يا أم جوى …قومي من بين الأموات …أخيطي قلبك وقومي…جوى بنتنا بنت كل أنثى ما تزال ترقع روحها مما تركه الوحش من ندوب في قلبها…بنتي ..بنت بنتي الطفلة وهي تسألني لماذا لم يأخذ( الحلق) ..ثم تركها تعود لأمها ..أصمت أداري طفولتها أجيبها ببله : ماما لم أكن هناك ؟كنت اقترحت عليه اقتراحك هذا , ثم تصمت بخيبة اليائس، تفكر بحل آخر لأن العقل لا يحتمل التفكير بآلام جوى , نعم ،نحن أعجز عن تصور ما حدث !
يا أم جوى: صحيح أنك في بئر عميقة ،لكن روح جوى تمد لك حبال النجاة ،تعالي نؤسس جمعية خيرية اسمها جمعية (حلق جوى ) هدفها مساعدة من تحتاج المساعدة , صحيح أين الحلق ؟ هل سألتم الذئب عن الحلق،هل باعه ،نريده ،نريد عرضه في متحف الإنسانية ,مثل كل المفقودات نجعل لها متحفا،أرجوكم لا تفرطوا به ثمنه غال جدا كلفنا قطعة من قلوبنا اسمها جوى، وموتها يميت القطع الأخرىهذا كان يلمس أذن جوى الملأى بالحياة .
يا أم جوى :الطريقة الوحيدة للخروج من جب القهر هي قهر القهر بأضعاف قهره قومي نقل للخطف والخنق والاغتصاب كفى قومي نعرض في متحف ثياب جنى ..حلقها..صورها ..وصور قاتلها…قومي ننقذ “الجويات ” الأخريات ،قبل أن يكتم أنفاسهن الذئب ،قومي نشق بطن الذئب كما تقول الحكاية، ونخرج جوى حية معافاة بإنقاذ الأخريات.
جوى بنتنا ،جوى لنا جميعاً، وعلينا جميعاً أن ننقذ “الجويات ” كزكاة عن روحها الطاهرة ،وجبرا لأرواحنا المكسورة ..
أما بالنسبة للذين وللواتي تبرعن بمئة مليون فدية لجوى تعالوا نؤسس برادا في حديقة عامة يتوفر فيه الطعام للمشردين يأمونه يأخذون حاجتهم ويرحلون،ونضبطه بالكاميرات التي لا يفتح صندوقها الأسود إلا لحل المشكلات حفظا لكرامة المحتاج كسبيل مجاني ننقذ فيه الأخريات .. يا الله أبحث عن تدوير الزوايا مع كل هذا البللور المكسور . يا أم جوى :قومي نبلع البللور المكسور على الحدين ..على كل الحدود،فأمهات الأرض يعرفن أن الشنق لا يفي بالغرض …الشنق لا يشفي النار التي تعاود التأجج كلما تكررت الجريمة بحق “الجويات”..
نحن ماذا نفعل لئلا ننسى ولئلا تنسى الأجيال … نريد عقوبة رادعة ونريد حلا على المستوى الإنساني…
جوى بنتنا نريد ما هو أعدل من الشنق ..
أم جوى قومي من قهرك وتعالي نقهر القهر بالقهر..قومي ننتزع جوى من بين الأموات.. لنسير معا.
ميمونة العلي