شباب كلهم إصرار ، حيوية ، إرادة ، عزم وتصميم ، على الرغم من اختلاف مجالاتهم في العلم والدراسة ، ولكن جمعتهم الموهبة ، على مختلف أوجهها ، وحبهم كل واحد منهم لموهبته ، وتفانيه، وإبداعه فيها من خلال إثبات ذاته، وشخصية كل واحد فيهم، فهدفهم نبيل وسامٍ ، لإيصال روح الفن للجميع .
إحساس عال
لين درويش طالبة إحصاء رياضي ( راقصة باليه) ، تقول : والدتي لها الفضل الكبير في حبي لتعلم رقص الباليه، فهي شجعتني ، ونمت الفكرة عندي والتي استهوتني فيما بعد، وفي عمر الـ (8 سنوات) في الـ 2008 سجلت في فرقة الباليه (إحساس) تحت إشراف المدربة سوسن فاحلي،الذي كان لها الدور الكبير في تطوير أدائي في الرقص التعبيري والإيمائي، حيث شاركت بعدة مهرجانات منها : القلعة والوادي ، جامعة الحواش ، ومؤخرا ً في دار الأوبرا بدمشق، ولكن في فترة الحرب توقفت الفرقة عن العمل تماما ً ، وبعد عودة الأمن والأستقرار للمحافظة عادت الفرقة لنشاطها ، وعند حصولي على الشهادة الثانوية ، بالإضافة إلى كوني راقصة باليه، أصبحت مدربة مساعدة في الفريق، أدرب مختلف الفئات، وطبعا هذا زاد من خبرتي في الرقص والتمارين لساعات أكثر ، وهذا بنفس الوقت هو بوابة عبور بالنسبة لي للدخول إلى المعهد العالي للباليه، مما يكسبني الخبرة والمعرفة في التدريب، وأتمنى مستقبلا ً أن يكون عندي فرقة للباليه خاصة بي .
إصرار وإرادة
ليلى قرقور طالبة هندسة مدنية ( الكتابة – الغناء) : موهبتي الأساسية الكتابة والتي بدأت في سن مبكرة، بعمر الـ (10 سنوات) ، حيث كتبت قصة ساخرة وأعجبت بها معلمة اللغة العربية ، وعلقتها ضمن مجلة الحائط، وبعدها تطورت عندي الفكرة ، وأصبحت أكتب قصصا ً ،ذات منحى أدبي، أكثر ماتكون عملا ً قصصيا ً ساخرا ً، وطبعا ً من خلال اعتمادي على قراءة كتبي في المدرسة الابتدائية والإعدادية ، لتتطور عندي هذه الميول في المرحلة الثانوية ، وأصبحت أقرأ القصص العالمية والروايات ، وشجعني على ذلك أساتذتي ، وحاليا ً هناك فكرة أن أجمع كل خواطري والتي يبلغ عددها(76) خاطرة ضمن كتاب واحد، وأساس الكتابة برأيي الموهبة بحد ذاتها ، التي تكون نابعة من الشخص نفسه، ليعمل بعدها على تنميتها بالقراءة والمطالعة .
وبالنسبة للغناء يعود الفضل لوالدي ، الذي كان يعزف على العود ويغني بآن معا ً فعندما كان يعزف ويغني دائما ً أكون منصتة له ، وأردد الأغاني وراءه لينتبه والدي إلى مقدراتي الصوتية، وأصبح يهتم بي أكثر ، كما أنني عضو في فرقة هارموني، هذه الفرقة التي أضافت لي الخبرة والفائدة في الغناء .
ثقة بالنفس
جوني قرقور طالب هندسة بتروكيميا ( عزف وتلحين) يقول: في عمر الـ (14) سنة) تعلقت بآلة العود، وأحببتها ، وتطورت عندي الموهبة من خلال دروس الموسيقا التي كان يعطيني إياها أستاذ مختص بآلة العود ، وبقيت أتدرب ما يقارب الـ (4 سنوات) وأصبحت متمكنا ً في العزف بشكل خاص والموسيقا عامة (المعرفة الموسيقية ) لتتطور موهبتي أكثر في كتابة وتلحين الأغاني، ولي عدة مشاركات من خلال الكورال في الكنيسة ، ونشاطات المركز الثقافي ، وأفكر حاليا ً بالتواصل مع بعض الأشخاص الذين يملكون ذات الاهتمام من خلال مواقع التواصل الاجتماعي .
عمل احترافي
مالك درويش طالب صيدلة (عازف بزق) : بدأت في المرحلة الثانوية ويعود لابن خالي الفضل والأثر الكبير في إظهار موهبتي ، فهو عازف عود ، حيث تأثرت بالعزف واستهوتني آلة البزق ، وبداية هو الذي اشرف على تدريبي مع الاجتهاد الشخصي ، وبعدها انتقلت للعمل مع فرق موسيقية في مدينة حمص مثل ( هامش- انجاز للتعبير ) وأقمنا عدة حفلات في الجامعة ، سواء حفلات التخرج أو حفلات كلية الموسيقا ، بالإضافة للمركز الثقافي . ويتابع مالك بالقول :من لا يفقه الموسيقا لايفقه شيئا ،لأنها غذاء الروح ، سواء كان الشخص يعزف او يسمع المهم أن يكون متذوقاً للموسيقا ، ومحبتي للموسيقا اتخذتها كموهبة ، وليس مهنة ومازلت تحت إشراف ابن خالي مختار رجب ( ماجستير موسيقا ) وأستاذ في كلية الموسيقا وحاليا نعمل على تشكيل فرقة صغيرة ثلاثية ذات طابع أكاديمي . أما مهنة الوشم فلها قصة طويلة معي مرتبطة بحبي وشغفي للرسم ، وأول وشم كان لي في عمر الـ(14 سنة ) واشتغلت على نفسي بدون متابعة ، أو التدرب في أحد المراكز، فقط المتابعة من خلال النت حيث قمت بتصنيع مكنات تتعلق بالوشم على يدي وبمفردي ، من خلال أدوات صغيرة وبسيطة ، وبعدها تطورت .
مهارة عالية
ماريا الياس طالبة هندسة غزل ونسيج ( لاعبة كرة القدم ) تقول : منذ صغري لدي هواية كرة القدم وخاصة أني وحيدة لعائلتي وبدأت القصة باللعب مع والدي بكرة القدم من خلال الحي الذي أسكن فيه ،وأصبحت أتمرن على اللعبة بشكل فردي تحت إشراف ومتابعة والدي إلى أن أصبحت في السنة الأولى جامعة ،عندما سمعت بفريق نادي محافظة حمص ، انتسبت للفريق تحت إشراف المدرب فادي سعد الذي أعجب بمهارتي العالية بكرة القدم ،وطبعاً وجود مدرب مختص له الدور الهام ،الذي أكسبني الخبرة والتدريب واللياقة في لعبة كرة القدم .وبعد ذلك أصبحت أشارك مع الفريق من خلال بطولات على مستوى القطر ،وحلمي أن أوصل فكرة مهمة هي :أن لعبة كرة القدم ليس حكراً على الرجال فقط ،فالموهبة لا تقتصر على رجل أو امرأة ،بل المهم أن نبرر موهبتنا وننميها ،والاهم ثقة كل منا بموهبته ،علماً أنه في البداية كان الموضوع مستهجناً من قبل البعض ،لكن مع الوقت أثبتنا بلعبنا وجدارتنا أن الفتاة قادرة على كل شيء بالإرادة والعزيمة والتضحية.
العلم والموهبة
رند سكر غالي طالب طب بشري (عزف بيانو+ كمان )يقول : نشأت ضمن عائلة موسيقية ،فوالدي طبيب ويعزف على آلة الأوكورديون ،بالإضافة إلى صلة قرابتي للأستاذين نضال اسكندر عازف عود وكمان ، ونظير مواس عازف كمان ،اللذين لهما الفضل أيضاً بمحبتي ،وتعلقي بالموسيقا ، والاهتمام بها ، ليشرف فيما بعد على تدريبي الأستاذ نضال اسكندر ،حيث نصحني أن أبدأ التعلم من خلال آلة البيانو وعائلتي شجعتني على ذلك ،وبالأخص والدتي كانت تسمعني “عبد الحليم حافظ –محمد عبد الوهاب –فريد الأطرش “وكنت بشكل دائم أيام العطل أسافر بمفردي وكنت حينها بعمر الـ (9 سنوات )من بلدتي صدد إلى دمشق لأتلقى دروس الموسيقا بإشراف الأستاذ رامي شمعون ،وعندما سافر أستاذي إلى الخارج انتقلت للعزف من آلة البيانو إلى الكمان ،علماً أنه خلال مرحلة الانتقال هذه درست الصولفيج والإيقاع ( نوطة احترافية ) بإشراف الأستاذ نضال اسكندر وهنا أصبحت بمرحلة جدية بعمر الـ(13 سنة ) ليأخذ حبي للموسيقا منحى واتجاها ً جديا ً أكثر ،وعند انتقالي للمرحلة الجامعية ،ومن خلال بلدتي صدد التقيت الكثير من الذين يهتمون بالموسيقا سواء العزف أو الغناء وهذا الأمر لعب دوراً كبيراً بالنسبة لي حيث شكلنا فريقاً غنائياً موسيقياً أفاد أصدقائي ممن عندهم ذات الميول والاهتمام تحت اسم فرقة (هارموني ) وبعد تشكيل الفرقة قدمنا عدة حفلات والآن نسعى لأن نقدم أمسية موسيقية في المركز الثقافي خلال فترة قريبة كما لي عدة مشاركات مع العديد من الفرق مثل (إنجاز للتعبير – إميسا – وحالياً فرقة موزاييك ) وتضمنت عدة فعاليات في الجامعة وخلال متابعتي لفرقة الجامعة ،فأنا المايسترو فيها وأشرف عليها .وحالياً أتابع دراستي الموسيقية عند الأستاذ صفوان العويل ،لأن الموسيقا بحر وعلم لا ينتهي .
صوت مميز
حلا طراد طالبة طب أسنان (غناء ) تقول :بدأت القصة عندي، عندما كنت أذهب إلى دروس الكورال في الكنيسة ،واكتشف صوتي مشرف الكورال من خلال التراتيل والذي شجعني لأنمي موهبتي ،حيث هناك أفراد من محيط العائلة لديهم باع طويل في الغناء ،ومنهم من لديهم مشاركات مع الفنانة القديرة جوليا بطرس وشربل روحانا .
قدمت بعدها أمسية غنائية خاصة بي وحضر الحفلة أصدقاء لي،ليفاجئوا بصوتي ، وانتسبت لفرقة (هارموني) وبعدها بدأت بدروس للتعلم على آلة الكمان عند الأستاذ أنس صالح مدة ستة أشهر،خلالها وبالصدفة أثناء التدريب سمع صوتي ،ليدعوني للانضمام لفرقة (هامش ) وقدمت أول أمسية غنائية في المركز الثقافي في عام 2015 ومن خلال الحفلة سمع صوتي الأستاذ فراس هزيم ، وهو مؤلف موسيقي من دمشق، وأعجب بصوتي كثيراً ،ودعاني للذهاب إلى دمشق لتكون أول تجربة لي في تسجيل موسيقا تصويرية لفيلم (رد القضاء )تمثيل لجين إسماعيل وإخراج نجدت أنزور ،وبعدها شاركت مع فرقة (موزاييك ) بحفلة غنائية في رومانيا من خلال مهرجان يسمى (سيبيو ) للجاز وفي هذه المرحلة وبسبب دراستي وخصوصاً أنني على أبواب التخرج ،حدت بعض الشيء من نشاطي الغنائي ،ومع ذلك أحاول دائماً في كل مناسبة أن تكون لي أمسية وبعد انتهائي من السنة الدراسية سيكون لي مشاركة حفلة غنائية في فرنسا بكنيسة(سيناري).
عزف وغناء
بشار دروج طالب صيدلة (غناء )يقول :منذ أن كان عمري (10سنوات )وأنا أهتم بالموسيقا ، لأذهب بعدها إلى دمشق وأدرس في معهد للموسيقا هناك لمدة سنتين ، دروس الصولفيج ، واخترت آلة لأتعلم العزف ،وفي عمر الـ (14 سنة )عدت لتعلم الغناء بإشراف مختص،لأنضم بعدها لفرقة (هارموني )حيث شاركت بمهرجان صدد العراقة .وهناك عدة مشاريع مستقبلاً ، وأمنيتي أن أكمل في هذا المجال , لأن الموسيقا غذاء للروح وعالم واسع وخاصة عندما تلقى الإعجاب ومحبة الناس , لموهبتك التي تؤمن بها .
أما أندريه سكر وهو طالب هندسة مدنية ( عازف أورغ ) يقول : بدأت بالعزف بعمر الـ ( 8 سنوات ) لشغفي الكبير بهذه الآلة , وبداية كنت أعزف سماعي وبعدها قررت أن أطور نفسي وأتعلم بشكل احترافي , لأتلقى دروساً في الموسيقا بعدها عند الأستاذين شكيب عبود , وغسان الراعي لمدة خمس سنوات وتعلمت النوتة الموسيقية وعن مشاركاتي شاركت مع عدة فرق موسيقية بحمص منها : فرقة موسيقية تضم مواهب عزف وغناء من جميع مدارس المدينة تحت إشراف الأستاذ جلال عبد الأحد والآنسة نوال وسوف شقيقة الفنان الكبير جورج وسوف وأحيينا عدة حفلات بالمركز الثقافي ومسرح الزهراوي كما شاركت بأمسية موسيقية في بلدتي صدد بعنوان ( أبناء الشمس ) وفرقة كحلون التابعة للمركز الثقافي , ومهرجان صدد العراقة عن فئة المواهب الفنية وحالياً أخوض تجربة جديدة في الغناء وذلك بتشجيع من أصدقائي وعائلتي وخصوصاً بعد مشاركتي في مهرجان صدد العراقة كمغني ( صولو ) .
عندما تتحدث الأم
إبراهيم خوري طالب هندسة قوى ميكانيكية ( شعر ) يقول: منذ صغري وعندي حب وشغف للشعر وخاصة الشعر الجاهلي حيث حفظت جزءاً من معلقة ( عمرو بن كلثوم ) بعمر الـ ( 7 سنوات ) بالإضافة إلى حبي للشعر الشعبي المتعلق بالتراث وأول تجربة كانت لي في مهرجان صدد العراقة , قدمت من خلاله قصيدة عن الأم بعنوان : ( عندما تتحدث الأم ) وكان عمري حينها ( 13 ) سنة وخلال المهرجان أحد الأشخاص المهتمين بالشعر سمع قصيدتي فأعجبه الشعر والإلقاء , ونشرت القصيدة في مجلة ( صوت المرأة ) وفي المرحلة الثانوية فزت بالمرتبة الثانية بمسابقة ( القطع الأدبية ) التي أقامها اتحاد شبيبة الثورة , وقدمت ( المقامة العشقية) وفزت بالمرتبة الثانية على مستوى الفرع وبعدها تمت دعوتي للمشاركة بأصبوحة شعرية لشعراء حمص بقصيدة بعنوان ( وطن الشموخ والسلام ) والآن وفي المرحلة الجامعية وبسبب ظروف الحرب الأليمة التي مررنا بها كلما فقدت شخصاً عزيزاً على قلبي , كنت أرثيه بقصيدة وحالياً ستقام في الجامعة مسابقة خلال الشهر الحالي للشعر والرسم والقصة والكاريكاتير بعنوان ( أنامل تتكلم ) حيث سأشارك فيها بالإضافة إلى محبتي للغناء واهتمامي بالطرب الأصيل .
كلمة
الموهبة لا تقترن بعمر معين وليست خاضعة لزمان أو مكان وإنما هي هبة من الله وحب وشغف وإيمان بها , تصقل بالعلم والمتابعة , لنثبت لأنفسنا مقدرتنا في النجاح أولاً وللآخرين ليس هناك مستحيل مع الإصرار والعزيمة والإرادة .
رهف قمشري