بدء قطف ثمار مشروع التعافي …تحديات لابداية أو نهاية لها و بعض المربين يشتكون !!

يحتاج النحل لغطاء نباتي كثيف يتوفر في مراعي المحافظة بشكل جيد مشكلاً أطناناً من الرحيق الذي يتوجب استثماره عن طريق هذا الكائن الوحيد القادر على استخراج الرحيق و صنع العسل , وبعد أن تسببت الهطولات المطرية الغزيرة هذا العام بتوفر المراعي الخصبة و تفتح الكثير من أنواع الأزهار البرية .. أصبح الطموح لترميم قطاع النحل كبيراً بالاعتماد على خبرة مربين و هواة يقومون بعمليات التطريد و إنتاج العسل بالاستعانة بمناحل المعونات من منظمة الأغذية العالمية الفاو أو بشراء المناحل من مديرية الزراعة
إلا أن صعوبات كثيرة تقف في وجه المربين سلطت (العروبة) الضوء على أهمها..

حساسة وبحاجة لخبرة
مربون من منطقة تلكلخ أشاروا إلى أن بعض الآفات مثل القراد و الدبور و غيرها من الأمراض تسبب خسائر كبيرة لدى المربي و بعضها قد يأتي على الخلية بأكملها ,مؤكدين أن تربية النحل حساسة جداً و بحاجة لخبرة جيدة , و أشاروا إلى أن الاعتماد الأساسي في المكافحة يكون على العلاج بالأدوية الكيميائية و تبقى أساليب الوقاية أفضل على مبدأ درهم وقاية خير من قنطار علاج ,وأشار بعضهم أنهم يستعملون مضادات حيوية خاصة بالقراد وتتمثل بأسماء معينة كل عام عن طريق الإرشاديات الزراعية أو الصيدليات الزراعية الخاصة ..
تكاليف مضاعفة
وتحدث المربون عن الصعوبات في عمليات نقل الخلايا من مكان لآخر في فترة الشتاء والتكاليف الإضافية المضاعفة ,إضافة لارتفاع أسعار الأدوية الزراعية المرخصة الخاصة بموضوع النحل ,وإذا لجأ المربي إلى الأدوية المهربة فالخسارة أكبر كونها غير موثوقة المصدر و الفعالية,بالإضافة لغلاء مستلزمات تربية النحل وبالأخص خلايا الخشب (الفارغة) و التي تباع بشكل وسطي بسعر يصل إلى 17 ألف ل.س
أوقات محددة
و أكد المربون وجود مواعيد مخصصة للتغذية و توقيت اسمه وقت الجني وهو قبل وقت الجني بشهر حيث توقف عملية التغذية بالمحاليل السكرية و يقدم للنحل بدائل تحلية (الكاندي) وهي عبارة عن منشطات مخلوطة بغبار الطلع و العسل وهي غالية الثمن وترفع من تكلفة الإنتاج ..و يوجد بعض النحالة يدعمون النحل بالمحلول السكري أو بمخلفات معامل الحلويات من قطر أو غيرها خلال أوقات الجني بهدف زيادة كمية الإنتاج بنسبة كبيرة..
وأكدوا أن المراعي اليوم تتركز بأماكن ومناطق محددة أغلبها في منطقة جبال عكار في ريف حمص الغربي وفي الساحل علماً أننا –والكلام للمربين –كنا سابقاً نصل إلى مناطق بعيدة جداً يتعذر علينا اليوم الوصول إليها بسبب تكاليف النقل ويوجد حالياً أكثر من ألف خلية في حرش عين السودا..
العسل المغشوش تحد آخر
وأشار مربون إلى أن وسطي سعر كيلو العسل يتراوح بين 6-8 آلاف ليرة و بعض الأنواع الخاصة النادرة ممكن أن تصل لحدود 12 ألف ليرة ..
وأكدوا أن البسطات التي تبيع العسل في الطرقات تشكل تحدياً حقيقياً فكلها مكتوب عليها عسل الورد علماً أن كل أنواع العسل من الورد و المواطن قليل الخبرة بأنواع العسل سيعتقد أنها أنواع جيدة وأكدوا أن أسعارها متأرجحة ولا ثبات فيها فإذا رأى البائع أن المشتري ليس عنده خبرة يضع أرقاماً خيالية أما إذا كان صاحب معرفة و لو بسيطة ينخفض السعر إلى ألفي ليرة علماً أن هذه الأنواع فيها من الضرر الشيء الكثير على كل الأطراف ماعدا البائع فهو عبارة عن مزيج ماء وسكر مطبوخ ويضاف إليه أصنص عسل ومواد عطرية مختلفة , ويباع على أنه عسل طبيعي ..
مدرب و داعم ومتابع
وعن الدور الكبير الذي يقوم به اتحاد النحالين العرب ذكر المهندس ماهر كردي عضو اتحاد النحالين العرب – أمانة حمص – أن الاتحاد منظمة دولية ويهتم بالنحالين ويعمل على تأمين مختلف احتياجاتهم, وبعد الضرر الكبير الحاصل في قطاع النحل و الذي تجاوز في حمص نسبة 80 % يبذل الاتحاد جهوداً كبيرة لإعادة إحياء هذا القطاع وبشتى الوسائل و الطرق الممكنة , ويتم التواصل بشكل مباشر مع أغلب نحالي المحافظة لتزويدهم بالمعلومات بما يتلاءم مع كل وقت من السنة و احتياجات الخلايا في كل فترة و طريقة الوقاية من أي مرض أو آفة ..
مرتبط بالغطاء النباتي
و أضاف الكردي : تعتبر مشاريع النحل بالعموم رديفاً زراعياً آخر بالنسبة للمربين وهي قطاع متمم للزراعة ويعتمد على المساحات الزراعية و الأشجار المثمرة التي تشكل بيئة صالحة لتربية النحل , فإذا تعرضت المنطقة للجفاف سيتأثر قطاع النحل حكماً و بقدر وجود مشاريع زراعية جيدة بقدر ما تكون إنتاجية مشاريع النحل جيدة , وأضاف :عملنا مرتبط بشكل أساسي بالزراعة و لا ينجح في البادية أو بمناطق استقرار الرابعة أو الخامسة التي لا توجد فيها نسبة أمطار جيدة أو غطاء نباتي جيد ..
من 40 ألف إلى أقل من 10 آلاف
و عن أعداد الخلايا في المحافظة أشار الكردي إلى أنها كانت تتجاوز الأربعين ألف خلية قبل سنوات الحرب و اليوم و بعد الجهود الكبيرة المبذولة من قبل كل الجهات المعنية بهذا الشأن لم يصل العدد إلى عشرة آلاف خلية ..
وتحدث عن دور الاتحاد الممثل بالأمانة العامة السورية لترميم القطاع و إعادة إعمار الثروة النحلية وذلك بالتعاون مع منظمات دولية حيث بدأ بتوزيع منح توجهت لنحالين متضررين ولأسر فقيرة أو لديها احتياجات خاصة ..
كرنيولي هجين و ليس مصرياً
وبالنسبة للنوعيات المستوردة ذكر الكردي أنه لاتوجد نوعية محددة و إنما سلالات قياسية وهي تعتبر قياسية عالمياً وهي النحل السوري والإيطالي والكرنيولي ..و عن الخلايا المستوردة أكد الكردي أنها من سلالة النحل الكرنيولي الهجين كونه نوع قادر على التأقلم و العيش في البيئة السورية ..
وأكد الكردي أن خبرة المربي لها دور كبير في نجاح الخلية و زيادة إنتاجها سواء من الخلايا الجديدة (أفراخ) أومن كميات العسل المنتجة ,و بطبيعة الحال فإنه مع الخبرة القليلة سيكون المردود أقل..
و أشار إلى أن الاتحاد قبل توزيع أي منحة حريص على إخضاع كل المستفيدين و خاصة ذوي الخبرة القليلة لدورة مدتها سبعة أيام يتم تزويدهم بالمعلومات الأساسية لنجاح الخلية كما أننا نقوم بعمليات المتابعة الدورية و التواصل بشكل مباشر لضمان تحقيق إنتاجية جيدة ..
وعن نوع النحل المستورد أشار الكردي إلى أنه من سلالة الكرنيولي الهجين و ليس مصرياً , و إنما و بسبب الحصار الاقتصادي المفروض على بلدنا تم استيراد الخلايا من مصر و لكن نوعيتها كرنيولي هجين وهي نوع ودود جداً وليس مهاجماً للنحل السوري و ليس شرهاً للعسل كما يشاع و أغلب حالات فشل الخلايا كانت بسبب قلة الخبرة من قبل المربي .
1500 خلية لحمص
و أضاف الكردي إلى أن الاتحاد و على مدى ثلاث سنوات قام بتوزيع أكثر من 15 ألف خلية نحل للمحافظات السورية كافة ,كانت حصة حمص فيها بحدود 1500 خلية ,الأولى وزعتها غرفة زراعة حمص بحدود 450 خلية , و المنحة الثانية بحدود 675 خلية وزعها اتحاد النحالين , والثالثة وصل عدد خلاياها الموزعة إلى 325 خلية وما زال العمل مستمراً
وأوضح أن عملية المنح تتم وفق آلية محددة تبدأ بجولات من قبل المنظمة المانحة لتحديد القرى و الأسر الأشد فقراً ,تليها جولات للجان مشكلة من مديرية الزراعة و الاتحاد و نعمل على أن يكون التوزيع عادلاً و يشمل أكبر عدد ممكن من المستفيدين لتحقيق الهدف الأول و هو تأمين مصدر دخل دائم للأسر الفقيرة و العمل على إعادة إحياء قطاع النحل..
مؤكداً أن المنحة مع الدورة وكل المستلزمات يتم تقديمها بالمجان للمستفيدين..وتتضمن المنحة 3 خلايا نحل نظيفة من الأمراض ومؤمنة تحت إشراف مديرية الوقاية .
فئتان هما الهدف
وعن الفئات التي تصلها المنح ذكر الكردي أنه توجد فئتان الأولى : هي النحالين المتضررين بالدرجة الأولى وتعطى المنح حسب نسبة الضرر خاصة الذين وصلت النسبة لديهم إلى 100% وهؤلاء يشكلون مرجعية لقياس النجاح أو الفشل ..
والفئة الثانية: هي الأسر الفقيرة التي فقدت معيلها أو التي عندها احتياجات خاصة بهدف تأمين مصدر دخل ثابت وفرصة عمل لأحد أفرادها على الأقل ..
الصحة أولاً
و أشار إلى أن الأهمية الكبرى في الوقت الراهن أن يكون النحل سليماً من الأمراض والخلايا خالية من العفونة و الآفات , مؤكداً أن كل وقت من السنة ويعاني النحل من أمراض معينة و كل فترة لها خصوصيتها بالوقت الراهن يهمنا السلامة والمعافاة ..
اصطياد الملكات أنجع
وعن آفة الدبور التي يشتكي منها المربون ذكر الكردي أنها تظهر بشكل فعلي في الشهر السابع و لكن يمكن للنحالين أن يقوموا باصطياد الملكات في الشهر الحالي وقتلها و بالتالي القضاء على عدد كبير من المدابر محتملة الحدوث ,وإذا تضافرت الجهود يمكن التخلص من نسبة تصل إلى 80% من الدبابير في شهر تموز لأنه تمكنا من القضاء على الملكات.
75 ألف ليرة سعر الخلية العامرة
و أشار إلى أن سعر كيلو العسل بالمتوسط تتراوح بين 6 -8 آلاف ل.س و الأكثر من ذلك يكون عسل نادر يقل وجوده في الأسواق, و عن سعر الخلية ذكر الكردي أنها بسعر يصل إلى 75 ألف ل.س إذا كانت عامرة بالنحل بمواصفة تغطية عشر إطارات..
و تضم المنحة الموزعة 3 خلايا عامرة بالنحل كل واحدة مؤلفة من طابقين الأول فيه خمسة إطارات و الباقي خشب..
14,5 مليون ل.س
من جهته ذكر المهندس أحمد المحرز رئيس شعبة النحل و الحرير في مديرية زراعة حمص أن مشروع تطوير و تربية النحل السوري استعاد عافيته خاصة بعد تأهيل مشتل الدوير , ويوجد حالياً 60 خلية وتم في منتصف شهر آذار ترحيل 50 % من النحل إلى محافظة طرطوس للاستفادة من أزهار الحمضيات و الإبقاء على 50% في مركز الدوير ونقوم حالياً بعمليات التطريد الاصطناعي وهي الهدف الأساسي من عملنا ضمن خطة الوزارة بهدف إنتاج طرود جديدة لدعم مربي النحل في المحافظة و تغطية كافة احتياجاتهم حسب الإمكانية لرأب الصدع الحاصل في قطاع النحل , و نشر السلالة السورية الهجين للحفاظ عليها من التدهور و الحفاظ على نقاء السلالة من أي صفات وراثية غير مرغوبة .. و أشار المحرز إلى أنه تم مؤخراً الاستلام المؤقت لمشتل الدوير حيث وصلت كلفة أعمال الصيانة إلى 14,5 مليون ل.س, و شملت أعمال الصيانة كل المشتل باستثناء المنشرة ونقوم حالياً بإعداد دراسة بالتعاون مع دائرة الهندسة لدراسة الاحتياجات من المحركات و الأثاث للمكاتب لتأمينها عند توفر الإمكانيات المادية ..
خلاياها بخير
وأضاف أنه من خلال الكشف على النحل لم يلاحظ وجود أي أمراض لأننا نقوم بمراقبة و معالجة مستمرة و نقوم بمعالجة وقائية بشكل دائم و وضع النحل جيد جداً , وتمت تشتية الخلايا بنجاح و قدمت لها العناية اللازمة من تقديم التغذية اللازمة و مكافحة الآفات و الأمراض وتم اجتياز فترة التشتية بنجاح دون أي آثار سلبية ..
مشيراً إلى أن خلايا النحل في مشتل الدوير ترعى حالياً على الأزهار البرية و الخردل البري و الفجيلة البيضاء و الصفراء و الكينا و الشوكيات..
خطط طموحة
و عن نسبة التنفيذ قال المحرز نفذنا خلال العام الماضي الخطة بنسبة 100% وفي العام الذي سبقه نفذت الخطة بمعدل 130% وفي هذا العام تم إجراء تقسيمات من بعض الخلايا التي تمت تربية البيوت الملكية بها و أخرى من قبلنا ونسبة التنفيذ تجاوزت 70% حتى تاريخ 24 من شهر آذار و طموحنا أكبر ,خاصة مع تحقيق هذه النسبة الجيدة وبقاء مدة شهرين للموسم … بالتالي من الممكن الوصول لنسبة أكثر من 150% و نحن قادرون على تحقيقها ..
وأشار إلى أن المديرية باعت الخلايا العامرة بالنحل للمربين بتغطية خمسة إطارات بسعر 12500 ل.س , وأصدرت التعاميم لكافة الإرشاديات بضرورة التواصل مع المربين وإرشادهم على طرق المكافحة للآفات على اختلاف أنواعها..
هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار