“دفانا محبتنا” من وإلى أبناء البلد

فكرة إنسانية بدأت بمحبة و برغبة في البحث عن سبل للمساعدة الموجهة من الجميع و للجميع.

ناجي درويش ومنذ عشر سنوات مرت بدأ بفكرة (دفانا محبتنا) مع صديقيه عصام حبال والدكتورة نسرين زريق في شتاء عام 2013 .. ” فكرة بسيطة بمجملها عظيمة بإنسانيتها” و بدأت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

وعن بعض التفاصيل يبدأ درويش حديثه: البداية كانت عبر صفحة على الفيسبوك شجعونا فيها على التبرع بما تيسر مهما كان بسيطا فهو مهم لصاحب الحاجة ويضيف كنا في البدايات صلة وصل بين الطرف المتبرع والطرف المحتاج مع تقدير كل تبرع مهما كان بسيطاَ من قطع الثياب الفائضة ويتقبلها الطرف الآخر بمحبة أكبر, وليتوسع مجال المساعدة ففكرة المبادرة التي لا تعتمد على وسيط انتشرت بشكل كبير وخلال شهر غطت معظم المحافظات السورية, وشارك الآلاف من السوريين في دعم عشرات الآلاف من السوريين بالملابس أو بوسائل التدفئة (حرامات .. محروقات .. حطب .. إلخ) .. وأصبح بريد الصفحة وهواتفها مليئا بعشرات الآلاف من الرسائل من أناس ترغب بالتبرع وأناس بحاجة فعلاً للمساعدة .. كانت مهمتنا أن نصل الطرفين بعضهما ببعض وعلى مدى الأعوام التسعة .. ونظراً للأوضاع الاقتصادية وازدياد احتياجات الناس تطورت (دفانا محبتنا) .. وبتنا – حين نستطيع- نغطي تكاليف عمليات أو علاج أو تقديم أدوية أو سلل غذائية .. واليوم ونحن على أبواب الشتاء نستعد لجمع 25000 قطعة ثياب مستعملة بثلاث طرق …الأولى بشرائها من أشخاص  لاتحتاج القطع و لكن بحاجة لثمنها و الثانية قبول التبرع بالملابس والثالثة بقبول التبرع بثمن الملابس وسنقوم بتوزيع الملابس على 50 سيدة بمعدل 500 قطعة لكل سيدة للغسيل والتعقيم و الكي و التوضيب بشكل مأجور لنتبرع بنصف الكمية ونبيع النصف الثاني لتغطية التكاليف وبذلك نؤمن دخلاً لخمسين أسرة و ثياب شتوية لـ” 25000 ألف شخص.

”  دفانا محبتنا” أثبتت تجذرها في قلوب و أفعال السوريين و تفرع عنها “جمعية ساعد” في دمشق والتي تهتم باهتمامات (دفانا محبتنا) وتقوم كل عام بإنشاء عدة مطابخ تطعم آلاف المحتاجين في شهر رمضان كما كان لها دور بارز في تأمين اسطوانات الأوكسجين خلال أزمة الكورونا .. كما نتج عن (دفانا محبتنا) مشروع (بشو عم تحلم ؟) في المنطقتين الوسطى والساحلية والذي تتلخص فكرته بالمثل الشهير (علمه الصيد أفضل من أن تقدم له السمكة) واستطعنا تأمين التمويل للعديد من المشاريع الصغيرة.. بالإضافة للاهتمام عن طريق المشروع ذاته بشريحة الأطفال.. ففي كل عيد نقدم بفضل الداعمين لنا في سورية وفي بلاد الاغتراب .. ملابس وألعاب العيد .. ومع بداية كل عام دراسي الحقائب والقرطاسية وما اسميناه (سلة الأكلات الطيبة) التي تحوي كفاية طفل لشهر كامل من بسكويت وحلويات.

ويتابع: إن نجاح المبادرة و استمرارها و تطورها منذ أكثر من عشر سنوات يؤكد أن أبناء البلد للبلد و أن الخير في نفوس السوريين أصيل و توجه بالشكر لكل إنسان صادق ساهم بما استطاع ولكل إنسان قَبِل المساعدة ومنح المتبرعين متعة العطاء… ولايفوتني الحديث عن الوجود الجميل لعدد من الشخصيات المؤثرة الداعمة لـ “دفانا محبتنا” ومنهم الفنان دريد لحام والذي قدم شروال و طربوش و نظارات غوار بيعت في مزاد علني و اشترينا بثمنها ملابس للأطفال والفنانة شكران مرتجى والفنان عدنان أبو الشامات والمخرج عجاج سليم الذين يتابعون (دفانا محبتنا) في كل تفاصيلها ويقومون بأسلوبهم بنشر الفكرة بين محبيهم .. وإنني أدعو اليوم من خلال “العروبة ” كل الشخصيات المؤثرة ليشاركوا في نشر ثقافة (التكافل الاجتماعي) وتعزيزها .. سواء لفكرتنا أو لأي فكرة مشابهة .. ونحن نتمنى أن تتزايد هذه المبادرات وأن تنتشر.. فأساس (دفانا محبتنا) أن يساعد الجميع الجميع…. والشكر الأكبر و الأهم للمتطوعين من الشباب و الشابات لوقتهم وجهدهم الكبير في كل مبادرة من المبادرات وسط تسهيلات تقدمها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرياتها وجميع المؤسسات المعنية…

العروبة – هنادي سلامة

المزيد...
آخر الأخبار