لا يخفى على أحد أن عدد الأسر التي أصبحت بحاجة لفرصة عمل دائمة ازداد بشكل كبير بسبب الظروف التي فرضتها الحرب, و لايستطيع أي كان أن ينفي الدور الإيجابي لاختلاق أفكار جديدة ومبتكرة في سبيل البحث عن العمل , و الدور الكبير الذي مارسته الجهات الحكومية بالتعاون مع المنظمات العالمية لتقديم مختلف أنواع المنح و الدعم و المساعدات لتأمين بذرة مشروع يؤمن مصدر دخل ثابت للأسر الأشد فقراً..
وفي تقرير اليوم سلطت (العروبة) الضوء على المنح التي قدمتها منظمة الأغذية العالمية الفاو بالتعاون و التنسيق مع اتحاد النحالين العرب و مديرية زراعة حمص وأطلقت على مشروعها اسم (التعافي) لترميم قطاع النحل و إعادة إحيائه وتعويض المتضررين…
ولكن إذا عدنا بالذاكرة إلى ما قبل سنوات الحرب حيث كانت مشاريع مديريات الزراعة على مستوى المحافظات السورية تنفق الملايين من الليرات بهدف تطريد خلايا نحل ذات سلالة سورية صافية نقية و نذكر المناحل و مراكز التخصيب التي كانت توضع بمراع معزولة على مسافة 15 كيلو متراً لضمان نقاء السلالة و تطريد (أفراخ) جديدة نقية ذات صفات وراثية صافية ..
وكثرت الأبحاث العلمية التي ميزت السلالة السورية على أنها الأفضل على الإطلاق في بيئتنا وأنه من الضروري الحفاظ عليها صافية من أي مورثات أخرى تتسبب في تراجع السلالة…
بالأمس ليس البعيد تكلفت الجهات الحكومية ملايين الليرات السورية لتأصيل النحل السوري و اليوم تتكلف ملايين أخرى لإعادة تخصيبه عن طريق مشاريعها في مديريات الزراعة و تستورد في الوقت ذاته سلالات أخرى … ؟!
صحيح أنه و بحسب الاختصاصيين فإن السلالة المستوردة مناسبة للبيئة السورية إلا أنها- وعلى ذمة أهل العلم – ستسبب تغيراً في الصفات الوراثية للنحل السوري بحكم التزاوج ..
والسؤال المطروح هنا ألم يكن من الأجدى دعم مربي النحل الأصليين و تعليم نحالين جدد و العمل على تطريد خلايا نحل سوري مؤصل و دعم مستلزمات الإنتاج و تأمين مراع خصبة و تخفيض تكاليف الإنتاج مثل التنقل والعلاج و غيرها من أساليب دعم مربي النحل ..
ويبقى السؤال مطروحاً ؟؟
Hanadisalama1985@gmail.com