن يبكي ويغضب ويفتقد صديقه في منتصف الليل أكثر الأحيان .

أساليب مدروسة

ونوهت أنه من خلال عملها لاحظت توجُّها متزايدا في مسائل العنف والغضب، وترى أن العنف الذي تُذاع صوره في كل الوسائط، ألعاب الفيديو، الإنترنت، الأفلام، وحتى كلمات الأغاني، جميعها تُنتج أطفالا يرون الغضب والعُنف هو الطريقة الوحيدة لحل المشكلات.

مشيرة أن العُنف يُكتسب، وهذا يعني أن الهدوء مُكتسب أيضا، كلاهما قابلان للتعلُّم من خلال الالتزام ببعض التقنيات والخطوات، وهي كفيلة بمنع تطور السلوك العدواني الذي يُرهق الطفل أساسا.

أسباب مختلفة

وترى : أن الحرمان الوالدي، وكثرة الوعود غير الموفى بها، والمقارنة السلبية، والشجار المستمر بين الوالدين، جميعها أسباب تجعل من الغضب ضيفا ملازما للبيئة التي يعيش فيها الطفل، ويُصبح أمرا اعتياديا “غير مُنتقد” في نظر الطفل. مؤكدة أن الحرمان قد يكون بأحد شقَّيْ المُعادلة، النفسي والمادي، فالطفل يتعامل مع المحسوسات بشكل لافت للانتباه، وسيؤثر عليه أن يكون مُشبعا عاطفيا ومحروما ماديا، أو العكس، فمن الضروري الموازنة والتعزيز بتساوٍ معقول بين جانبَيْ هذه المعادلة. وبما يخص المقارنة السلبية بين الإخوة أو الأقارب، تشير إلى أنها أمور ستجعل الغضب والكبت أمورا موجودة بشكل مستمر، لأن الطرف المقارن به موجود بشكل مستمر في بيئة الطفل ..

نصيحة مجربة

وختمت بالقول : أنصح الأهل في حال بكى الطفل أو غضب “اتركوه”، إذا كان سبب الغضب معروفا ومفهوما فيُمكن أن يُترك الطفل للتعبير عن غضبه، ولكن دون تجاهل. فبمجرد أن يهدأ، يجب أن يُناقَش وأن يفهم أن تصرفه خاطئ، بشرط ألّا يكون سبب الغضب الأهل وتأخرهم مثلا عن حاجة بيولوجية للطفل، فهُنا لا يُمكن في أي حال من الأحوال أن يكون هذا خطأ الطفل. وإذا أبدى غضبا أمام الناس، فعلى الأهل التأكيد للمحيطين عدم التعامل معه أثناء نوبة غضبه، وأن الأهل فقط باستطاعتهم حل جميع مشاكله مهما كان نوعها ..

 

المزيد...
آخر الأخبار