المتعارف عليه أن إجراء أي تغيير أو تعديل هدفه الأساسي تحقيق الأفضل وبما يحسن الحالة السابقة للمستهدف في التغيير وهذا شيء إيجابي , لذلك هناك ما يسمى بحقل التجارب لمعرفة النتائج الأولية بعد عملية التطبيق ومن ثم المضي قدما بالشيء الجديد في حال كانت النتائج جيدة وأفضل أو العدول عنه إذا كانت النتائج سلبية والعودة إلى الحالة السابقة قبل التغيير بعد معرفة النتائج الجديدة التي تدعو إلى عدم المضي قدما في الأمر وإلا ستكون العواقب وخيمة والخسارة أكبر .
وبعد التجربة نستطيع أن نطلق الأحكام ونتخذ القرارات اعتمادا على المبدأ المعروف ” التجربة خير برهان ” وهنا نتوجه بالسؤال الذي ينتظر جميع المواطنين الإجابة عليه والسؤال للتجارة الداخلية وحماية المستهلك وللجهات المعنية بحمص ,وهو : بعد الملاحظات السلبية لتطبيق توزيع رغيف الخبز في حمص عبر البطاقة الذكية هل سيتم إلغاء أو تعديل هذه التجربة التي أثبتت عدم تحقيق الأهداف المرجوة منها على أرض الواقع و أدت إلى المزيد من الهدر وخلق المشاكل اليومية أمام المواطن وأهمها الخلل في آلية التوزيع وعدم وصول رغيف الخبز بالوقت المناسب بالإضافة لنقص وزنه وعدم تحسن نوعيته بل زاد سوءا في العديد من الأفران والخلل الواضح في جدول توزيع المخصصات التي وضعته ” التجارة الداخلية ” والنتيجة الأهم هي الاستهلاك اليومي الأكبر من مادة الدقيق إذ زادت حاجة المحافظة يوميا من مادة الدقيق التمويني أي لم تؤد إلى التوفير في المادة بل على العكس تطلبت كميات إضافية من الطحين ووصلت إلى أكثر من مئة طن يوميا أي على عكس ما هو مأمول والمتمثل بضبط الاستهلاك واستقراره وتوفيره!!!
ولن نطيل هنا بالشرح وتعداد النتائج السلبية الكثيرة للتجربة التي فاقت إيجابياتها وباتت معروفة للجميع لكن نتمنى ألا تستمر على واقعها وبرنامجها الحالي لأنها ستؤدي للمزيد من الخسائر والسلبيات التي يحصد نتائجها في المحصلة المواطن .
وهنا نهمس في آذان المعنيين ” الاعتراف بالخطأ فضيلة وتصحيحه ليس أمرا معيبا وإنما المعيب الاستمرار به” .
محمود الشاعر