من نافلة القول أن استخدام البطاقة الالكترونية لها محاسن كثيرة و أهمها ضبط حالات التلاعب وتنظيم الدور وإعطاء كل ذي حق حقه لكن كيف يتم ذلك ؟؟
لاشك أن تحقيق الهدف الذي وجدت من أجله البطاقة الذكية سهل في حال أردنا نحن ذلك واستخدمناها بالشكل الصحيح ويتم ذلك من خلال تحقيق الشروط والمتطلبات الأساسية لآلية عملها وأهمها وضع برنامج العمل المطلوب الذي يساعدنا على تحقيق الهدف لا العكس وهنا نتحدث عن توزيع مادة الخبز باستخدام البطاقة الالكترونية كمثال عن سوء استخدام البطاقة الذكية والتي راحت توصف بصفات ليست فيها , كالبطاقة الغبية وغيرها من الصفات السيئة التي لا توفي هذه البطاقة حقها بل تقلل من شأنها وأهميتها , وهنا نعود لمادة الخبز ونتساءل ماذا حدث بعد استخدام البطاقة في توزيع هذه المادة ولماذا حدث ذلك ؟؟؟
مشاكل كثيرة حصلت لدى البدء بعملية التوزيع ومنها عدم إيصال المادة لجميع المواطنين خاصة في الأيام الأولى وتكدس المادة في الأفران والأهم من ذلك كله هو الخلل الواضح في الجدول الذي حددته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذي تضمن مخصصات كل فرد وأسرة من الخبز وأيام التوزيع والنتيجة عدم إيصال رغيف الخبز في الوقت المناسب وبالمواصفات والجودة المطلوبة والمقررة وهنا حدث ولاحرج عن سوء التصنيع والخلل الذي حصل في المواصفات , والمفروض أن يكون رغيف الخبز ساخناً و يصل للمواطن طازجا ..
والمشكلة الأكبر عدم تحديد المخصصات الحقيقية اليومية المطلوبة والكافية لكل أسرة وبشكل يسد الحاجة الفعلية من حيث عدد الأرغفة وهنا الطامة الكبرى مما يدعونا للتساؤل ما هو المقياس الذي اتخذ في تحديد الحاجة اليومية للفرد من الأرغفة ؟؟؟
ونسأل أصحاب الأمر , كيف ستتدبر الأسر أمرها يوم الجمعة “عطلة المخابز” ؟؟أم علينا أن نتناول ” الكاتو ” !!!
نعود لنقول: إن الخلل والأخطاء التي حصلت ليس بسبب استخدام البطاقة الالكترونية في توزيع قوت المواطن إنما الخلل الحقيقي في الطريقة والآلية التي اتبعت في هذا المجال .
وأمام ماحدث , المطلوب تصحيح الأخطاء ومعالجة المشاكل التي وقعنا بها لأن ” الرجوع عن الخطأ فضيلة ” ويجب أن يتم ذلك بروية وبدراية وبحكمة حتى لا نقع في الأخطاء مرة ثانية وكي لاينطبق علينا القول المعروف ” كأنك ياأبو زيد ماغزيت ” .
محمود الشاعر