الدراسات المائية أكثر من ستة مليارات خسارات فوات المنفعة .. منـاورات لتأمين تكاليف دراسـة وتنفيـذ المشـاريع

أحدثت الشركة العامة للدراسات المائية بحمص وحلت محل مديرية الأحواض المائية بمركزها وعناصرها وآلياتها وكل ما يعود إلى هذه المديرية من تجهيزات بموجب القانون 16 لعام 1983 ، ويوجد للشركة فرع في المنطقة الشمالية و عدة مكاتب في المناطق الشرقية.

وتتولّى العديد من المهام منها القيام بأعمال التحريات والدراسات والتصاميم الخاصة بمشاريع الري واستصلاح الأراضي والمياه الجوفية والمنشآت التابعة لها ، وكل ما تتطلبه هذه المشاريع من أجل التنمية الزراعية والاجتماعية ,بالإضافة لأعمال التحريات والدراسات والتصاميم الخاصة بإنشاء السدود السطحية والمتوسطة على مجاري الأنهار والسيول ودراسة بحيرات تخزين المياه خلف هذه السدود ، والاستفادة منها في عمليات الري وتوليد الطاقة, كما تقوم كوادر الشركة بتدقيق الدراسات والتصاميم الهندسية لكلّ من مشاريع الريّ و السدود , والإشراف على تنفيذ المشاريع المائية , وتنفيذ أعمال حفر وحقن أساسات السدود وبحيرات التخزين بهدف تكتيمها وتمتينها ..
ولا بد لنا من ذكر أكبر صعوبة تواجه الاستثمار المائي بسورية وهي أن الأنهار الكبرى مشتركة مع دول الجوار وتحكمها اتفاقيات دولية تعرضت لتعديات كثيرة من قبل دول الجوار وخاصة تركيا.
بسعة 19,6 مليار متر مكعب
وأشار الدكتور المهندس تمام رعد مدير عام الشركة أن العدد الإجمالي للسدود في المحافظات السورية يبلغ 165 سداً و بسعة تخزينية إجمالية تتجاوز 19,6 مليار متر مكعب
و ذكر رعد أن مباشرة الأعمال كانت اعتباراً من 1 / 5 / 1984 ، وتقوم كوادر الشركة بتنفيذ كل المشاريع بشكل متكامل ، ووفق المهمات الفنية لكلّ مشروع بدءاً من الدراسة الأولية ووضع المخطط العام للمشروع وصولاً لإجراء الدراسات والتحرّيات الهيدروجيولوجية والتي تعنى بتحريات المياه الجوفية والتدفق المائي الجوفي, والهيدرولوجية المختصة بدراسة المياه السطحية و الدراسات الجيوهندسية والزراعية و البيولوجية المعنية بدراسة الترب الزراعية.. مروراً بتقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع ، ومن ثمّ إعداد التصاميم النهائية ووثائق طلب العروض والمخططات التنفيذية , مشيراً إلى أن كل هذه الأعمال تتم من خلال المديريات الفنية و دوائرها في الشركة …
دراسات و أعمال حقن وتكتيم
وأضاف: عانت الشركة من آثار الحرب كغيرها من مؤسسات القطاع العام وقدمت شهداء , و تعرضت الشركة لعدة عمليات سطو مسلح و هجمات إرهابية , خاصةً بسبب موقعها المواجه للمناطق التي كانت تتواجد فيها المجموعات الإرهابية المسلحة (تلبيسة – الغنطو) و كانت المعاناة شبه يومية بسبب صعوبة وصول و نقل العاملين إلى الشركة و تغيير مسارها, و تعرض مباني الشركة للقذائف و الرصاص من جهة أخرى..
وأضاف رعد : تقوم الشركة بإعادة تأهيل و صيانة الآليات و المعدات الهندسية و الأجهزة المخبرية و المساحية و غيرها , لوضعها في المشاريع الحالية , خاصةً بعد ارتفاع وتيرة الأعمال التي تنفذها الشركة , كما قامت الإدارة بخطوة مهمة لتعويض النقص الحاصل في الآليات و المعدات عن طريق تأمينها من وزارات و جهات القطاع العام التي يمكنها الاستغناء عن هذه المعدات مثل الحفارات و الضواغط و المقطورات ….
وعن المشاريع التي تقوم الشركة بتنفيذها حالياً أشار رعد إلى أنها متعددة و تتلخص في دراسة ثمانية سدات في محافظة اللاذقية , و دراسة تقييم سد المشنف في السويداء, و أعمال حقن و تكتيم سد الدريكيش في طرطوس…
تمويل ذاتي
كما تمت المباشرة بالعديد من المشاريع الجديدة في محافظات حمص و طرطوس و اللاذقية و دمشق و السويداء و حماة كونها مناطق آمنة و هذه المناورة للتلاؤم مع الوضع الحالي ,وتمكنت الكوادر بجهود كبيرة من تأمين كتلة الرواتب و كافة مستلزمات العمل من محروقات و آليات و تكلفة صيانة و مواد و عدد للمشاريع ……وغيرها , و ذلك بتمويل ذاتي تماماً من عائدات المشاريع التي تنفذها الشركة , وسيتم الإقلاع بالمشاريع في أي منطقة يعلنها الجيش العربي السوري منطقة آمنة.
و ذكر رعد إلى أن الخطة الإنتاجية للشركة خلال العام الماضي وصلت إلى مليار و 400 مليون ل .س وبلغت نسبة التنفيذ حسب كامل خطة الشركة 58% أما نسبة التنفيذ حسب الخطة المتاحة فوصلت إلى 96%.
مشيراً إلى أن نهر السن ملحوظ حالياً بمشروع الضخ الشتوي لفائض مياه النهر السن إلى سد بيت ريحان لأغراض الري وأضاف مازال المشروع قيد الدراسة حالياً لري 7500 هكتار من النهر مؤكداً أن التأخر بالتنفيذ فرضته صعوبة التمويل بسبب ظروف الحرب..
توقف وضعف التمويل
وعن أهم المشاريع التي توقفت بسبب الحرب هي تلك الموجودة في المنطقة الشرقية و الشمالية الشرقية و أهمها مشروع دراسة جر مياه دجلة و نفق كراتشوك و ري مساحة 210 آلاف هكتار جنوب الحسكة إضافة إلى العديد من المشاريع الأخرى..
من ناحية أخرى تعرضت الشركة لخسائر جسيمة في المعدات و الآليات بسبب توضع أغلب مشاريعها في المنطقة الشرقية و الشمالية الشرقية , و هذه المشاريع متوقفة حالياً بانتظار تحرير هذه المناطق من الإرهابيين و إعلانها مناطق آمنة ضمن إستراتيجية إدارة الشركة للنهوض بالعمل و تجاوز آثار الحرب و المساهمة الفعلية في مرحلة إعادة الإعمار , ووصلت قيمة الأضرار المباشرة 385 مليوناً و 871 ألف ل.س وتشمل (حفارات ومعدات حفر وآليات متنوعة سياحية و حقلية و ثقيلة و مقطورات سكنية و مجموعات توليد و ضواغط هواء و أجهزة مساحية و توابعها و أثاث مكاتب الشركة في رسم حميس و الرقة و الوعر) بينما بلغت قيمة الأضرار المادية غير المباشرة (فوات المنفعة و الإنتاج) 6مليارات و 569 مليوناً و 376 ألف ل.س ..

المزيد...
آخر الأخبار