لكل فنان بداية وأسلوب يمتاز به ويحدد مساره في هذا العالم والفنان التشكيلي جهاد يوسف دخل هذا المجال فأطلق العنان لريشته لتقول كلمتها وتهمس في أذن كل من يهمه بمواضيع متنوعة مستمدة من الواقع طرحها بطريقة فنية تناغمت ألوانها وتشابكت خطوطها لتعبر عن المخزون الثقافي التشكيلي الذي يمتلكه وبصمته الخاصة وليكرس خبرته هذه في مجال التدريس.
تأثير البيئة
وعن بداياته مع الرسم وكيفية دخوله هذا المجال ونشاطاته الفنية حدثنا قائلا :تعتبر أيام الطفولة من الفترات الرائعة في حياة الإنسان ولها تأثير كبير في حياتنا ومستقبلنا وأتذكر في تلك الفترة أنني كنت أصنع ألعاباً بيدي وألعب بالطين وأشكل منه أشكالاً مختلفة وأثناء دراستي في المرحلتين الإعدادية والثانوية كنت أعشق مادة الرسم وكان لذلك دور كبير في اختياري للفن التشكيلي وأنا اعتبر أن للبيئة التي نشأت فيها تأثير كبير في خوضي هذا المجال وكنت أعشق الذهاب للبساتين ومشاهدة الطبيعة الخلابة وهذا انعكس على شخصيتي كما كان للأهل وأساتذتي في المدرسة الدور الكبير في صقل موهبتي وتبلورها وتشجيعي للمتابعة حتى دخولي كلية الفنون الجميلة بدمشق اختصاص تصوير.
مستمدة من الواقع
وعن المواضيع التي يتناولها في لوحاته قال :مواضيع لوحاتي متنوعة وأغلبها مواضيع إنسانية وطبيعة صامتة ورسم حارات قديمة مستمدة من الواقع الذي أعيشه وكانت المرأة حاضرة في بعض أعمالي وجسدتها بشكل تعبيري والألوان التي استخدمها في لوحاتي الزيتية والمائية والغواش والباستيل الزيتي وأسلوبي في الفن واقعي وتعبيري وبالنسبة لأوقات الرسم لا يوجد وقت محدد للرسم ولكنني ارسم عندما يكون العقل والذهن والتركيز في ذروته والوقت المناسب للعمل الفني .
مشاركات متعددة
وعن نشاطاته الفنية والمعارض التي شارك فيها قال: شاركت في معارض جماعية ولي مشاركات في معارض لاتحاد الفنانين التشكيليين في حمص ومنها معرض حمص القديمة ومعرض تحية إلى 17 نيسان ومشاركة في فعاليات مهرجان الشعر في سلمية ضمن معرض فن تشكيلي بمشاركة عدة فنانين احتفاء بأعياد نيسان المجيدة وآخر مشاركاتي في لوحة في معرض لاتحاد الفنانين التشكيليين في حمص بعنوان فن البورتريه .
تعزز الروابط
وعن أهمية الملتقيات الفنية في حياة الفنان قال: الفن نشاط اجتماعي وللملتقيات الفنية أهمية كبيرة في حياة الفنان حيث تعزز الروابط بين الفنانين و تساهم في التعرف على أسلوب كل فنان في الملتقى والاستفادة من خبرات الآخرين.
وعن رأيه بالنقد قال : أنا احترم آراء الآخرين ولكل منا نظريته الخاصة رغم الاختلافات ويوجد نقد ايجابي ونقد سلبي ونقد بناء يقوم على أسس علمية وهو يصحح أخطاءنا لكنني لست مع النقد الذي هدفه النيل من الآخرين من غير براهين وتشويه سمعتهم .
شكل علمي
وعن أهمية الدراسة الأكاديمية والموهبة لدى الفنان قال : الدراسة الأكاديمية مهمة لصقل الموهبة واجتماع الاثنين أفضل والدراسة الأكاديمية تعلمنا طريقة التفكير والبحث بشكل علمي.
لكل فنان أسلوبه
وعن الفنانين الذين يتأثر بهم قال :أحببت أعمال أساتذتي في الجامعة ومنهم فاتح المدرس -محمود حماد _خزيمة علواني – ميلاد الشايب – عبد المنان شما – عبد الرزاق السمان – خالد المز- الياس الزيات- علي سليمان كما تأثرت ايضاً بعدد من الفنانين العالميين في مجال التصوير والنحت مثل الفنان ليوناردو دافنشي ومايكل أنجلو وبيكاسو وماتيس ولكل فنان أسلوبه الخاص في التعبير وأحاول قدر الإمكان الاستفادة من تجاربهم ليكون لدي مخزون بصري إلى أن أجد بصمتي وأسلوبي الخاص.
وعن رأيه بحركة الفن التشكيلي قال :إن الحركة التشكيلية في حمص الآن هي حركة ناشطة وبازدياد وخاصة في السنوات الماضية التي مرت على البلاد من خلال إقامة المعارض الفنية التشكيلية الفردية والجماعية لفنانين معروفين من حمص وبقية المحافظات وفنانين شباب و كان إقبال الناس المهتمين وغير المهتمين بالفن التشكيلي يتزايد لحضور هذه المعارض بشكل ملحوظ
تطبيق الطرق الحديثة
وعن تجربته في مجال التدريس قال : تجربتي مع التدريس بدأت عام 2006 ومهنة التدريس هي عملية تربوية هادفة ومن أشرف المهن التي يؤديها الإنسان لإعداد جيل سليم وبناء مجتمع ناجح وهذه أعظم رسالة يقوم بها المعلم .
وتلقى مادة التربية الفنية من قبل المعنيين اهتماماً من خلال تطبيق الطرق الحديثة لتدريسها وطباعة الكتب المدرسية الخاصة بكل مرحلة وإيجاد الظروف المناسبة لإعطاء هذه المادة حقها ومساحة مناسبة وتوفير المواد المطلوبة .
اهتمامات متعددة
وعن اهتماماته الفنية إلى جانب الرسم قال لدي اهتمامات أخرى غير الرسم وهي التصوير الفوتوغرافي و عن تجربته في التصوير قال بدايتي في مجال التصوير كانت في المرحلة الإعدادية أيام كاميرات الفيلم ومع ظهور كاميرات الديجيتال اقتنيت كاميرا وتابعت تصوير كل ما أحبه من حارات قديمة و طبيعة صامتة ولقطات فنية وتعلمت بعض برامج معالجة الصور والتصميم .بالإضافة إلى اهتمامي بالموسيقا والعزف على آلة العود .
.وعن الصعوبات التي تواجه الفنان قال : الصعوبات المادية هي أبرزها كما أن عدم الاهتمام بدور الفنان وبأعماله الفنية والإضاءة على لوحاته يدفع الفنان للعمل في مجال آخر لتغطية النفقات وتكاليف الأدوات من اجل الاستمرار والعطاء .
يذكر أن الفنان جهاد اليوسف يحمل إجازة في الفنون الجميلة قسم التصوير وعضو في نقابة الفنون بدمشق ومدرس في معهد إعداد المدرسين في حمص.
هيا العلي