في يوم عيدهم … ألف تحية وسلام

وكأن أمنية العودة إلى الحي انشقت من مصباح علاء الدين بأسطورة خارقة بعد رحلة تهجير مقيتة اضطررنا للالتجاء إلى بيوت مستأجرة فرارا ً من إرهاب هدد مصير أهالي الحي الذين تفرقوا في أحياء وقرى أخرى ، البعض لم يستطع التأقلم مع حياته الجديدة بل ظل حلم العودة يدغدغ  وجدانه فمات كمداً ، والبعض الآخر استقر بعد أن وجد رزقه في المكان الجديد … لكن حبل الحنين إلى الحي الذي عشقناه معاً ظل مشدوداً بعاطفة أعادت توازن عواطفنا ، فالحلم  تحقق إذن بعد أن دخلنا البيت نعد غرفه , نستذكر روائح أحبتنا التي ماغادرت الحي بعد أن رحل أصحابها جسداً .. أمي الصابرة الودود ، أبي المناضل على جبهات المجد ، أخي الشهيد في سبيل العزة والكرامة ، صورهم في الذاكرة ، أود ضمها  ، أصواتهم الدافئة تسكنني، مسرورة مسحورة أعانق “الزرقة”

لم نستسلم يوماً لليأس أو لأمل كاذب وتفاؤل خادع، بل هي معجزة حقيقية حققها رجال مخلصون على أرض الوطن والذين دفعوا كل ما ينغص علينا، تحدوا البرد والزمهرير شتاء ، وواجهوا الحر واللهيب صيفاً، تقبلوا إصابات موجعة في الجسد وفي صميم القلب بعزيمة قوية دون أن يطلقوا الآهات ، فزرعوا بسمة على شفاهنا استجرت حكايات الصمود، حكايا البطولة المطلقة لرجال الجيش العربي السوري، والتي قصصهم سطرت لوحات المجد والخلود ورموا وراء ظهورنا أحزان الماضي الذي شوهته أيد غريبة ..

نحن اليوم ورغم توديعنا لحرب كونية ومرورنا بمحنة اقتصادية مفروضة ، لكننا نحاول نسيان ما حدث وما يحدث وما سيحدث ففي ذلك سلامة لأرواحنا …

فتحية وألف تحية لمن أضاؤوا  شمعة في طريق العودة ولونوا حياتنا  بالأمن والأمان …

تحية لأبطال الجيش العربي السوري في يوم عيدهم المجيد ..

وكل عام وهم والوطن بألف خير وصحة وسلام …

عفاف حلاس

 

 

المزيد...
آخر الأخبار