“إن أردت أن تطاع اطلب المستطاع ” هذه المقولة ينطق بها المواطنون ذوي الدخل المهدود الذين يمثلون الشريحة الأكبر والغالبة في المجتمع بسبب الحال المتردي الذي وصل إليه الجميع ولا داعي للتفصيل في ذكره لأنه بات معروف للقاصي والداني الكبير والصغير ..
وليس خاف على أحد أن جل هم المواطن هذه الأيام هو تأمين لقمة عيشه وعيش أسرته طبعا لقمة العيش الميسرة العادية التي تخلو من اللحوم والحليب ومشتقاته وطبعا لاتضم الفواكه والحلويات..
لقد تلاءم المواطن إلى حد كبير مع شظف الحياة التي يعيشها بسبب فقر الحال الذي وصل إليه ونقص المستلزمات الأساسية للحياة التي تعد المقومات الضرورية والبديهية لحياة طبيعية ,فقد أعتاد على قلة مادة الغاز المنزلي إذ تصله جرة الغاز مرة كل 90 يوما وحسب حسابات الجهات المعنية يجب أن تكفيه طول هذه المدة الزمنية رغم بداهة الأمر أن الكمية المخصصة لن تكفيه مهما تفنن بأساليب التقتير في الاستهلاك أكثر من شهر على الأغلب كما اعتاد على برنامج التقنين المجحف في الكهرباء مع عدم التقيد الزمني بالمواعيد المحددة للتقنين بين الحين والآخر واعتاد أيضا على الانتظار الطويل غير المحدد حتى تصله رسالة المواد التموينية وأهمها مادتي السكر والرز فرغم تواضع الكمية المحددة التي لاتسد حاجته وحاجة عياله لاتصله بالأوقات المحددة مما تضيع عليه فرص الظفر بها والأهم من ذلك كله هو فلتان الأسعار وعدم استقرارها وتصاعدها للأعلى بشكل غير معقول أو مبرر علما أن دخل المواطن وخاصة شريحة الموظفين ثابت لاحراك فيه ولا يواكب موجة الغلاء المتصاعدة بشكل جنوني .
أمام الواقع الذي لايسر البال الذي وصل إليه المواطن نتساءل أين دور الجهات المعنية في تحقيق الاستقرار في أسعار الأسواق وعدم تفاوتها بين محل وآخر وماذا عملت في هذا المجال ؟؟؟
لاشك أن دور الجهات المعنية بحركة الأسواق وضبط الأسعار يكاد يكون شبه معدوم ولا يفي بالغرض المطلوب وغالبا تنتظر مراجعة المواطن لتثبيت الشكوى ومن ثم القيام بالمتابعة وتنظيم الضبوط اللازمة .
السؤال الذي يخطر ببال المواطنين اليوم هل عجزت الجهات المعنية عن وضع العجلة على الطريق الصحيح لضمان دورانها بالشكل الصحيح ؟؟ وإلى متى تنتظر لمعالجة الخلل الحاصل في حركة الأسعار والأسواق مع العلم أن المشكلة تزداد وتكبر يوما بعد يوم ونخاف أن تصل لداء لا دواء له .
المهام والأعمال المطلوبة من كافة الجهات الحكومية اليوم كبيرة بحجم المشاكل المتفاقمة التي نعيشها يوميا وتزداد مع إشراقة كل يوم جديد وإن بقيت مجرد المتابع والمراقب والمتفرج والمتدخل بشكل خجول بالتالي النتيجة ستكون خلق المزيد من المعاناة والمشاكل والهموم المعيشية أمام المواطن وتردي الواقع الاقتصادي أكثر فأكثر وتغدو المعالجة أشبه بالمستحيل.
محمود الشاعر