المحاربون القدماء في ذكرى الجلاء: حكاية نصر سطرها شعبنا بأحرف من نور

في السابع عشر من نيسان يتجدد الاحتفال السنوي بجلاء آخر جندي فرنسي عن ارض الوطن ،وهذا اليوم يرمز إلى التضحيات الجسام التي قدمها الأجداد والآباء في سبيل نيل استقلال وحرية البلاد ليثبتوا أن السوريين لا يمكن أن يقبلوا الذل والهوان ولو كانت حياتهم ثمنا لذلك ، وبعد مرور عقود على جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض سورية الطاهرة تبقى الدروس والمعاني والقيم الوطنية حاضرة في أذهان كل السوريين ولأن هذه الدروس ما زالت راسخة و يواصل شعبنا وجيشنا الباسل مواجهة المؤامرات التي يتعرض لها وطننا بعزم لا يلين وإرادة لا تقهر وتضحيات عظيمة لتمضي سورية بكل ثقة وثبات نحو نصر مؤزر على المستعمرين الجدد وأدواتهم الإرهابية ، وفي هذه المناسبة العظيمة التقينا مع أمين شعبة المحاربين القدماء وبعض الأعضاء .

وحدة وطنية
الرفيق العميد عطالله العز الدين أمين شعبة المحاربين القدماء قال: تحتفل جماهير شعبنا بذكرى الجلاء الذي جاء ثمرة طيبة لنضال وطني وصمود شعبي وتجسيد لتضحيات وبطولات شعب عظيم ،و خيار المقاومة هو الطريق المؤدية إلى طرد الغزاة وتحرير الأرض .
لقد كان نضال شعبنا ضد الاستعمار الفرنسي وعلى مدى خمسة وعشرين عاماً تعبيراً عن وحدته الوطنية ، وباكورة هذا النضال معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة .و بعدها قامت الثورات في جميع البلاد ففي الساحل السوري كانت بقيادة الشيخ صالح العلي وفي حلب والشمال السوري بقيادة ابراهيم هنانو وفي جبل الشيخ والجولان بقيادة أحمد مريود وفي سهول حوران ودمشق بقيادة حسن الخراط وفي القلمون وحمص وحماة بقيادة فوزي القاوقجي وتوجت هذه الثورات بالثورة السورية الكبرى بقيادة سلطان باشا الأطرش وتابع الأبطال والرواد الأوائل مسيرة النضال فضحوا وقدموا قوافل الشهداء حتى تحقق النصر وجلاء المستعمر الفرنسي وبعدها بدأ الصراع الداخلي والانقلابات العسكرية .حتى مرحلة الوحدة ما بين سورية ومصر وكانت جريمة الانفصال فجاءت ثورة الثامن من آذار المجيدة لتعيد لكل صاحب حق حقه ,من ثم جاءت الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد لتصحيح المسار وانطلقت سورية بكل إمكانياتها وبالقيادة الحكيمة للقائد المؤسس وكلنا يعرف هذه الانجازات والتي توجت بحرب تشرين التحريرية من ثم بدأ الإعداد لإنشاء جيش عقائدي تدريباً وتسليحاً وأصبح الجيش العربي السوري بكوادره رمزا للنضال فقد استطاع الوقوف بصمود منقطع النظير وقدم الشهداء خلال تصديه للحرب الكونية التي شنت على سورية وتم سحق الغزاة الجدد من التكفيريين والوهابيين الذين تم إرسالهم إلى سورية مدعومين من أمريكا والغرب والكيان الصهيوني وعربان البترو دولار .
وها هو جيشنا يحقق الانتصار تلو الانتصار بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد .
وبهذه المناسبة نتقدم بالتبريكات والتهاني للقائد ولجيشنا البطل المصمم وبكل فخر واعتزاز وصمود على حماية سورية ولشعبنا العظيم وللأصدقاء ،والرحمة لشهدائنا والشفاء العاجل للجرحى .
نمو وازدهار
العقيد راسم نجيب عربش – عضو قيادة الشعبة للمحاربين القدماء قال: تتزامن احتفالات شعبنا بالذكرى الثالثة والسبعين لجلاء المحتل الفرنسي عن أرض سورية الحبيبة مع الانتصارات التي يحققها جيشنا العربي السوري وشعبنا الأبي بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
فقد حقق آباؤنا وأجدادنا بتضحياتهم وحبهم لسورية الاستقلال ونالوه بجدارة وقوة فالرحمة والخلود لأبطال الاستقلال الذين قادوا سورية إلى التقدم والنمو والازدهار ، و بعدها الحركة التصحيحية المباركة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد فكان بناء الدولة الحديثة المتطورة ، حيث بنيت السدود وشيدت المعامل والمؤسسات والشركات والطرق وتم تزويد الجيش بعتاد حديث وتم تدريبه ليكون من أقوى الجيوش في المنطقة ويكون جيشاً عقائدياً لكل العرب معتمداً على أفكار ومبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي،من أجل تحرير الأراضي العربية المحتلة فكانت حرب تشرين التحريرية عام 1973 التي أسقطت مقولة الجيش الذي لا يقهر وتم تحرير جزء من الأراضي المحتلة وواصلت سورية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد بناء سورية الحديثة المتطورة المستقرة الآمنة, ووصلت إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بكل شيء وازدهرت الصناعة والتعليم والصحة ولكن بدأت المؤامرات والمكائد تحاك بالغرف السرية على سورية لأنها كانت تفشل مخططات تفتيت المنطقة العربية إلى دويلات متناحرة بهدف إبقائها تابعة للدول الغربية ، فجاؤوا بالإرهاب المتطرف الأسود المتمثل بداعش والنصرة وغيرهما الذين قتلوا البشر ودمروا الحجر ، فتصدت سورية باقتدار وبحكمة السيد الرئيس بشار الأسد ،وبقوة الجيش العربي السوري الذي وقف بوجه 83 دولة دعمت الإرهاب بالأسلحة والأموال وقدمت كل ما يلزم من أدوات الدمار والتخريب ، وانتصر عليها وعلى الإرهابيين الذين دعمتهم ، وقد بدأت الحياة الآمنة المستقرة تعود إلى سورية لتنهض من جديد بفضل تضحيات أبطال جيشنا العربي السوري وأبناء الوطن الشرفاء فالمجد والخلود لشهداء الاستقلال والخلود لأرواح شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل أن تحيا سورية بأمان .
شمس الجلاء مشرقة
العقيد محمد نور الحصني عضو قيادة شعبة قال: في ذكرى الجلاء تشرق شمس الاستقلال وتومض أشعة الحرية ويبرق الأمل في مستقبل مزدهر مهره دماء الشهداء الأحرار الذين قارعوا الاستعمار الفرنسي على امتداد مدن وقرى سورية الحبيبة فذاك ابراهيم هنانو وهذا صالح العلي وسلطان باشا الأطرش وحسن الخراط ويوسف العظمة ، أبطال قادوا مواكب الشهادة والنصر ضد المحتل الفرنسي، وجاءت ثورة الثامن من آذار لتزين الاستقلال بمعول الفلاح في أرضه وتفاني العامل في معمله واندفاع الجندي في خندقه ,وبعدها قاد القائد المؤسس حافظ الأسد الحركة التصحيحية وحرب تشرين التحريرية التي أكدت للعالم أن سورية مستقلة و سوف نبقي هذا الاستقلال منارة للأجيال القادمة فالحرب الكونية التي شنها وأججها الاستعمار الحديث بمختلف أساليبه لا تؤثر على عزيمة من يتلقى دروس الشهادة والنضال والمقاومة والحرية في مدرسة الصمود ، وما يقوم به الكيان الإسرائيلي وأمريكا لا يغير هوية الجولان العربي السوري وسوف نحقق بدماء شبابنا وعزيمة آبائنا وتشجيع أمهاتنا استقلال الجولان العربي السوري فلك العهد منا والدماء أيها الوطن … وسورية ستبقى لنا وطناً مستقلاً حراً مقاوماً بهمة جيشنا وشعبنا وخلف قيادتنا الحكيمة .
عزيمة لا تلين
العميد الركن المتقاعد يحيى ديوب – عضو قيادة شعبة قال: في هذه الذكرى العظيمة لابد لنا أن نذكر أولئك الرجال العظماء الذين صنعوا الجلاء بدمائهم فالجلاء لم يكن منحة أو هبة من المستعمر الفرنسي بل جاء نتيجة نضال شاق وطويل مع هذا الاستعمار .
لقد بدأت مقارعة الاستعمار الفرنسي منذ عام 1920 عندما تصدى البطل الشهيد يوسف العظمة لجيش غادر ومحتل حيث قال : « لن يدخلوا دمشق إلا على أجسادنا » ، وقد حاول الفرنسيون أن يقسموا سورية إلى دويلات ولكن هذا المشروع سقط نتيجة رفض شعبنا لهذا المشروع حيث قامت ثورات متعددة ضد الاحتلال رافضة التجزئة فكانت ثورة الشيخ صالح العلي في الساحل وهنانو في الشمال والخراط في الغوطة وكانت ذروة تلك الثورات ثورة عام 1925 الثورة السورية الكبرى التي قادها البطل سلطان باشا الأطرش واستمر النضال ضد المستعمر حتى توج بالاستقلال في نيسان عام / 1946/ .
وفي هذه المناسبة الغالية لابد أن نستذكر القائد المؤسس حافظ الأسد الذي قاد الحركة التصحيحية المباركة والتي أعادت لسورية دورها النضالي وحرب تشرين التحريرية التي استطاعت ببطولة جيشنا أن تسقط مقولة الجيش الذي لا يقهر .
ستبقى ملاحم وبطولات جيشنا الباسل في حرب تشرين ومقارعة العدو الصهيوني في ذاكرة شعبنا .
وهاهو اليوم يتصدى للإرهاب بشجاعة وإرادة لا تلين عبر صمود أسطوري أذهل العالم مستمداً قوته من إيمانه بعقيدته وشجاعة جنوده ودعم شعبه وقيادته ، فلن نفرط بذرة تراب وسيعود الجولان إلى حضن الوطن رغم أنف الأعداء .
وسيبقى هذا الجيش كما قال السيد الرئيس بشار الأسد الحصن المنيع الذي يسور حدود الوطن ويحفظ عزته وكرامته
كل التحية للأبطال الذين صنعوا الجلاء ، والرحمة لأرواح شهدائنا الأبرار والشفاء العاجل للجرحى .
تكريس الاستقلال
العميد الركن فاتح دربولي – أمين سر رابطة المحاربين القدماء قال :يأتي الاحتفال بعيد الجلاء عن أرض سورية الحبيبة نتيجة قيام الثورات في كافة الأراضي السورية من ثورة السلطان باشا الأطرش في السويداء وحسن الخراط في دمشق و الشيخ صالح العلي في الساحل وإبراهيم هنانو في الشمال .
فقد اندلعت الثورات في كل القطر مما أرغم المستعمر الفرنسي على إجلاء آخر جندي من بلادنا في السابع عشر من نيسان 1946 ثم جاءت ثورة الثامن من آذار المجيدة وبعدها قامت الحركة التصحيحية المباركة بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد التي كان لها الأثر الكبير في تكريس الاستقلال وبناء سورية الحديثة وتكريس العمل الدؤوب على كافة المستويات ودعم المؤسسة العسكرية من خلال التخطيط والتنفيذ لحرب تشرين التحريرية التي أعادت للمواطن والجندي العربي كرامته وتم من خلالها تحرير جزء من أرض الوطن الحبيب وكان لتضامن الجيش والشعب مؤخراًوالتفافهم حول القيادة التاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد الدور البارز في دحر الإرهاب ومكافحة التنظيمات الإرهابية المدعومة من دول كثيرة معادية لسورية ومتحالفة مع العدو الصهيوني .
ونحن في هذه الأيام نقف على خطوة من تحقيق النصر النهائي على الإرهاب ونؤكد على وحدة تراب هذا الوطن كاملاً دون التفريط بحبة منه بما فيها الجولان العربي ولواء اسكندرونة السليب .

المزيد...
آخر الأخبار