أوركسترا دار الثقافة في افتتاح مهرجان الثقافة والسياحة …فقرات ممتعة ورسائل تعبق بالحب والسلام وتحيي تضحيات جيشنا الباسل

لم يكن حفل افتتاح مهرجان حمص السياحي الثقافي الأول حفلاً عادياً خارج إطار الاحتفال البروتوكولي من حيث الكلمات التي ألقيت فيه بل من حيث المضمون الذي حمل أكثر من رسالة من خلال حفله الفني الذي أحيته فرقة أوركسترا مديرية الثقافة بحمص والتي عمرها ثلاثة أشهر فقط . أي من عمر قائد الأوكسترا ، وهو الفترة الزمنية لتولي مدير الثقافة الفنان حسان لباد إدارة العمل الثقافي في هذا القطاع الهام في حمص والذي كان من أولى ثماره إنشاء هذه الفرقة التي أدهشت وأمتعت الجمهور الكبير الذي جاء لحضور حفل افتتاح المهرجان وقد كان حفلاً مدهشاً وممتعاً بآن معاً وذلك لعدة أسباب يأتي في طليعتها تقديم برنامج فني غنائي موسيقي بفترة زمنية قياسية هي عمر الفرقة المشكلة حديثاً وهذه الفرقة هي أوركسترا وحين يقال أوركسترا يعني عدداً كبيراً من العازفين والمغنين تجاوز عددهم الثمانين فناناً وفنانة وهو رقم كبير لأول مرة في تاريخ حمص تقدم فرقة حمصية محلية حفلاً فنياً بهذا العدد الكبير ، وهذا العدد الكبير لم يكن وجوده على خشبة مسرح دار الثقافة عادياً بل كان حضوراً قدم الممتع والجميل والمبهج من فقرات غنائية وموسيقية نذكر منها مقطوعة موسيقية للعبقري زياد الرحباني كنا دائماً نسمعها في التلفزيون وشكلت على مدى سنوات نغمة تتكرر كل عام حين يأتي مهرجان بصرى لتكون مرافقة لهذا المهرجان عبر سنوات عديدة فرقة الأوركسترا استطاعت بجهود عازفيها الذين ملؤوا خشبة دار الثقافة أن يقدموا هذه المقطوعة بكثير من الإتقان والحرفية متنقلين بين الفواصل والمقاطع بشكل ممتع وجميل نتذكر بكثير من الفخر فرقاً عريقة كانت تقدم موسيقا وأغاني ترتقي بحرفية الأداء واللحن الذي يسمو بالمستمعين ويحلق بمشاعرهم التي تطرب لتلك النغمات المتألقة عبر هذا المزيج الذي صنعته الأوركسترا ، والمقطوعة الأخرى للموسيقار عمر خيرت لم تكن تقل أهمية عن المقطوعة الأولى بل كانت تعبق بالنغمات التي كانت تلامس المشاعر الإنسانية وتدغدغها بشكل راق وجميل استطاعت أن تحلق بها في عوالم جميلة صنعتها أنامل الموسيقيين الذين أتقنوا مداعبة الأوتار كي تصنع ذلك الفن الجميل في المقطوعات الغنائية كنا أمام مزيج جميل لبعض أغنيات الرحابنة وزكي ناصيف وفيلمون وهبي منهم من غنتهم أسطورة الغناء العربي السيدة فيروز بصوتها المخملي الجميل حيث تنقلت الفرقة بذلك المزيج عبر مجموعة الكورال الذي يمكن أن نقول أن دوره كان أداء تلك الأغنيات وتقديم المتعة وإظهار التآلف بين أصوات الشباب والبنات في الأداء من خلال شكل الهارموني مما أضاف الجمال على جمال تلك الأغنيات لحناً وغناء وأداء ولعل أغنية السنفريان كان لها وقع آخر عند الحضور كونها تشكل مدرسة غنائية ولحنية متفردة تندرج في إطار مدرسة الرحابنة ولكنها تحمل بصمة الراحل فيلمون وهبي الذي أبدع ولحن تلك الاغنية التي كانت بذلك الأداء شكلاً جديداً في التوزيع الموسيقي الأكاديمي الذي أمتع وأبهج الحضور.
الرسالة الأهم برأيي كانت عبر أغنيتي الأطفال – سنان – ساسوكي والتي تقول كلماتها ما أجمل أن نعيش في حب وأمان . وهي رسالة عبر عالم الأطفال البريء إلى عالم الكبار الذي أنتجت عقوله الشيطانية تلك الحروب والدمار في العالم وهي رسالة إلى أن يكون الكبار أنقياء وأبرياء كما هم الأطفال في هذا العالم المتوحش ، موسيقى وكلمات، الأغنيتان تصنفان ضمن المستويات الراقية التي تجعلنا نفتخر بمن كتب ولحن وغنى وعزف تلك المشاعر الانسانية الراقية التي تبحث عن الأمن والأمان والحب والحياة الهانئة .
كل تلك المشاعر والأحاسيس ختمت مسكاً بأغنية ياقمر مشغرة قدمتها إحدى الفنانات المتألقات بصوتها الجميل ومرافقة فرقة الأوركسترا وكورال الغناء الذي أشعل صالة مسرح دار الثقافة وأكملوا الأغنية واقفين احتراماً لتضحيات جيشنا البطل الجيش العربي السوري الذي ضحى من أجل أن تبقى سورية الصمود والتصدي ذات الجبهة العالية على الدوام..
شكراً لفرقة اوركسترا مديرية الثقافة بحمص التي قدمت حفلاً لاينسى وسنبقى نذكره طويلاً لما قدمه من متعة على مدى أكثر من ساعة من الفرح والجمال .
عبد الحكيم مرزوق

المزيد...
آخر الأخبار