شكلت حرب تشرين التي خاضها جيشنا العربي السوري البطل منعطفا حاسما في تاريخ صراعنا ضد العدو الصهيوني، وأثبتت هذه الحرب للعالم أجمع قدرة المقاتل العربي على استخدام الأسلحة الحديثة في ميادين القتال، كما أثبت قدرته على اقتحام المواقع المعادية ذات التحصين المعقد وسحق العدو المتحصن فيها، فقد صنع مقاتلو تشرين المعجزات..
و هاهم أبناء وأحفاد ذلك الجيش العظيم يتصدون بكل عزيمة للحرب الكونية التي تشن على وطننا، ويقدمون الغالي والنفيس لتعود بلدنا كما كانت قوية منيعة بفضل بواسلها الشجعان وقيادتها الحكيمة وتقضي على الإرهاب وداعميه وتعيد الأمن والأمان لهذا البلد العريق الذي سيبقى مصدر إشعاع حضاري للعالم أجمع.
المحاربون القدماء” الضباط” يروون لنا قصص البطولة والفداء التي قدمها أبطال الجيش العظيم والتي أصبحت عبرة للأجيال القادمة ..
بطولة وفداء
العميد الركن المتقاعد منذر اليوسف رئيس رابطة المحاربين القدماء “الضباط” في حمص قال : ذكرى حرب تشرين ليست كغيرها في تاريخ أمتنا هذا اليوم هو يوم المقاتل العربي السوري الذي صام دهراً يبحث عن ذاته ليفطر في العاشر من رمضان عزة و إباء و كرامة في البر و البحر و الجو امتاز المقاتل بالبطولة و الفداء و تقدم راجلا ومدرعاً ، محمولاً وطائراً ومظلياً ومبحراً ليقول للعالم أجمع: أنا هو المقاتل السوري ، أنا الذي أصنع التاريخ ، أنا الذي لا يعرف تقهقراً أو تراجعاً ، ولا ينام على ضيم .
وأضاف :السادس من تشرين يوم فيه ظهر الجوهر المكنون ، فيه أزاح القائد المؤسس حافظ الأسد اللثام عن الوجه الحقيقي للمقاتل السوري ، ورفع علم الوطن في أرض القنيطرة ولعل أدق تقييم لحرب تشرين المجيدة عام 1973 ما صدر عن ( هنري كيسنجر ) وزير خارجية أمريكا الأسبق عندما قال : ( لقد أشرفت إسرائيل على الغرق ، لولا حبل الإنقاذ الذي ألقت به الولايات المتحدة إليها في اللحظة الأخيرة ..).
واليوم …ومع ما يمر به وطننا يقف الجندي السوري ومنذ سنوات شامخا في ساحات المعارك مستعدا لتقديم الروح ، ليبقى الوطن سيداً حراً … قاوم الإرهاب بشجاعة نادرة على امتداد الجغرافيا السورية ، وسقى بدمه الطاهر كل حبة تراب دنسها الإرهاب التكفيري الظلامي .. سيبقى الطيار السوري نسراً بين السماء والأرض ، يراقب ويرصد ، ينقض على عدوه أينما وجد ، يتوجه إلى هدفه بعزة وكرامة .
العميد الركن المتقاعد محمد اليونس نائب رئيس رابطة المحاربين القدماء قال: تمر ذكرى حرب تشرين التحريرية في ظل الظروف الصعبة والقاسية التي نعيشها… نستذكر ذكريات رسخها الماضي ورسمها التاريخ الأصيل وسطر أحرف عزتها وفخارها أبطال شجعان فحرب تشرين التحريرية المباركة تعد مثالاً ساطعاً لانتصار إرادة الشعوب العربية في مواجهة قوى العدوان والشر والطغيان التي تحتل أرضنا وتدنس ترابها فكانت بحق أكبر من كل ما كتب وما سيكتب.
وأضاف : هذه الحرب حررت المقاتل العربي من الخوف وحطمت والى الأبد أسطورة الغطرسة الصهيونية واليد الطولى لسلاحه الجوي ومقولة الجيش الذي لا يقهر والتي كان يتبجح بها العدو الصهيوني البغيض .
وتابع: لقد قاتلنا بمعنويات لا حدود لها وبجرأة وشرف من أجل استعادة الأرض والكرامة ويشهد التاريخ للجندي العربي السوري بقدرته وشجاعته المنقطعة النظير وما مرصد جبل الشيخ إلا أحد المواقع الأسطورية والذي حرره أبطال جيشنا الباسل .
و اليوم نعيش تحديات مصيرية للقضاء على المؤامرة الكونية التي شنت على سورية الحبيبة والتي يتصدى لها الجيش البطل حيث سطر ملاحم بطولية في القضاء على الإرهاب التكفيري وداعميه .. وقريبا سنحتفل بالنصر النهائي على الإرهابيين وداعميهم وستعود سورية أقوى مما كانت عليه مع وحدة التراب السوري الغالي الذي جبل بدماء الشهداء الأبطال.