تحسين واقع المياه مرهون بتحسين واقع الكهرباء وتحسين واقع الكهرباء مرهون بتحسين واردات الغاز إلى محطات التوليد وتحسين واردات الغاز مرهون بخطة عمل متشابكة ودراسة عميقة و متابعة حثيثة ربما يضيق المواطن عن استيعاب تشعباتها وهذه السلاسل المترابطة بين أطراف “الثالوث”ماء – كهرباء- غاز سيبقى المواطن حبيسها وعاجزاً عن فكفكة عقدها و التي زادها مسؤولونا صعوبة وتعقيداً ولا جواب شاف لحلحلتها سوى ترديد اسطوانة حفظناها عن ظهر قلب وهي أن الواقع المتردي كرسته الأزمة ولا يوجد حلول سحرية في الوقت الراهن سوى اسعافات أولية لا تشفي العليل ودبر حالك يا مواطن ..
رغم إيماننا بما درسناه في كتب الجغرافيا والتاريخ أن الماء كالهواء حق طبيعي لكل إنسان على هذه الأرض ، لكن ما يحصل هذه الأيام من انقطاعات للمياه و لأيام متواصلة أمر لا يتوافق مع أوضاع مادية صعبة يعجز فيها المواطن عن تلبية أدنى متطلباته المعيشية لتأتي أزمة انقطاع المياه وتكون بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير ،.. مسؤولية من أن يشتري المواطن خزان مياه كل أربعة أيام بعشرين ألف ليرة سورية ، مهما كانت سياسة التوزيع على الأحياء” عادلة” كما يحلو للمعنيين وصفها لكن الخلل واضح ، هذا على مستوى المدينة أما الريف فحدث ولا حرج ، مأساة حقيقية يعيشها المواطن الريفي والذي بات يلتبس عليه المكان الذي يعيش فيه أهو ريف تبدو عليه ملامح الزراعة أم صحراء قاحلة تحاكي قول الشاعر:
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول
يعني ” غربة ” السكن ضمن ريف ليس له من اسمه نصيب والمضحك المبكي التصريحات المتفائلة التي تأتي على حين وصول ناقلة نفط حيث تضج مواقع التواصل الاجتماعي بالمباهج وهذه من المفارقات المدهشة جداً التي يدخلنا المعنيون في أتونها بوعودهم الخلبية التي لا نلمسها على أرض الواقع ولا يكلف المعني نفسه عناء الشرح أو التفصيل والتوضيح لإزالة علامات الدهشة التي تصدمنا وتزرع في وجداننا بذور انعدام الثقة بوعود مسؤول يقودنا في كل مرة إلى الوهم..
منذ فترة ليست بالطويلة أجرى محافظ حمص اجتماع عمل تنسيقي مشترك بين أطراف الثالوث “مياه – كهرباء-محروقات” بهدف إيجاد حلول غير تقليدية لتأمين مياه الشرب في محافظتنا العدية وضرورة التنسيق المباشر بين الأطراف المذكورة ووضع خطة للتخفيف من معاناة المواطنين والأهم هو” العدالة” في توزيع الكهرباء وضخ المياه ووجه بضرورة أن يكون القائمون على العمل على قدر من المسؤولية والأهم هو الوصول إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع ..
ويأمل المواطن خيراً “بنتائج ملموسة” وضرورة تأسيس علاقة صادقة وصحية بين المسؤول والمواطن وعدم ترك الحبل على الجرار هذا الحبل جعل كل واحد يدلي بدلوه و ساهم بمزيد من الفوضى والانفلات .
العروبة – حلم شدود