نقطة على السطر ..توءم الحياة

الخبز و الإنسان توءمان منذ أن وجد على وجه الأرض حيث يمثل الخبز عبق الحياة المعيشية و رمزها الدائم بوجهه المحمر المقمر

فتتغير العلاقة اليوم و بدون سابق مقدمات ليبدو المرء عابساً عاتبا مغتاظاً بتغير شكل الرغيف خاصة بعد أن دخلت البطاقة الذكية معمقة توزيع الخبز لتكون “كالبسوس ” التي أشعلت حرباً بينه و بين رغيف الخبز الذي بات لا يسد الرمق يختفي بلحظات بين يدي الأسرة الكبيرة في عددها و يشكل مصدراً للهدر عند الأسر القليلة العدد نتيجة سوء توزيع الخبز على مدار الأسبوع إضافة إلى تلاعب الأيادي بمواصفات الرغيف التي تجعل الأمعاء تتقلص عند مضغ اللقمة كونه قد خالطته طعوم غير معروفة السبب لكنه ما زال يقاوم خوفاً على هذه النعمة من الزوال لتشع على إحداهن أفكار خلبية راودتها اليوم بمحاولة تصنيع خبز عائلتها بيدها أخذت تلح عليها والتي انبثقت من خلال نصيحة بعض معتمدي الخبز بعد شكواها الدائمة لنجدها تهرع إلى تنفيذ الفكرة عل الخبز يستعيد ألقه ويجد طعمه اللذيذ طريقاً إلى المعدة والإحساس بالشبع فباتت تتأرجح بين ما ينتظرها من تعب جديد سيسحقها وحرارة تلهب جسدها وبين حب العودة إلى التراث ذلك التراث الذي أغرمت به منذ صغرها لتستقر الفكرة وتتخذ مكانا لها حول الموقد تزج الحطب تحت الصاج لتبدو كأنها خارجة من الزمن الجميل تتصاعد الأبخرة من روائح الخبز الشهية ومناقيش الزعتر وفطائرالسبانخ وما عبق حولها من قهوة ساخنة على نار الحطب تراث معبر عن طريق الإيحاء والرمز ورائحة الدفء ويشكل ذاكرتنا البعيدة برغيف نظيف بمواصفات قياسية جيدة .

*عفاف حلاس

 

المزيد...
آخر الأخبار