وصل الرئيس الأمريكي إلى درجة من الحمق والغطرسة جعلته يظن أنه لا قيمة للقوانين والمعايير الدولية وشرعية حقوق الإنسان ، وإن من يملك القرار فقط هو من يمتلك القوة ،وأنه لا خيار للآخرين سوى تقديم فروض الطاعة والقبول بقرارات ترامب وكأن العالم تسوده شريعة الغاب ، وما قراره الأخير بشأن ضم الجولان العربي السوري إلى الكيان المحتل إلا انتهاك صارخ لكل قواعد القانون الدولي وخرق فاضح لقرارات الأمم المتحدة ، متناسياً أن الشعب العربي السوري هو صاحب الحق في تقرير مصير الجولان وهو القادر على الدفاع عن أرض الجولان لأنها أرض سورية محتلة ، وأن تجاهل إرادة الشعوب لايزيدها إلا إصراراً على استرجاع حقوقها كاملة لذلك فإن الشعب السوري مصرّ اليوم وأكثر من أي وقت مضى على إعادة الجولان كاملاً من دون نقصان ذرة تراب واحدة ولن تتمكن القوى الغاشمة من النيل من عروبة الجولان فقرار ترامب وتوقيعه لا قيمة لهما ولن يغيرا من الحقيقة الواضحة وضوح الشمس شيئاً ، حيث يدرك العالم بأسره أن أرض الجولان هي أرض سورية ولا يحق للكيان المحتل فرض سيطرته عليها بالقوة وبقرار جائر و ما هو إلا حبر على ورق، وقد كان للوضع القائم في المنطقة العربية وما آلت البلدان العربية من تشرذم وتفكك بعد الحريق العربي ، كان له الدور الأكبر في تجرؤ ترامب على مثل هذا الإعلان بالإضافة إلى انتقال بعض الأعراب من خندق العروبة الى خندق الصهيونية واعتبار الكيان المحتل صديقاً وحليفاً ومد يد العون له والتحالف معه لضرب الأشقاء واستهداف الجيران ، وما انعقاد القمة العربية مؤخراً واكتفاؤها بتكرار الادانة سوى دليل على ضعف من يتزعمون الجامعة العربية وعدم قدرتهم على فعل شيء حقيقي يخدم قضايا الأمة العربية ويدافع بشكل جدي عن حق العرب في استعادة أراضيهم المحتلة .
لقد قاوم السوريون الارهاب وتمكنوا من دحره والقضاء عليه ، واليوم يراهن السوريون على جيشهم البطل وكلهم إيمان بقدرته على تحرير الأراضي السورية من الجولان حتى لواء اسكندرون ، والقرار السوري باسترجاع جميع أراضيه المحتلة ليس وليد اللحظة ولا هو مبني من فراغ بل هو قناعة راسخة لدى كل سوري ، فالجولان السوري قلب سورية وعمقها ولا يمكن لأي قرارات غبية حمقاء أن تنتقص من سوريته وعروبته ،وعلى من يدعون حرصهم على سيادة الدول وحرية الشعوب أن يدركوا ان قرار ترامب وصمة عار بحق وتاريخ العالم لأنه من المشين أن يأتي رجل مشكوك بقواه العقلية ويدعي بجرة قلم أنه وارث الأرض يوزعها على من يشاء وكأنها ملك أبيه .
السوريون باقون على العهد وماضون على درب من سبقهم من الشهداء والأحرار حتى يتحقق النصر ويعود الجولان الى وطنه الأم .
محمود الشاعر