في عيد الصحفيين – جهودكم  مباركة

حثيثة هي الجهود التي يبذلها الصحفي سعياً خلف معلومة جل هدفها تأكيد حق أو كشف خلل وتصويب خطأ ، وكثيرة هي المرات التي لعب فيها الصحفي دور  رجل التحقيق وكان لكلماته  أثر كبير في كشف غموض قضايا أتقن مرتكبوها فنون المراوغة والغش والتدليس وإخفاء الحقيقة والتلطي بالقانون ولعل الكثيرين لا يعلمون  حجم التعب المبذول من العامل في مهنة المتاعب  سعيا ً لخدمة تنفع الصالح العام في حي أو قرية أو مزرعة وحكما ً لا أحد يعلم أن الصحفي ينال مبلغا ً زهيدا ً من المال على مجموع نشاطاته خلال شهر  تحت مسمى ” استكتاب ”  يكفي بالكاد أسبوعا ً واحدا ً لتكلفة المواصلات وحاليا ً ربما يكون أجرة طلب سيارة تكسي تقله لمنزله بعد فعالية أو نشاط مسائي ومع ذلك يبقى الصحفي يعمل مطالبا ً بحقوق غيره ساكتا ً أو مطالبا ً بخجل بحقه والسبب الوحيد هو عشقه لمهنته وحبه لخدمة الآخرين وهذا عموما ً وقد يقول قائل أنه يوجد صحفيون “إعلاميون” باتوا يملكون سيارات وبيوتا ً وأرصدة بنكية وحقيقة يوجد  في الواقع مثل هذه الحالات ولكنها لاتتجاوز  أصابع اليد الواحدة في كل محافظة وغالبا ً هؤلاء ليسوا صحفيين بل دخلاء استغلوا ظرفا ً معينا ً ورسموا لأنفسهم  هالة صدقوها وأقنعوا الناس بها ويقول آخر إن المجال الصحفي  واسع في بناء علاقات عامة مع المسؤولين وهذا صحيح ولكن هل يطعم أولادنا إن جاعوا ؟ غالبية  الناس لاتعرف أن الصحفي يتعرض لكثير من المضايقات  خلال عمله ويتجرع المر حتى يصل لمكان عمله خصوصا ً في ظل أزمة المواصلات وارتفاع  أجور النقل وهو مطالب بنقل الخبر سريعا ً والتواجد  بمكان  الحدث لحظة وقوعه وبالتالي تكاليف مادية إضافية /اتصالات – انترنت/ يضاف لذلك يجب أن يكون هندام الصحفي أنيقا ً ولو بالحد الأدنى ومع ذلك فهو يتقاضى راتبه الشهري وفتات ما يدعى استكتاب ممتعضاَ دون اعتراض ..

مهنة الصحافة تسمى مهنة المتاعب يسير فيها الصحفي سالكا ً دروبا ً وعرة يفلح فيها مرة في كشف قضية فساد ويفشل  مرات ليس لأنه ضعيف أو فاشل بل لأن الفاسد  قوي ويقظ ، وكم أعرف من صحفيين كبار هم أساتذتنا كسروا اليراع وهجروا الدواة ومزقوا الأوراق في حالة طلاق بائن لمهنة أعيتهم بسبب مضايقتهم لمحاولتهم كشف الحقيقة للناس ولكن بقي كثير في الميدان يصارعون ويكافحون متسلحين بالأمل  بأن الأمور ستؤول للأفضل يوما ً ما وسيأخذ الصحفي حقه ، خصوصا ً وأن الصحفي كان ملازما ً للجندي العربي السوري في ساحات الوغى وقد استشهد زملاء وأصيب آخرون وخطف البعض منهم وغيب آخرون ومع ذلك انتصرت كلمة الحق على الدم والهمجية وتمكن الإعلاميون السوريون على الرغم من ضعف إمكانياتهم وبساطة أدواتهم في مجابهة إمبراطوريات إعلامية عالمية وكشفت زيف ادعائها وكذبها وانتصرت  عليها انطلاقا ً من مقولة سيد الوطن في مبنى التلفزيون ” وكما ملكنا الأرض علينا أن نملك الفضاء ”

واليوم في عيد الصحافة لابد من توجيه أعطر التحايا وأجمل  التهاني لكل صحفي شريف نذر نفسه لكلمة الحق وخدمة الناس وابتعد عن الاستثمار والاستغلال والابتزاز لتحقيق غايات شخصية زائلة .

لكل الصحفيين الشرفاء في وطني في يوم عيدكم أقول جهودكم مباركة على أمل إنصافنا يوما ً ما ودمتم بخير .

العروبة – يوسف بدور

 

 

                                                                                                             

 

المزيد...
آخر الأخبار